اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان المحتجين المناهضين للحكومة أمس الإثنين بالسير "يدا بيد مع الإرهاب" في تصريحات قد تزيد الغضب الشعبي في تركيا التي تتصدى منذ ثلاثة ايام لاضطرابات عنيفة لم تشهد مثلها منذ عقود. ولم تظهر أمس أي علامة على انحسار الاحتجاجات مع تجمع المتظاهرين مرة اخرى في ساحة تقسيم، وعرقلت حواجز من الانقاض حركة المرور على طول مضيق البوسفور ومنعت الدخول الى المنطقة، وحملت الجماعات اليسارية اعلاما حمراء وسوداء تدعو اردغان للاستقالة وكتب على إحداها "مهما حدث فلا عودة للوراء". وفي انقرة أشعل المحتجون النار على طريق في منطقة كيزيلاي التي توجد بها مقرات حكومية بينما كانت طائرة هليكوبتر تحلق فوق المنطقة، وفرقت الشرطة المتظاهرين واغلبهم شبان باستخدام الغاز المسيل للدموع ومدفع مياه. وندد اردوغان بالاحتجاجات وقال إنها من فعل الاعداء العلمانيين. وأشار اردوغان في مؤتمر صحفي قبل زيارة رسمية للمغرب "هذا احتجاج تنظمه عناصر متطرفة، لن نقدم أي تنازل لمن يسيرون يدا بيد مع الارهاب". وقال رئيس الوزراء ان المحتجين لا يتمتعون بتأييد شعبي بوجه عام ورفض اي مقارنة مع "الربيع العربي". وأشار إلى أن فترته في السلطة بما تضمنته من إصلاحات اقتصادية وسياسية هي في حد ذاتها "ربيع تركي". وأضاف "من يتحدثون في وسائل الاعلام الاجنبية عن ربيع تركي.. نحن بالفعل نمر بالربيع التركي.. نحن نعيش فيه ومن يريدون تحويله الى شتاء لن ينجحوا". ولم يعط أي علامة على استعداده لتقديم أي تنازلات للمحتجين الذين يتهمونه بتبني جدول اعمال اسلامي خفي في بلد دستوره علماني، لكن آخرين لديهم شكاوى اقتصادية أيضا حيث يرون مشروع التطوير في ساحة تقسيم باسطنبول رمزا لجشع جامح بين من استفادوا من ازدهار تركيا. وغطت الجدران القريبة ملصقات كاريكاتيرية استوحيت من صورة فوتوغرافية انتشرت على نطاق واسع على موقع تويتر للتدوينات الصغيرة لرجل شرطة يطلق الغاز المسيل للدموع على شابة ترتدي فستانا صيفيا أحمر اللون وهي الصورة التي اعتبرت رمزا للسلوك العدواني للشرطة. ورفض اردوغان فيما يبدو الاتهامات بأن الشرطة استخدمت أساليب قاسية في التعامل مع المتظاهرين. وقال "نتصرف بأقصى درجات ضبط النفس" وأضاف مخاطبا العامة "اهدأوا واطمئنوا وسيتم التغلب على كل هذا". وتراجعت حدة الاحتجاجات فيما يبدو ليل السبت لكنها اشتعلت مرة اخرى بسبب تصريحات لاردوغان بعد ظهر امس الاحد وصف فيها المحتجين بأنهم "قلة من اللصوص" يحركهم حزب الشعب الجمهوري المعارض. وشاركت في الاحتجاجات فئات كثيرة في عشرات المدن من بينهم طلبة ومهنيون واعضاء نقابات عمالية وناشطون اكراد وعلمانيون متشددون يرون ان اردوغان يسعى للاطاحة بالدولة العلمانية التي اسسها مصطفى كمال اتاتورك عام 1923 على انقاض الامبراطورية العثمانية. المحتجون صبوا جام غضبهم على رئيس الوزراء (أ.ف.ب)