إن التخطيط من الأمور المهمة في الحياة فإذا قام هذا الإنسان بالتخطيط لحياته فإنه يستطيع بعون الله تحقيق الأهداف التي يأمل الوصول إليها إذ إنه يقوم بوضع الأهداف التي يرجو تحقيقها بناء على معرفته بإمكانياته وقدراته وكذلك استشارة أصحاب الخبرة والمختصين إذ تعتبر الأهداف الركيزة الأولى للتخطيط للمستقبل. أردت من تلك المقدمة الدخول إلى موضوع يشغل بال اغلب الأسر ويتعلق بالتحاق الأبناء والبنات بالتعليم الجامعي بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية خصوصاً مع تزايد أعداد الجامعات وتفرّع الأقسام وهو تحديد التخصص الجامعي المراد الالتحاق به، وهو من المواضيع المهمة التي يجب الاهتمام بها إذ انها بعد مشيئة الله تتعلق بمستقبل هؤلاء الأبناء والبنات فالملاحظ أن الكثير من أبنائنا وبناتنا ينهون المرحلة الثانوية وليس لديهم خطط واضحة للالتحاق بالتخصص الجامعي. لذا فمن المهم مساعدة هؤلاء وقبل مدة وذلك بتحديد التخصص مع ترك الاختيار النهائي لهم، ويتم ذلك بما يلي: تحديد وإيضاح الجامعات التي يمكن الالتحاق بها في المنطقة والتخصصات الموجودة في هذه الجامعات. شروط ومتطلبات تلك الأقسام والنسب التي تخولهم الالتحاق بها. المميزات المستقبلية في تلك الأقسام وفرص العمل. مدى ميول هؤلاء الطلاب والطلبات ورغباتهم وإمكانياتهم واكتشاف ذلك من خلال الجلوس معهم ومناقشتهم. الاستعانة ببعض المختصين وأصحاب الخبرة واستقاء المعلومات من مصادرها من الجامعات وتوفيرها لهؤلاء للاطلاع عليها. محاولة التنسيق للقيام بزيارة ميدانية للجامعات قبل الالتحاق بها. ونلاحظ أن هناك بعض القصور من بعض المدارس الثانوية حيال توجيه هؤلاء الطلاب والطالبات والذين امضوا فترة طويلة في هذه المدارس لتحديد بعض الرغبات والتخصصات بناء على أهداف وميول كل طالب وطالبة ووفق إمكانياتهم وإعطائهم فكرة عن التخصصات الموجودة في الجامعات وتناسبها مع رغباتهم. كما أن الجامعات يطولها بعض القصور في عدم التواصل مع طلاب المرحلة الثانوية عبر وسائل الإعلام والتقنيات ألحديثه المتاحة. ومما سبق فإنه لابد من تقديم المساعدة في تحديد التخصص مع إعطاء الفرصة لهم لتحديده. وفي هذا المجال يمكن لنا أن نتساءل هل يتم منح الفرصة الكاملة للابن أو البنت بتحديد التخصص بمفردهم بعد تقديم النصح والمشورة. إذ من الملاحظ بأن بعض الطلبة والطالبات اختاروا تخصصهم بناء على رغبة والديهم دون نقاش أو معارضة وكان هذا من الأسباب في فشلهم، إن الرأي الأمثل في هذا هو أن يتم مناقشة الطالب والطالبة من قبل الوالدين والجلوس معهم وتفهّم رغباتهم وأهدافهم في الدراسة الجامعية ومناقشتهم وتقديم الرأي والنصح ولكن يبقى الخيار الأول والأخير لهم، إذ لا يمكن تركهم يختاروا بأنفسهم دون تقديم النصح والمشورة لهم. إن المطلوب من أبنائنا عدم الانسياق وراء الأفكار التي تحاول ثني البعض من الالتحاق بالجامعة إذا لم يتحقق رغبة الطالب أو الطالبة أو التخوف من السنة التحضيرية فلا بد أن يضع اختيارات ويرتبها إذ إن الجامعات المنتشرة ولله الحمد في جميع إنحاء المملكة لا يمكن أن تحقق جميع الرغبات لجميع التخصصات، حيث تحرص بعض الجامعات على تنظيم سنة تحضيرية يمكن للطلاب والطالبات من خلالها الالتحاق بالتخصصات بناء على نتائج هذه السنة التحضيرية. إضافة إلى توفر العديد من المقاعد في الجامعات والكليات الأهلية ومن خلال دعم صندوق الموارد البشرية وبرنامج خادم الحرمين للابتعاث الداخلي والمنح التي تقدمها هذه الكليات للعديد من الطلبة والطالبات. لذا فمن الضرورة إعطاء الموضوع حقه من الاهتمام بالتخطيط بعناية من قبل الأبناء والبنات لمستقبلهم الجامعي في ظل توفر الكثير من الجامعات وانتشارها في جميع المناطق وتعدد الأقسام والتخصصات فيها. والله من وراء القصد.