يشترط عدد من المستهلكين عند شراء الأدوية أن تكون ذات مدة طويلة الأجل؛ خوفاً من انتهاء صلاحيتها في فترة قريبة، إلى جانب حرصهم على أن تكون الصيدلية نظيفة وتُخزِّن الأدوية بشكل جيِّد، إلاَّ أنَّهم قد يرتكبون خطأً جسيماً بتخزين الأدوية بعد شرائها بطريقة خاطئة، وخاصةً بعد فتح زجاجاتها، الأمر الذي قد يترتَّب عليه تعريض أنفسهم أو أفراد أسرهم لمخاطر صحيَّة نتيجةً لذلك. وفي الوقت الذي شدَّد فيه مختصون على ضرورة أن تعمل الصيدليات ومستودعاتها على التقيُّد بالاشتراطات اللازمة لتخزين الأدوية بشكل جيِّد، فإنَّهم يؤكِّدون على أنَّ حفظ الدواء في المنزل لا يقل أهميَّة عن حفظه في مخازن ومستودعات الصيدليات، مُضيفين أنَّه يجب على الصيدلي إرشاد المُستهلك بالطريقة المثلى لاستخدام الدواء، إلى جانب إيضاح كيفية حفظه وتخزينه؛ وذلك تفادياً لأيَّة سلبيات قد تنتج جرَّاء عدم تخزينه له بطريقةٍ جيِّدة، مُوضحين أنَّ الأضرار الناتجة من سوء تخزين الأدوية تختلف حسب نوع الدواء، ومدة التخزين السيئ الذي تعرض له، خاصةً أنَّ مُعظم الأدوية عبارة عن مواد كيماوية تتأثر بالحرارة وتحتاج لعناية خاصة من قبل المستهلك أثناء الاستخدام والتخزين. نشرة طبية وأكَّد "فاضل آل عبيد" -صيدلي- على أهمية إرشاد الصيدلي للمُستهلك بالطريقة المثلى لاستخدام الدواء، إلى جانب إيضاح كيفية حفظه وتخزينه؛ وذلك تفادياً لأيَّة سلبيات قد تنتج جرَّاء عدم تخزينه له بطريقةٍ جيِّدة، خاصة أنَّ العديد من الأدوية التي تصرف من قِبِل صيدليات المستشفيات الحكومية أو المراكز الصحية يعمل على تحضيرها وتركيبها الصيادلة، ثُمَّ يُسلِّمونها للمرضى، مُضيفاً أنَّها عند ذلك قد لا تحتوي على نشرة أو تعليمات طبيَّة تتعلَّق بكيفية الاستخدام الأمثل أو الحفظ الآمن، مُوضحاً أنَّ هناك آثاراً سلبيةً تنتج عند تخزين الأدوية بطريقة خاطئة، مُشيراً إلى أنَّ ذلك يشمل فقدان الدواء للتأثير المطلوب منه، فيُصبح عديم الفائدة، إلى جانب تحوِّله من علاج إلى مادة سميَّة تضر المستهلك بدرجة كبيرة. وأضاف أنَّ العديد من المرضى لا يُدركون أنَّ زجاجات الدواء التي يطغى عليها اللون البني صُمِّمت بهذا الطريقة بهدف منع أشعة الشمس من التأثير على المواد الكيماوية التي يتكون منها الدواء، مُوضحاً أنَّ ذلك لا يعني وضعها تحت أشعة الشمس المباشرة، مُشيراً إلى أنَّ العديد من الأدوية تتأثر بالرطوبة أيضا، لافتاً إلى أنَّ "الأمصال" و"التطعيمات" تحتاج لثلاجات خاصة توفرها الجهات الصحية لحفظها بدرجة حرارة تتراوح بين درجتين إلى ثماني درجات مئوية، مُبيِّناً أنَّ الأدوية التي تحتاج للحفظ بالثلاجة هي المواد الهرمونية مثل "الأنسولين" و"الأمصال الخاصة بالتطعيمات"، إضافةً لأقراص "التحاميل"، فيما تتحمل الحبوب العادية درجات حرارة الغرفة والتي تتراوح ما بين (15) و (25)، ولا تزيد على (30) درجة مئوية. العديد من المرضى قد لاينتبه لإرشادات الحفظ المُدوّنة على علبة الدواء عناية خاصة وقال "د. ماجد حسين السيهاتي" -استشاري أمراض الأطفال حديثي الولادة- :"الأضرار الناتجة من سوء تخزين الأدوية تختلف حسب نوع الدواء، ومدة التخزين السيئ الذي تعرض له، خاصةً أنَّ مُعظم الأدوية عبارة عن مواد كيماوية تتأثر بالحرارة وتحتاج لعناية خاصة من قبل المستهلك أثناء الاستخدام والتخزين"، مُضيفاً أنَّ حملات التوعية التي تقدمها بعض المؤسسات الصحية والمستشفيات بهدف توعية المرضى والمستهلكين بالطريقة المثلى لحفظ الدواء ليست كافية، مُوضحاً أنَّه من المُفترض أن تساهم في ذلك جهات أخرى ومن ضمنها وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي؛ لحث أولياء الأمور في المنازل على حفظ الدواء بطريقة مثالية بعيداً عن الأطفال، وفي ظروف مُناخيةٍ مناسبة أثناء الاستخدام والتخزين. فرق تفتيشية وبيَّن "أشرف المطوع" -مدير مجموعة صيدليات- أنَّ هناك العديد من الشروط اللازمة للحصول على ترخيص لافتتاح مستودع للأدوية، مُضيفاً أنَّ "هيئة الغذاء والدواء" تُشدِّد على أن يتوفر في المستودعات آلية معينة لحفظ الدواء، إلى جانب وجود زيارات مفاجئة شبة دورية من قِبَل فرق تفتيشية للوقوف على تقيُّد أصحاب المستودعات بكافة الاشتراطات، ومنها توفير التبريد الجيد، والمحافظة على درجات الحرارة المطلوبة، إلى جانب التخزين بطريقة سليمة دون تكدس للمنتجات، وكذلك التأكُّد من النظافة العامة للمستودع، مُوضحاً أنَّ مستوى الرقابة على المستودعات ارتفع بشكل ملحوظ؛ بعد أن تحولت مسؤوليتها من "وزارة الصحة" إلى "هيئة الغذاء والدواء"، مُشيراً إلى أنَّ الحصول على تصاريح افتتاح الصيدليات لا تزال تتم عن طريق "وزارة الصحة"، لافتاً إلى أنَّ دورها يتمثَّل في التأكُّد من تقيُّد الصيدلية بتقديم خدماتها بشكلٍ سليم، ومن ذلك عدم صرف الأدوية دون وجود وصفة طبية، إلى جانب توفير الاشتراطات المختصة بعرض الأدوية وحفظها داخل الصيدلية. جودة الدواء وأضاف "المطوع" أنَّ من أهم الشروط اللازمة في مستودعات الأدوية، المحافظة على درجات الحرارة المطلوبة للحفاظ على جودة الدواء، حيث يتم توزع أجهزة لقياس درجة الحرارة في كافة أرجاء المستودع، على أن تتم مراقبتها وتدوين درجة الحرارة بشكل دوري من قبل العاملين بالمستودع، مُوضحاً أنَّ بعض الصيدليات لا تملك مستودعات مُجهَّزة لحفظ الأدوية، لذا تكتفي بوضع الكميات المتوفرة لديها على أرفف العرض، إلى جانب حفظها داخل ثلاجة صغيرة تستوعب الأدوية التي تحتاج لحفظها مبردة، مُشيراً إلى أنَّ تخزين الأدوية بشكل جيِّد يحتاج إلى درجة حرارة مثالية تتراوح ما بين (10) و (25) درجة مئوية،لافتاً إلى أنَّ ذلك هو ما يستدعي حفظها داخل ثلاجات خاصة. أوامر الشراء وأشار "المطوع" إلى أنَّ الآلية المُتبعة لطلب الأدوية وتوفيرها في الصيدلية يتم من خلال تقارير معدة توضح أسماء الأدوية المطلوبة، مُضيفاً أنَّ الصيدلي يُعِدُّ أوامر الشراء ويرفعها للوكلاء المعتمدين لكل اسم تجاري؛ بهدف الحصول على الكميات المطلوبة، مُوضحاً أنَّهم بدورهم يشحنون الكميات المطلوبة عبر سيارات خاصة للمستودعات أو للصيدليات بشكل مباشر، مُبيِّناً أنَّ الصيدليات التابعة للمستشفيات أو المستوصفات تحتوي على نوعيات إضافية من الأدوية، وذلك وفق ما يطلبه الأطباء في العيادات، لافتاً إلى أنَّهم يشيرون إلى حاجتهم لنوعيات خاصة بحسب فئة المراجعين والمرضى الذين يزورون عياداتهم، ذاكراً أنَّ ذلك هو ما يدعو إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمستودعات المتخصصة في حفظ الأدوية. أنظمة إليكترونيَّة وأكد "المطوع" على أنَّ هناك أنظمة وبرامج إليكترونيَّة مهمتها التدقيق في صلاحية الأدوية الموجودة في المستودعات والمعروضة داخل الصيدليات، مُضيفاً أنَّه يتم إدخال بيانات جميع المنتجات عند استلامها إلى النظام الالكتروني، مُوضحاً أنَّ من أهم البيانات تاريخ صلاحية المنتج، وهو ما يساعد برصد أيَّ دواء قاربت صلاحيته على الانتهاء بمدة استباقيَّة تقدر بستة أشهر على أقل تقدير، ليتم سحبه وإعادته للشركات الموزعة، فيما يتم بيع بعض الأدوية الأخرى معلومة الاستخدام على وجه السرعة، مع التأكيد على عدم بيع أي منتج أو دواء يتبقى على انتهاء مدة صلاحيَّته ثلاثة أشهر. متابعة دقيقة لدرجة حرارة مستودع الأدوية جهاز قياس درجة الحرارة داخل المستودع يجب أن تحظى الأدوية بعناية خاصة داخل الصيدلية أشرف المطوع د. ماجد السيهاتي