يعرف عن الدفاع المدني أن من مهامه الأساسية إطفاء وإخماد الحرائق في المنازل، والمنشآت التجارية، وفي كل الأماكن بواسطة أفراد مدربين تدريباً جيداً، وعبر آليات مختلفة حديثة ومتطورة، ولكن في واقع الحال ان للدفاع المدني أعمالاً عديدة تنصب في المحافظة على سلامة الأرواح البشرية، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وهذا يتضح جلياً من خلال مباشرة رجال الدفاع المدني للحوادث المرورية، وحضورهم وقت الأزمات والكوارث الطبيعية كالسيول والزلازل والانهيارات السكانية، وانتشال من يسقط في الآبار والخزانات الأرضية، ومساعدة العالقين في قمم الجبال، وغيرها من الأعمال الشاقة التي يقوم بها رجال الدفاع المدني ضباطاً وأفراداً. وخلال موجة التغيرات الجوية التي شهدتها أجواء المملكة الأسابيع الماضية، وما صاحبها من هطول أمطار غزيرة، وسيول عارمة وجارفة شملت معظم المناطق والمراكز كان لجهاز الدفاع المدني جهود جبارة تذكر فتشكر تقديراً لتضحياتهم في سبيل إنقاذ أرواح الناس، فقد كانت جهود رجال الدفاع المدني حاضرة، وملفتة للنظر خلال الأيام الماضية، وما زالت مستمرة، بدءاً من التنبيهات والتحذيرات التي أطلقتها المديرية العامة للدفاع المدني بالتعاون والتنسيق مع الرئاسة العامة للأرصاد قبل هطول الأمطار بأسابيع، وانتهاء بعمليات الإنقاذ، والمساعدة، وانتشال الغرقى، وإيواء المتضررين، وحصر الأضرار، ولذلك استحق رجال الدفاع المدني أمر خادم الحرمين الشريفين بصرف (راتب شهر) لكل واحد منهم مكافأة لهم على جهودهم وتضحياتهم. ورغم ما يبذله الدفاع المدني من واجبات، وإطلاقه للتحذيرات والتنبيهات بتوخي الحذر، وعدم الاقتراب من الأودية والشعاب والأماكن الخطرة التي تكون مكاناً لتجمع المياه، إلا أن هناك من لا يبالي بتلك التنبيهات، ولا يمتثل للتحذيرات، واتباع وسائل السلامة، بل ويعرض حياته وحياة الآخرين للخطر، وهم من فئة الشباب الفضوليين والمراهقين الذين لا همّ لهم ولا وسيلة سوى الاستعراض والمغامرة وعبور الأودية بسياراتهم والتصوير بحثاً عن الشهرة والظهور في وسائل الإعلام المختلفة، متجاهلين خطورة ما يقومون به من تصرفات سلبية على حساب سلامتهم، وإشغال الأجهزة الأمنية وفي مقدمتها الدفاع المدني عن أداء واجبهم. وهنا نتساءل: من يتحمل مسؤولية ما يحدث من حوادث وحالات غرق وفقدان، أهو الدفاع المدني؟ أم المواطن؟ ولا شك أن المواطن - وأعني فئة الشباب المراهقين والفضوليين - هم من يتحمل المسؤولية بسبب فضولهم وتصرفاتهم الصبيانية اللا مسؤولة، وكان يفترض بهؤلاء الشباب أن يكونوا أكثر وعياً وتفهماً لتصرفاتهم الخاطئة حتى لا يعيقوا رجال الدفاع المدني عن أداء مهامهم المنوطة بهم.