سؤال يتردد عند الصغار قبل الكبار وهو كيف نقضي الإجازة؟ وكيف نستمتع بها؟ وكيف نستثمرها؟ ولعلي أجيب من زاوية واحدة. أقول استثمروا هذه الإجازة في القراءة الحرة واجعلوا أولادكم يحبونها، ويستمتعون بها!! وقد يقول قائل مثل مقولة أحد زملائي (توهم مخلصين من القراية - نقولهم اقرؤوا!!) وأقول القراءة الحرة للأطفال الآن تبدأ!! بعد أن انزاح عنهم أهم معوقات القراءة الحرة، وهي الكتب المدرسية!! وأذكر هنا بعض الأساليب العملية التي يمكن أن تكون في الإجازة ويحب الأطفال عن طريقها القراءة الحرة ولا أبالغ إن قلت بل يستمتعون بها!! أولاً: عندما تريد الأسرة أن تسافر مثلاً إلى مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة أو أي مدينة أخرى، فإن على الأب أن يشتري كتيبات سهلة، وقصصا مشوقة عن المدينة التي سوف تسافر لها الأسرة. وتقديمها للأطفال أو القراءة الجهرية لهم منها، ومناقشتهم فيما تمت قراءته ووضع علامات على الصور التي يمكن أن يروها على الطبيعة!! ثانياً: السيارة والقراءة، احرص على توفير المجلات والقصص المشوقة وضعها في السيارة، وقدمها لأطفالك ولا سيما إذا كان أطفالك يجلسون مدة طويلة في السيارة، إن الأطفال يملون من الجلوس في السيارة وينامون ويقومون ويعبثون ولكنهم إذا وجدوا القصص والمجلات التي تشبع احتياجاتهم، وتلبي ميولهم، فثق انهم سوف يُسرون ويستمتعون، أيضاً يمكنك أن تسمع قراءاتهم وتدير حولها بعض النقاشات والأسئلة التي تنمي مهارات تفكيرهم، ويمكنك أن تعطيهم بعض الجوائز المعنوية والمادية!! ثالثاً: يكثر في الإجازة زيارة بعض المتنزهات والحدائق، ومن ضمنها حديقة الحيوانات مثلاً إذاً عليك أن تجهز بعض القصص التي تدور على ألسنة الحيوانات، وقدمها لأطفالك وحاورهم فيها، وما هي الحيوانات التي يحبونها؟ لتقدم لهم قصصاً وكتباً عنها!! رابعاً: شجع أطفالك على تكوين مكتبة صغيرة لهم، تضم الكتب الملونة، والقصص الجذابة، والمجلات المشوقة، وأوصيك أن تأخذ أطفالك إلى المكتبات التجارية، ليشتروا من كتبها ومجلاتها ما يناسبهم، واترك الاختيار لهم، وإياك أن تجبرهم على شراء مجلات وكتب معينة! أنت فقط تقدم لهم العون والاستشارة. وإذا كنت أيها الأب في مدينة الرياض فإني أوصيك أن تذهب بأطفالك إلى مكتبة الطفل بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ففيها كل الصيد ولها موقعان الموقع الأول في حي الروضة، والثاني في حي المربع وأنا واثق أن أطفالك سوف يشكرونك جداً إن فعلت هذا!! خامساً: الإجازة وقت الاستمتاع بالهواية، فأطفالك قد تكون هوايتهم السباحة أو الحاسب الآلي أو الرسم أو الخط أو الألعاب الإلكترونية أو.. المهم هنا أن تقدم لهم الكتب أو المجلات أو القصص التي تتحدث عن هواياتهم أو بعد ذلك ثق أنهم سوف يندفعون لقراءتها!! ويمكنك بعد ذلك أن تحاورهم فيها، ولا تقلق إذا كانت هذه الكتب تافهة أو لا قيمة لها في وجهة نظرك!! فالمهم هنا هو تعويد الطفل على القراءة، وغرس حبها في نفسه. سادساً: خصص لأطفالك وقتاً تقرأ لهم فيه فعندما يخصص الأب أو الأم وقتاً يقرأ فيه للطفل القصص المشوقة والجذابة، حتى ولو كان الطفل يعرف القراءة، فإنه بذلك يمارس أفضل الأساليب لغرس حب القراءة في نفس طفله وهذه بعض التوصيات للقراءة لأطفالك: 1 - اقرأ لأطفالك أي كتاب، أو قصة يرغبون فيها حتى ولو كانت تافهة أو مكررة!! 2 - عليك بالقراءة المعبرة، وتمثيل المعنى، واجعل قراءتك لأطفالك نوعاً من المتعة والإثارة. 3 - ناقش أطفالك فيما قرأته لهم، واطرح عليهم بعض الأسئلة التي تثير مهارات التفكير عندهم وعودهم على نقد المقروء (إن كان النص يسمح بذلك) فمثلاً في قصة الأرنب والسلحفاة يمكنك أن تطرح الأسئلة التالية: لماذا فازت السلحفاة؟ لماذا خسر الأرنب؟ لو كنت مكان الأرنب ماذا كنت ستفعل؟ لو كنت مكان السلحفاة ماذا كنت ستعمل؟ هات ثلاثة عناوين أخرى للنص. ولا تنس استخدام أساليب التحفيز المادية والمعنوية!! وحاول أن تكون هذه القراءة مرتين في الأسبوع على الأقل!! سابعاً: أخي الكريم في الإجازة فراغ كبير لأطفالك، لذا لاحقهم بالقصص المشوقة والجذابة في أماكن تواجدهم، ضعها بجوار التلفزيون وأماكن اللعب، ضع قصصاً جذابة في غرفة النوم، ثق أنهم سوف يقرؤونها فالفراغ لديهم كبير، لكن لا تجبرهم على القراءة أبداً!! ثامناً: إذا كان أولادك كباراً نوعاً ما فيمكنك أن تتحدث معهم عن المقالات التي قرأتها أو الكتب التي قرأتها وخصص وقتاً للحوار والنقاش حولها، ودعهم ينقدون المقالة وأنت تستمع ثم شجعهم على النقد وإبداء الرأي ودربهم كيف يلخصون الكتاب أو المقالة، ودربهم أكثر على الحوار وآدابه، ويمكنك أيضاً أن تشترك لهم في بعض المجلات التي تناسبهم وترفع من مستوى ثقافتهم وتفكيرهم!! وبعد اخوتي الكرام كانت هذه أفكار قرائية لاستثمار الإجازة بالمتعة والفائدة والإثارة، فالقراءة تفيد الطفل في حياته فهي توسع دائرة خبراته، وتفتح له أبواب الثقافة، وتحقق له التسلية، وتكسب الطفل حساً لغوياً أفضل، ويتحدث ويكتب بشكل أفضل، وتنمي لدى الطفل ملكة التفكير السليم، وترفع مستوى الفهم لديه، وتساعده على بناء نفسه.. وأشياء كثيرة وجميلة تصنعها القراءة وحب الكتاب في نفس الطفل. وإني أدعو كل من قرأ هذا المقال لنشره بين الأسر! فكم من أسرة تشتكي من الفراغ مع أطفالها خلال الإجازة.