يحرص العديد من المصطافين والزائرين خلال زيارتهم لمنطقة الباحة على مشاهدة المواقع الأثرية بالمنطقة للتعرف على ما تحتويه من شواهد تاريخية، ولعل أول ما يزوره السائح للمنطقة من المواقع الأثرية قرية ذي عين ، فقد شهدت القرية أعداداً كبيرة من المصطافين والزائرين نظراً لتاريخها الذي يعود إلى مئات السنين فهي تحفة أثرية معمارية ترتفع عن سطح البحر 1985 مترا وتتشكل من (59) بيتا من الحجارة وأشجار العرعر على تل من المرمر الأبيض بارتفاعات تبلغ أربعة أدوار. وتتميز القرية عن غيرها من القرى التراثية بترابط بيوتها عبر ممرات داخل البيوت نفسها حيث يستطيع الزائر أن يزور كل بيوت القرية دون أن يخرج منها وقد سميت بذي عين نسبة إلى عينها الجارية بالمياه طيلة أيام العام لتغذي مزارعها العامرة بالموز والليمون والريحان والكادي ويكتمل عقد بيوت القرية بالمسجد الذي يقع في الجزء الأسفل منها حيث أن موقعه يتوسط القرية والمزارع التابعة لها. ويجذب الزائر للقرية تلك الروائح الزكية لمزارع القرية مثل الكادي والريحان والشيح والبعيثران والبرك وغيرها إلى جانب الحبوب كالذرة والدخن ويعد من أهم محاصيل القرية الموز والليمون والنباتات العطرية. ويختلف موز "ذي عين" عن غيره بقصره وعرضه ونكهته الرائعة فيما يصل سعر الكيلو الواحد منه إلى عشرة ريالات ويتراوح سعر عذق الكادي مع الريحان والبعيثران من العشرين إلى الخمسين ريالاً وخاصة في المواسم. أما بيوت القرية فتتكون من أربعة أداور خصص الدور الأرضي منها للمواشي فيما خصص الدور الثاني لتخزين الأمتعة والأدوات الزراعية والمحاصيل أما الدورين الثالث والرابع فهما مخصصان لسكن العائلة. وتتميز تلك البيوت في أغلبها بالنقوش والزخارف والكتابات وتضم معظم غرفها عمود يسمى "الزافر" وهو يوضع لحمل السقف وقد زينت شرفاتها بأحجار المرو "الكوارتز" على شكل مثلثات متراصة ويحيط بها بعض الحصون الدفاعية التي أنشئت قديماً لحمايتها من الغارات أو لأغراض المراقبة. وقد قامت الهيئة العليا للسياحة والآثار وبالتعاون مع أمانة المنطقة بتطوير وإعادة ترميم القرية وتم الانتهاء من مشروع الحديقة الوسيطة بقرية ذي عين الأثرية والتي كلفت قرابة 4 ملايين ريال، قامت بعملها أمانة المنطقة كمشاركة مع الهيئة العامة للسياحة والآثار ويضم مشروع الحديقة أكثر من 22 جلسة وعددا من الملاهي والألعاب الخاصة بالأطفال والخدمات المرافقة. مزارع القرية