تحرص عصابات التسول التي تنتشر عند إشارات المرور في الطرق الرئيسة لمعظم المدن على استخدام أطفال لا تتجاوز أعمارهم العشر السنوات، أو أن المستول يحضر معه طفلاً وسيلة يطرق بها نوافذ سيارات المارة بغية استعطافهم، مما قد يكلف الثمن غالياً إما بتعرضهم للدهس لاسمح الله، أو أنهم يتسببون على المارة بحوادث مرورية لا ذنب لهم فيها سوى أطفال استخدموا أداة تسول واستعطاف. توسل أطفال والتقت «الرياض» خلال جولتها متسولات في محافظة «القطيف» أكدن أنهن لا يستطعن التسول بمفردهن من دون اصطحاب أطفالهن أثناء تسولهن عند التقاطعات المرورية، بل إن بعضهن جلب أطفالاً لم يتجاوزوا الخمس السنوات يجلسون على الأرصفة ساعات طويلة وسط أجواء شديدة الحرارة منذ وقت الظهيرة، حيث تسعى المتسولات اللاتي حذرت «جمعية القطيف الخيرية» من التعامل معهن في لوحات تثقيفية نشرت في وقت سابق عند الإشارات المرورية إلى استعطاف سائقي السيارات من خلال هؤلاء الأطفال؛ بغية الحصول على المزيد من الأموال التي تقدم لهم. وقالت «أبرار محمد ماجد» - أخصائية اجتماعية - أن ظاهرة التسول تستحق الدراسة من كل الجوانب لكونها تزداد في شهر «رمضان»، ذاكرةً أن إحدى المتسولات قدمت إليها أثناء الإشارة الحمراء، وطلبت مالاً بشكل تقليدي، ما جعلها تسألها لماذا لم تذهب إلى جمعية خيرية تمنحها ما يكفيها عن سؤال الناس؟، فأخبرتها أن اخوتها يهددونها ويجبرونها على التسول لكي لا تذهب إلى الجمعيات الخيرية ويعلمون أنهم محتاجين. وقالت: «الجمعيات الخيرية مطالبة بعدم التعامل بشكل تقليدي مع الفقراء، إلى جانب المحافظة على سرية وبيانات المحتاجين، نظراً لإحجام كثيرين منهم على الذهاب إلى الجمعيات لذات الغرض، ويضطرون إلى التسول في مناطق بعيدة عن مقار سكنهم لكي لا يُعرفوا من قبل الآخرين»، مبينة أن أهم علاج لهذه الظاهرة يعتمد على العلم. مكافحة تسول وتعمل «قوة المهام والواجبات الخاصة» في «مديرية شرطة المنطقة الشرقية»، وبالتنسيق المستمر مع «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، و»الشؤون الاجتماعية» على مكافحة التسول، حيث ضبطت في شهر شوال الماضي (78) حالة تسول، شكّل الأجانب والمخالفون لأنظمة الإقامة أغلبيتهم. وقال المقدم «زياد الرقيطي» - الناطق باسم شرطة المنطقة الشرقية - إن الجهات المعنية بحالات التسول التي يتم إحالة المقبوض عليهم إليها متمثلة في «إدارة الوافدين» إن كان المقبوض عليه مقيما أو لا يحمل هوية، وفي حالة كان المقبوض عليه مواطنا يتم إحالته لمكتب «المتابعة الاجتماعية»، المعروف سابقاً بمكتب «مكافحة التسول» سابقاً. وأضاف أن هناك جهودا مستمرة من الجهات المعنية لمتابعة مثل تلك الحالات وضبطها، منوهاً بدور المواطن والمقيم في عدم إتاحة الفرصة لممتهني التسول، وعدم التعاطف معهم من دون التأكد من حاجتهم الفعلية، وإن كان وضعهم يستحق الصدقة تتم إحالتهم أو مساعدتهم من خلال جهات الاختصاص المتمثلة في الجمعيات الخيرية المنتشرة في كافة المناطق، مبيناً أن مناولة السائل مالا من دون التحقق من صدق حاجته أبرار محمد ماجد المقدم زياد الرقيطي