بعد ان تولى الأسطوري سامي الجابر تدريب الزعيم حدثت ضجه كبيرة في بعض وسطنا الرياضي ولو ان شخصاً آخر قدم الى تدريب الفريق حتماً لن تسمع تلك الضجة ولكن لأنه أتى الى الهلال كانت الغيرة أكبر فهو ليس عادياً، والهلال ليس فريقاً مغموراً، واتفق أبرز النجوم وكبار النقاد على ان توليه تدريب فريقه كان قراراً شجاعاً وصائباً وان الهالة الاعلامية التي سبقت قدومه تعبر عن شخصيته الكروية وهذا يحدث لجميع النجوم والأساطير حول العالم، لذلك الجميع ينتظر اول الخطوات الفنية للجابر ومعاينة ملفه التدريبي الذي يبدو دسماً، فهو لايحتاج الى غربلة كبيرة في صفوف الفريق كما يظن البعض، لأن هناك من اعتقد ان الفريق انهار بالكامل بينما تناسوا ان وصافة الدوري وكأس ولي العهد كانت من نصيبه وخروجه من الآسيوية وكأس الملك كان بهفوات فقط من عمق الدفاع والحارس مروراً بالمحور، اما على صعيد الوسط فالفريق يزخر بالمواهب والإمكانيات العاليه التي يتميز بها عدد من اللاعبين، واذا نظرنا الى الهجوم فلم يكن مؤثراً كما كان في بداية الموسم بل عانى الفريق في هذا الخط وحسمت اكثر من مباراة بأقدام لاعبي الوسط، لذلك سيعمل سامي على تصحيح هذا الخطأ بجلب مهاجم مميز. معروف في عالم كرة القدم متى ماخرجت الكرة من الخط الخلفي بشكل صحيح وحضر جانب الاستلام والتسليم بشكل صحيح من لاعبي الوسط وأحسن المدرب توجيه المهاجمين فإن رسم الهجوم سيكون مثاليا خصوصا اذا وجد هداف من طراز "القناص" الذي ربما يجد نفسه مع سامي المطالب بالبحث اولاً عن تأمين دفاعي وطرح اكثر من اسم في خانة الدفاع والمحور، واذا ماتحدثنا عن المحور فأن الفريق هذا الموسم عانى كثيراً بسبب سوء هذه الخانة التي لاتقوم بواجباتها الدفاعية والهجومية وكان الممر لمنطقة الهلال الخلفية سهل ويصطدم الهجوم المنافس بدفاع الهلال مباشرةً من دون اي مضايقة من المحور مما سبب تلك الهفوات التي أحرجت الفريق وخسر بسببها اكثر من مباراه مفصلية، وشاهدنا وسط الهلال في المباريات التي خاضها الفريق مع الكرواتي يؤدي بشكل إيجابي، ويبدو ان الرسم التكتيكي للفريق مع سامي سيكون افضل خصوصا بعد ان يتعاقد الفريق مع محترفين بمستوى وطموح الهلال، وما أجمل ان يمتزج فكر وعبقرية الجابر مع روح وأداء لاعبيه خصوصا وان الفريق يمتلك مجموعة شابة ومعدل إعمار صغير قادر على العطاء الى اعوام عدة. الهلال كشف نواياهم! بيئتنا الرياضيه أصبحت محتقنة ومليئة بالتشنج وقلب النوايا بسبب بعض الأقلام المتلونة داخل وسطنا الرياضي التي تركز على تهميش دور المميزين والبحث فقط عن غرس اشاعة او تضليل حقيقة، لذلك تجد الاتهامات والتشكيك والدخول في الذمم في كل جانب، والاسقاط بشكل او بآخر على لاعب بعينه او حتى فريق ونسيان الهموم والصيام عن البطولات والانتكاسات وخيبة الامل التي تلاحق بعض الفرق من عام الى اخر. اعلام مكشوف ومتلون يلهف ويطارد نجوم الهلال بالذات بل يطارد الكيان نفسه، وكأن نجاح مسيرته الاعلامية مقرون بالنيل منه وينظر بعين واحدة فقط، حاول ان يشكك في بطولات الزعيم وخلق الانقسام بين الادارة والجماهير، وفي هذا الموسم انكشف هذا الإعلام بشكل واضح ولازلت أتذكر تلك الفرحة الهستيرية لهم عندما انتصر الفتح على الهلال ليس حباً ولاتعاطفاً مع الفتح، وظهرت مانشيتات مشينة لاتليق بالعمل الصحفي وخادشة للحياء، ولم تكتف تلك المنظومة المتلونة بذلك بل عندما طالب الهلال بتأجيل مبارياته ظهروا لنا مرة أخرى بوجه مناقض لأنهم كانوا في بداية عمل الاتحاد الجديد ينتقدون عمله ولكن هذه المرة كان الظهور مختلفاً إذ أعادوا أوراقهم المتطايرة وآراءهم ضد الاتحاد واصطفوا للنيل من الهلال بل وجدوا قرار الاتحاد صائباً ليس لمجرد الصواب بل لأن الطرف الآخر الهلال الذي يقحمونه في امور المنتخب والتحكيم واللجان او حتى البرامج الرياضية، ويمارس كل هذا التجني والاسقاط بحجة انه ناد مدلل ومستفيد. ألا يدركون ان هذه الاسطوانة مشروخة ومقلوبة تماماً لأنها تضع الهلال في قالب وباقي الفرق في قالب آخر وتركز على الهلال فقط ونسيان بعض الاندية التي لو قلب في تاريخها القريب لوجدها مستفيدة اكثر من الهلال في الحاضر والماضي، وسأتفق معهم في ظاهر العبارة ان الهلال نادي الدلال واختلف معهم في المضمون لأن الهلال هو من دلل نفسه بالبطولات وذللها لصالحه ولم يُدلل، لذلك هذه الاسطوانة تعتمد على التأليف والهدف منها واضح الغيرة من بطولات وامتيازات الهلال واستهلكت وتفشت بين المتعصبين على هذا الأساس، بينما الهلال فريق كغيره عانى من التحكيم واللجان و..الخ. عالم المستديرة حول العالم لايخلو من كل هذا الشتم والتأليب وقلب الحقائق والمانشيتات الرديئة ولكن نحن نعيش في بيئة يحكمها كتاب الله وسنة نبيه فالامانة والصدق ونبذ الفرقة والحياء أهم ركائز المجتمع المسلم، لذلك من واجبات العمل الاعلامي ان يكون كذلك لأنه يحاكي شريحة كبيرة من المجتمع، والرياضة بوجه عام وجدت للتنافس الشريف وتقبل الفوز والخساره حتى (الفيفا) نفسه دائماً مايركز على الروح والاخلاق الرياضية، ونحن كمسلمين الأجدر بنا التحلي بها.