أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أن الجيش اللبناني أحكم السيطرة على مجمع الأسير في منطقة عبرا في صيدا. وذكرت قناة "الميادين" الفضائية التي تبث من بيروت أن عدد قتلى مسلحي الشيخ أحمد الأسير في الاشتباكات التي اندلعت بين مناصريه والجيش اللبناني، بعد ظهر الأحد، بلغ أكثر من ثلاثين معظمهم سوريون. وكانت حصيلة الاشتباكات التي اندلعت الأحد بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة تابعة للشيخ السلفي أحمد الأسير، في منطقة عبرا، في مدينة صيدا الساحلية الجنوبية، ارتفعت إلى 16 قتيلا من الجيش اللبناني، بينهم ضباط. ونعت قيادة الجيش اللبناني في بيان امس ستة عسكريين جدد، قتلوا في الاشتباكات في صيدا، وكانت هذه القيادة نعت الأحد، في بيان، ستة عناصر من الجيش، بينهم ضباط. وذكر مصدر أمني لبناني، صباح امس، أن الاشتباكات تواصلت طوال الليلة قبل الماضية وبعنف في بلدة عبرا بين الجيش اللبناني وعناصر تابعة للشيخ أحمد الأسير ومقاتلين من جنسيات غير لبنانية. ولم يحدد المصدر نوع هذه الجنسيات. وتابع المصدر أن اشتباكات استمرت طوال الليل بين الجيش اللبناني ومسلحي "جند الشام"، في منطقة التعمير في مخيم عين الحلوة (في صيدا)، حيث استعملت الأسلحة الرشاشة وقذائف "الار.بي.جي". ويترأس الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان اجتماعا للبحث في الوضع المتدهور في صيدا، بينما اعلنت نقابة المحامين عن امتناع المنتسبين اليها حضور الجلسات تضامناً مع الجيش. وقد أرخت معركة صيدا بين الجيش اللبناني ومجموعة الشيخ أحمد الأسير بثقلها الأمني بعدما ازداد عدد شهداء الجيش ما طرح تساؤلات عن مصير المؤسّسة العسكريّة وهي آخر رموز الوحدة اللبنانية. واحتجز عدد من أهالي صيدا في منازلهم وساد منع تجوّل "عفوي" بسبب الاشتباكات وقال أحد أهالي صيدا في اتصال هاتفي مع "الرياض" انّ "المسلحين يحاصرون البيوت، ونحن نعيش بلا مؤونة ولا كهرباء في ظلمة قاتمة وسط أزيز القذائف الصاروخية والرشاشات المنهمر في أرجاء صيدا كلّها". وعمّ الحزن أمس المناطق التي تقطعت أوصال بعضها بفعل الاشتباكات في عاصمة الجنوب، وأصدر رئيس حكومة تصريف الأعمال مذكّرة بإعلان الحداد العام على أرواح الشهداء الضحايا من العسكريين في عبرا (صيدا). ودعا نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري الجيش إلى "عدم التردد في حسم الوضع في صيدا وإنهاء الظاهرة الشاذّة التي شكّلها الشيخ أحمد الأسير ومجموعته"، مشددا على ضرورة أن يعالج الجيش "كل مظاهر الاستفزاز والفتنة في المدينة، بما فيها الوجود المسلح ل"حزب الله" والذي ظهر على الأرض من خلال انتشار كاد يحول معركة الجيش ضد المعتدين عليه إلى كارثة مذهبية". واعتبر مكاري أنه "من غير المقبول أن ينتهي الأمر بتسويات، فثمة شهداء سقطوا للجيش، ومن غير الجائز أن يتفاوض مع قاتلي ضباطه وجنوده، والأمر يتعلق بكرامته وبهيبة الدولة عموما، كما يتعلق بأمن صيدا ولبنان كله". وقال: "إنّ اللبنانيين يريدون أن يكمل الجيش ما بدأه، وأن ينهي هذه الظاهرة الغريبة على عادات "الصيداويين" واللبنانيين، عسى أن يكون ذلك مقدّمة لاستعادة الدولة دورها وسيادتها، وخطوة أولى للقضاء على كل ما يقوّض سلطتها، ولحصر السلاح، كل السلاح، في أيدي مؤسساتها". ورأى أن "ظاهرة الشيخ أحمد الأسير ومثيلاتها لم تكن لتتسع وتنمو لو لم يكن السلاح موجودا في أيدي "حزب الله"، ولو لم يكن هذا السلاح استخدم مرارا وتكرارا للترهيب والضغط وتغيير المعادلات السياسية الداخلية، ولو لم يكن "حزب الله" أقحم لبنان في حوادث سورية خلافا لإرادة قسم كبير من اللبنانيين". فتاة تحمل علماً أبيض للدلالة ان من في السيارة هم من المدنيين خلال الاشتباكات في منطقة عبرا في صيدا (رويترز)