اكد الرئيس الايراني محمد خاتمي امس ان بلاده ستستأنف قريبا بعض نشاطاتها النووية الحساسة جداً دون الاعتناء بالمقتراحات التي من المفترض ان يقدمها الاتحاد الاوروبي الى ايران حول نشاطها النووي المتهم اميركياً بأنه يهدف الى صنع القنبلة الذرية. وقال الرئيس خاتمي في تصريح بثته وكالة الانباء الايرانية امس ان طهران علقت نشاطها النووي في منشآتها في مدينة اصفهان لمدة شهرين حتي يقدم الاتحاد الاوروبي مقترحات جديدة لاحتواء الخلاف بين الجانبين حول نشاط ايران النووي وان طهران ليس على استعداد لتمديد هذه الفترة. واكد خاتمي بأن نشاطات التحويل النووي في ايران لا علاقة لها بعمليات تخصيب اليورانيوم وقال لقد ابلغنا الاوروبيين بوضوح ان تعليق تخصيب اليورانيوم لن يستمر الى ما لا نهاية وقد اظهرنا حسن نيتنا وان الكرة الآن في الملعب الاوروبي لكي يفي الاوروبيون بالتعهدات التي قطعوها امام طهران. وشدد الرئيس الايراني بأن طهران لن تتخلي تحت أي ظروف عن حقها الشرعي في امتلاك التكنولوجيا النووية وتخصيب اليورانيوم للحصول على الطاقة الكهربائية وقال خاتمي ان طهران لن تغير شيئا من سياستها القومية في مجال تخصيب اليورانيوم. ويسعي الاوروبيون الذين يتباحثون مع ايران عبر فرنسا وبريطانيا والمانيا الى اقناع طهران بالتخلي نهائيا عن تخصيب اليورانيوم لكن جهودهم هذه اصطدمت حتي الان برفض قوي من جانب ايران التي تؤكد بأن نشاطها النووي سلمي محض وانها لن تتخلي عن عمليات تخصيب اليورانيوم. واعرب الايرانيون في نوفمبر الماضي عن استعدادهم تعليق تخصيب اليورانيوم وبدء مباحثات مع ممثلي الاتحاد الاوروبي للتوصل الى اتفاق يرضي الجانبين واكدوا رفضهم القاطع التخلي عن تخصيب اليورانيوم مقابل اغراءات اقتصادية وتجارية وسياسية. وتتهم الولاياتالمتحدةطهران باستخدام برنامجها النووي السلمي كواجهة للوصول الى السلاح النووي بينما تنفي ايران هذه المزاعم وتؤكد ان نشاطاتها النووية ذات طابع سلمي محض وان المفتشين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يقومون بعمليات تفتيش مباغتة للمنشآت النووية الايرانية لن يكتشفوا حتى دليل واحد يؤكد المزاعم الاميركية. في شأن آخر ذكرت صحف طهران امس الاثنين أن المحامية الايرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام 2003 قد تقاضي الصحف الايرانية بسبب مزاعم في قضية المعارض أكبر جانجي المثيرة للجدل. اتهمت الصحف عبادي بتحريض موكلها جانجي على الاضراب عن الطعام للضغط على القضاء للافراج عنه. نفت زوجة جانجي هذه المزاعم وقالت إن عبادي لم تشجع زوجها أبدا على الاضراب عن الطعام. وقالت عبادي إنها ستحتفظ بحق مقاضاة الصحف المحافظة بشأن هذه المزاعم. وجانجي مضرب عن الطعام منذ أكثر من 40 يوما احتجاجا على رفض القضاء الافراج عنه بدون شروط قبل نهاية حكم بالسجن عليه مدته ست سنوات تنتهي العام المقبل. وهو موجود حاليا بالمستشفى وتقول وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية إرنا نقلا عن الاطباء المعالجين إن حالته حرجة للغاية. حكم على الرجل البالغ من العمر 48 عاما في عام 2000 بالسجن ست سنوات بتهمة «تشويه سمعة» إيران أمام «أعداء الثورة» في مؤتمر مثير للجدل عقد العام الماضي في برلين. كما أنه اتهم قادة إيرانيين بأنهم على صلة باغتيال المعارضين. الى ذلك استؤنفت جلسات المحاكمة في اطار وفاة الصحافية الايرانية الكندية زهرة كاظمي اثناء اعتقالها امام محكمة الاستئناف امس الاثنين في قاعة صغيرة لم يسمح للصحافة الاجنبية بدخولها. وقال الموظفون في محكمة الاستئناف في طهران للصحافيين الاجانب الذين وصلوا قبل بدء الجلسة «لم يعد هناك اي مكان». وكانت القاعة ممتلئة عندما وصلت المحامية الايرانية شيرين عبادي حائزة جائزة نوبل للسلام التي تتولى الدفاع عن مصالح عائلة كاظمي.وكانت هذه الجلسة الثانية امام الاستئناف في اطار محاكمة عنصر في الاستخبارات متهم بتوجيه الضربة القاتلة الى كاظمي الذي تم تبرئته في 24 تموز/يوليو 2004 امام محكمة البداية.وكانت كاظمي التي اعتقلت في 23 حزيران/يونيو 2003 فيما كانت تلتقط صورا امام سجن طهران توفيت بعد اسبوعين، في العاشر من تموز/يوليو، بسبب نزيف في الدماغ اثر تعرضها على الارجح للضرب خلال احتجازها. ولم يتم حتى الان الكشف عن ملابسات وفاة كاظمي وتبادل القضاء ووزارة الاستخبارات الاتهامات في اطار هذه القضية. والقت هذه القضية بظلالها على بعض التصرفات بحق السجناء. واقر تقرير نشره القضاء اخيرا بان السجناء يتعرضون للتعذيب وسوء المعاملة ويعتقلون لسنوات دون محاكمة. واكد القضاء ان هذه التجاوزات كانت تمارس «في الماضي». كما ادت هذه القضية الى تدهور العلاقات بين طهران واوتاوا واتهمت كنداايران بمحاولة اخفاء الحقيقة.وقررت كندا «تقليص» علاقاتها مع ايران بعد اول جلسة في الاستئناف في 16 ايار/مايو التي انتهت خلال ساعة في غياب المتهم والصحافيين. واعلن وزير الخارجية الكندي بيار بيتيغرو ان سير هذه المحاكمة «يثبت مرة اخرى ان النظام القانوني الايراني لا يتمتع بالقدرة او الرغبة في مواجهة مرتكبي الجريمة الفظيعة التي اودت بحياة زهرة كاظمي. وكندا تريد ان تأخذ العدالة مجراها». وكان القضاء الايراني اعلن انه لا يحق لكندا انتقاده مؤكدا ان الملف «لم يغلق».