في الوقت الذي تشهد المملكة في كافة مناطقها اهتماما بيئياً وكبيراً بزراعة الأشجار، خاصة لدورها في تطييب المناخ وحفظ التربة، إلى جانب صد الغبار والأتربة وتنقية الهواء من التلوث، تشهد مستشفى الأمل للصحة النفسية بحي الخزامى بالرياض توجهاً مغايراً بإزالتها للكثير من الأشجار التي تعدى عمرها عقوداً من الزمن. عدد من منسوبي المستشفى ومرضاه وأهاليهم إلى جانب بعض من المختصين في مجال البيئة، عبروا عن استيائهم من إزالة هذه الأشجار، خاصة أن تلك الأشجار بحسب وصفهم كانت منسقة عبر الممرات والأسوار وأماكن جلوس الزوار في فناء المستشفى الذي تتجاوز مساحته آلاف الأمتار المربعة، في الوقت الذي أكد فيه المستشار البيئي الدكتور محمد الطياش أنه حاول الاتصال أكثر من مرة بإدارة المستشفى للاستفسار عن سبب إزالة تلك الأشجار إلا أنه لم يستطع الحديث مع أي مسؤول في الإدارة أو الصيانة وموظفي استعلامات المستشفى يشهدون على ذلك، مشيرا إلى أنه كان من الأولى استشارة مختصين في الزراعة والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض والتي تضم العديد من الخبرات المحلية والعالمية في مجال الغطاء النباتي، مؤكداً أن النوع الذي تم قطعه في المستشفى يتميز بالارتفاع والظل، وتظل مورقة في كل فصول السنة، حيث تعد مصداً طبيعياً للهواء الساخن فى فصل الصيف، وتحد من آثار الرياح المشبعة بالدقائق العالقة والتلوث الضوضائي, مطالبا بتشكيل لجنة من وزارة الزراعة والصحة وهيئة تطوير الرياض للبحث في صحة القرار الذي اتخذه مدير المستشفى بقطع هذه الأشجار والتي أضحت ملكاً للإنسان في مكان عام مخصص للعلاج من الأمراض النفسية، والتي تعتبر جزءا من العلاج, ومحاسبة مسؤولي المستشفى عن هذا التصرف إذا لم يكن هناك سبب جوهري لقطعها. من جهته دافع مصدر مسؤول في مجمع الأمل عن الإجراء الذي أدى إلى قطع بعض الأشجار، مؤكدا ل "الرياض" أن المجمع لديه خطط تطويرية ومسطحات خضراء تعادل 30%، مشيرا إلى أن ما تم يعد إجراء روتينياً لتقليم بعض الأشجار، وقص بعضها والتي تهدد سلامة المرضى والموظفين والزوار، منوهاً أن المجمع شهد سقوط إحدى الأشجار أثناء العواصف الأخيرة التي شهدتها الرياض على إحدى المظلات المؤدية للأقسام وكسرها، مما كاد ان يتسبب في كارثة، ولذلك رأت لجنة السلامة وقسم الصيانة أن يتم التعجيل بتقليم الأشجار وقص الخطر منها. وتمنى المصدر من الجميع بالاعتماد على مصادر موثوقة، وعدم اللجوء إلى بعض المعرفات الوهمية في مواقع التواصل، والتي دأبت على مهاجمة المجمع في أي إجراء يتخذه، ومراسلة الصحفيين أو الكتاب بمعلومات مغلوطة، وتهويل الأحداث، والعمل على تشويه سمعة المجمع لأهداف شخصية، حيث واجه المجمع خلال الفترة الماضية بعض النشرات الاعلامية السلبية والتي ولله الحمد وبناء على تقارير حكومية وحقوقية أثبتت عدم صحتها. ويأمل المجمع من جميع الاعلاميين والمهتمين ممن يرغب الحديث عن المجمع التوجه لزيارته واتخاذ الطرق السليمة في ذلك والتي تسهم في خدمة المريض بدلاً من تخويفه من القدوم للمجمع. عدد كبير من الشجيرات بعد قطعها