قرأت الحوار الذي أجراه الأستاذ يحيى الأمير مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة، وقد وجدت ان الحوار تناول كثيرا من المحاور المهمة والمتعلقة بالشأن السياحي لكني واثق انه حوار لم ينته بعد، واتمنى أن يستأنف في أكثر من وسيلة إعلام لأنه من الموضوعات والقضايا التي تهم المجتمع، حيث باتت السياحة ضرورة لا ترفاً، ودائمة على مدار العام لارتباطها الفعلي بجوانب الحياة المختلفة «الاقتصاد، التراث، الثقافة، التواصل... الخ»، وقد توالد أثناء قراءتي للحوار العديد من الأسئلة التي لم أجد إجابات عليها في مادة الحوار، وهو ما يؤكد انه حوار بدأ ليستمر لا لينتهي، ومن تلك الأسئلة: هل يوجد فريق من الهيئة العليا للسياحة يتولى مهمة تقييم الأنشطة السياحية في المناطق، ومحاولة نقل تجارب الأقاليم الناجحة للاستفادة منها في بقية المناطق. وفي هذا الصدد ومن واقع اهتمامي بتتبع وتقصي الأماكن والفعاليات السياحية، فإني أتصور أهمية وجود جهاز تابع للهيئة ليكون شريكا للإدارات الحكومية المحلية، كتفعيل لاجابة سمو الأمين العام التي جاءت في الحوار عن «إدارة إسناد المناطق» وذلك لتجنب الضبابية التي تبدو أحياناً في عمليات الرصد المحلية التي تقوم بها بعض الإدارات الخاصة في المناطق. اتصور أيضاً ان الحصيلة المعرفية التي لدى الهيئة خلال الخمس السنوات الماضية تؤهلها لأن تضطلع بتقديم دراسات جدوى للمشاريع السياحية وتعلنها للمستثمرين في الداخل والخارج. أخيراً.. ولأن الجانب الأكبر من اهتمامي بالسياحة مشوب بحسرة دائمة، لما أراه من آهلية منطقة جازان التي أعرفها جيداً، وما تحويه من مقومات سياحية قد لا يوجد لها مثيل في كثير من المناطق، ومع ذلك فهي تفتقد لبنية تحتية للسياحة، ناهيك عن افتقارها لمشاريع سياحية قائمة، اللهم إلا تلك الاستثمارات الخاصة التي لا تكاد تذكر. وفق الله الجميع ونفع المجتمع بجهودكم. * عضو مجلس منطقة جازان باحث ومهتم بقضايا السياحة