وهي بروفات مستمرة، ولن تتوقف، لكنها حتماً تنتهي عند وعي المواطن، حين يتمسك بمبدأ "ولا هللة تطلع"، حيث يحد في طريقه وأثناء خروجه إلى المسجد أو "المول" من انتشار "عصابات التسول". لقد وقفت "الرياض" على أعداد كبيرة من "المتسولين" في الشوارع والأماكن العامة، وكذلك الأسواق والمحال، فهذا وقف أمام مطعم، وهذا استند على الإشارة المرورية، وآخر جلس بانتظار المصلين، ولم يقف الأمر على ذلك، بل حتى النساء بدأن ب"التسوّل" من خلال المرور بين المركبات عند الإشارة المرورية، مُعرضات أنفسهن للخطر، كما تشاهد بعضهن في الأسواق وعند المحال، أو حتى بالقرب من "بوّابات" المطاعم. وليست الحاجة المادية التي تقف وراء انتشار هؤلاء، بل وصل إلى الجشع والطمع؛ لمنفعة "العصابة" التي تأويهم وتُشغّلهم، وهنا لابد أن يبدأ الحل من المواطن، فقد مللنا ونحن نُنادي بدعم "مكاتب التسول" المفلسة بشرياً وتقنياً، وكذلك التنسيق مع الجهات الأخرى التي ترفض غالباً استقبال المتسولين والتحقيق معهم؛ فأفضل حل هو أن يعي المواطن دوره.. "ولا هللة تطلع من جيبك". ويلفت نظرك وأنت أمام الإشارة المرورية طفل لم يتجاوز العاشرة، يقف مُشيراً بيده ويطلب المال، وعندما تحاول الحديث معه، تجده يهز رأسه فقط!، وهو ما يُثبت أنه من جنسية غير عربية، وحتماً يقف وراءه "عصابات"، وأكبر دليل أن رجال الأمن استطاعوا أن يصلوا إلى أوكارهم في وقت مضى، وهنا لابد أن يعي المواطنون خطورة إعطاء هؤلاء الأطفال أي مبالغ، وربما زادت أعدادهم بتفاعل الأفراد معهم إيجابياً. وعند إشارة أخرى تجد تجمعاً نسائياً، ومن جنسيات متفاوتة، ولا يبالين بحركة السيارات أو بسلامتهن، بل إن بعضهن تجدهن في تقاطعات حساسة، مما يُعطل حركة السير، الغريب أن ذلك المشهد ربما تكرر عليك أكثر من مرة في اليوم، وهذا يدل على غياب الرقابة، وكذلك عدم تفاعل الجهات المعنية. ولا تستغرب من وجود امرأة وأطفالها بالقرب من الإشارة المرورية، فالهدف مادي بحت، فهي تُفكر بتحقيق المال بأقصر الطرق، عبر استعطاف الناس، وطلب يد العون منهم. ولم تسلم "مواقف السيارات" في "المولات" أو في الأسواق من تواجد "المتسولين"، وقد تتفاجأ بمُسن افترش الأرض، وأخذ باستجداء الناس لمساعدته، وهو ما يُنبأ عن وجود خطط لهذه "العصابات"، فمن الإشارة، إلى المسجد، إلى المطاعم، وأخيراً إلى مواقف السيارات، مما يعكس تراخي المواطنين في الحد من هذه الظاهرة، ولو كان هناك اتفاق على عدم مساعدة هؤلاء، لوجدناهم بأعداد قليلة، وربما مرت الأعوام ولم نُشاهد أياً منهم، لكن التهاون في هذا الأمر هو ما زاد من أعدادهم. وفي المساجد، وما أن تنتهي الصلاة، تجد أحد الأشخاص تقدم إلى الأمام، ليُعلن العذر المُكرر: "قدّر الله علي وعائلتي حادث، والآن هم يحتاجون إلى عمليات وتكاليف"، مما يطرح السؤال: لماذا تلك العبارات المُكررة؟، ولماذا لا يتم اللجوء إلى الجهات المعنية في حال كان هؤلاء الأشخاص صادقين؟، وفي نهاية الأمر تجد هذا الشخص قد ملأ "الكيس" الذي بحوزته من المال، منتشياً بما جمعه، ولسان حاله يقول: "شكراً على تعاونكم"!. ومن المناظر المُعتادة وجود امرأة بحضنها طفل عند بوابات المطاعم، وطبعاً هي تُخطط إلى استعطاف الأشخاص الذين يرتادون تلك الأماكن، على اعتبار كثرة أعدادهم، وهو ما يعكس صورة سلبية عن المجتمع، بل من المُمكن أن توحي لك أن الفقر وصل إلى حد الرصيف، في صورة مناقضة لما وصلت إليه المملكة من تقدم وازدهار، مما يتطلب منع أصحاب المطاعم وجود هؤلاء النساء، أو تبليغ الجهات الأمنية عنهم. وقد تشاهد "فتيات" يسرن في الشوارع أو في بعض الأماكن طلباً للمال، أو عند الإشارات، مما يُثير أكثر من علامة استفهام، وهذا التصرف له أضرار كبيرة على أفراد المُجتمع، خاصةً الشباب، وربما استغل تلك الفتيات "عواطف" جيل اليوم، وجرهم إلى مناطق مجهولة، وهنا لابد أن يعي شبابنا خطورة استجابتهم، مع البُعد عن كل ما هو "مشبوه"، حمايةً لأنفسهم ولمجتمعهم، ولضمان اختفاء تلك الظاهرة نهائياً. وبدأ بعض المتسولين باتباع طريقة جديدة، فكل ما عليه هو طرق نافذة السيارة، وهي أمام محل، أو "صرّاف آلي"، ثم طلب المال من صاحبها، وقد يكون العذر "ودي آكل أي شيء، ساعدني"، أو "سيارتي موقفة، أبغى حق البنزين"، مما يؤكد على أن هناك طُرقاً جديدة يتبعها هؤلاء، ولا تستغرب يوماً أن يطرق على باب منزلك أحدهم ويقول لك: "صدقة عشرة ريالات"!. طفلة تجمع المال معرضة نفسها للخطر التسوّل أقصر الطرق لجمع المال مسن في أحد الأسواق يستعطف الناس امرأة تسير بين المركبات غير مبالية بما يواجهها من مخاطر انتشار منظم بين السيارات طرق نافذة السيارة وإبداء أي عذر للمساعدة متسوّل افترش الطريق في مواقف السيارات الجلوس على الرصيف يضمن تحقيق الأرباح فتيات في عمر الزهور أمام إحدى المركبات نساء يفترشن الرصيف أملاً في استعطاف الناس فتاة استندت على أحد الأعمدة وبدأت تعد النقود كيس التسوّل يُملأ في نهاية اليوم تجمع نسائي أمام إحدى الإشارات اطمئن.. الرقيب نائم