الهلال النادي الأسيوي الأول بعدد البطولات التي حققها بين الأندية السعودية، يؤسس الآن مؤشرا جديدا للمدربين "السعوديين" فلأول مرة نشاهد "عقد" و"مقدم عقد" و"رواتب" واضحة يتم توقيعها، هذه الخطوة لا تحسب لنادي الهلال فقط، بل تحسب للرياضة السعودية، لأنني أثق مستقبلا سنجد مدربين وطنيين يوقعون عقودا احترافية للتدريب، وبمقدم ورواتب، وهذا متغير مهم وكبير للكرة السعودية التي هي تحتاج للكوادرالبشرية قبل كرة القدم نفسها. فصناعة الإنسان هي المطلب والاستثمار الأمثل، سامي الجابر لن يدوم كمدرب للهلال سنة او سنتين أو حتى عشرا، سيذهب بعدها ليكون مدربا بنادٍ آخر داخليا أو خارجيا إن قدر له وحقق النجاح وهو يملك كل أدوات النجاح، ولن نستعجل بالحكم عليه، وهذا مهم في هذه المرحلة من مراحل التدريب للاعب الكبير سامي. يجب أن نقر أن اضلاع النجاح "برأيي" بكرة القدم، والتي اعتبرها "صناعة وفناً ومهارة" والأضلاع الأربعة المهمة لكي ينجح نادي الهلال "وأي نادٍ" يجب توفر إدارة كفؤة، مدرب متميز، لاعبين أجانب أكفاء مع المحليين، المال " بهذه الأضلاع الأربعة تكون توفرت كل عوامل النجاح ولا يعني تحقق النجاح، لأن هناك آخرين ايضا يعملون، وقد تصل لأقصى نجاح ولكن لا تحقق المنجز وحصلت لنادٍ كبير كالبايرن موينخ بسنوات سابقة، وحققها هذه السنة بثلاثية. نادي الهلال الآن يوفر أضلاع النجاح ولكنها لم تكتمل، وبقية اللاعب الأجنبي الكفء لا أن يكون "عبئا واحتياطيا" واللاعب المحلي الكفء "لا أن يشترى ويصبح احتياطا" والإدارة الجيدة وهي مجتهدة وتعمل، ولكن أضلاع النجاح لم تكتمل، والعمل الاحترافي يضع للاعب الأجنبي بيد المدرب فهو من يدرب ويحدد ما يحتاج من لاعبين، كما هي الإدارة مسؤولة عن اختيار المدرب نفسه، وتوفير مصادر التمويل. لا يجب أن يتوقع أن سامي الجابر سيحقق النجاح بدون "أضلاع" نجاح، وهذا مهم لكي ندرك أن كرة القدم "صناعة واحتراف". أثني على إعطاء الدور للتدريب للاعب سامي الجابر بعقد احترافي، وهي تعني عملا مؤسسيا وليس مدربا "وقتيا وفزعة" وهذا أيضا مهم لخلق جانب الثقة لكي يطلق كل ما لديه من خبرة ومعرفة ودراية. ويجب أن لا يحمل بأكثر من طاقته كمطلب بماذا يحقق رغم أن الاستحقاقات كبيرة، ولكن أكرر على توفير عوامل النجاح، وهذا الدور يفترض أن يكون عمل الإدارة، من التعامل مع الإعلام، حتى وقت نوم اللاعب وانضباطه، وهي المعاناة الكبيرة لدينا وهي "الانضباط والالتزام" للاعب في كل يومه وحياته لكي يصبح "لاعبا محترفا حقيقيا" ويركز بدوره داخل المستطيل الأخضر فقط. سامي الجابر لن ينجح بدون المجموعة وتكاتف الكل معه وتوفر عوامل النجاح فكما النجاح من منظومة ومجموعة، أيضا الفشل هو من المجموعة، وهنا التحدي وهي "المجموعة" هل هي متوازية الأضلاع أم مشطورة الأضلاع ومنكسره. ننتظر الموسم المقبل.