يشعر المواطن سعود بن علي العواد (39) بأنه تمكن أخيراً من التغلب على إعاقته التي نجمت عن إصابته بطلق ناري قبل نحو 14 عاماً أثناء حرب الكويت وهي الاصابة التي تسببت في معاناته حتى الآن في شلل نصفي، ويرجع العواد ذلك الشعور إلى نجاحه في افتتاح ورشة صغيرة لصيانة كراسي ذوي الاحتياجات الخاصة ملحقة في بيته في محافظة الأحساء. يقول الجندي المتقاعد «نعمل في الورشة على صيانة هذه الكراسي التي تستورد من خارج المملكة وعمل الاضافات التي تسهل حركة المعوق». هذا الخبر نشرته إحدى الصحف المحلية تحت عنوان جندي متقاعد بسبب الإعاقة يفتح ورشة لإصلاح كراسي المعوقين. علماً بأن المذكور عمل خلال اعاقته بأحد مستشفيات المنطقة الشرقية مأمور سنترال لمدة عامين وبعدها قرر افتتاح هذه الورشة في سبيل مساعدة المعاقين ليتعايشوا مع المجتمع كما انه يتطوع لأن يكون حلقة الوصل بين المعاقين وبين وزارة الشؤون الاجتماعية لتوفر لهم ما يحتاجون ويعتبر العواد عمله شبيهاً بعمل الخاطبة فهو نجح في افادة خمسة من المعاقين. المؤلم في الموضوع أن البنوك رفضت دعم مشروعه الصغير بالرغم من أن هذه الورشة المتواضعة التي تعتمد على إصلاح وصيانة الكراسي القديمة توفر أكثر من نصف المبلغ المطلوب في حالة استيراد جديدها من الخارج. كما أن الكراسي التي يصلحها العواد تأتيه من مختلف أنحاء المملكة لعمل الصيانة اللازمة لها والتي يجهده البحث في قطع غيارها اللازمة والنادرة والتي يحصل عليها أحياناً من بعض دول الخليج وخاصة مملكة البحرين ويحذر العواد من بعض الشركات التي تستغل حاجة المعوق لصيانة تلك الكراسي فتطلب مبالغ مادية كبيرة .. العواد يطالب رجال الأعمال بمساعدته في مشروعه الذي يكلف 300 ألف ريال سعودي ويعاتب البنوك التي لم يجد لديها أي تفاعل إيجابي.. انتهت تفاصيل الخبر ولكن ألم تلك التفاصيل لا يزال يتأجج داخل كل من يرى في قصة هذا الجندي قسوة الحياة وتخلي المجتمع.. هذا المجتمع الذي ذهبت ضحية الدفاع عنه روح وطنية أعاقتها طلقة نارية من عدو جائر.. جندي حمل راية التوحيد في يد وكفنه في اليد الأخرى من أجل الدفاع ليس فقط عن أمن وطنه بل عن أمن شقيق مجاور.. وعاد زاحفاً على بطنه يبحث عن وظيفة تؤمن له ولأسرته لقمة العيش الصعبة.. وحين وجدها بعد 14 عاماً من المعاناة لم يجد من يدعمه.. هل هذه قصة حقيقية في بلاد مسلمة لا يزال أبناؤها يستشعرون بمسك وعنبر الشهداء؟. لن أطرح المزيد من الألم في قصة هذا الجندي وأقسم بالله لو كنت أملك المبلغ المطلوب لمشروعه لقدمته هدية لمن وقف على حدود بلادي يذود عن أرضها عدواناً غاشماً ولكن لا أملك لذلك البطل سوى تحية إجلال وإكبار والدعاء له بالتوفيق في هذا المشروع وأن يجد من يمد له بعد الله يد المساعدة. [email protected]