الشباب والاتحاد، أو "العميد" و"الليث" - كما يحلو لعشاقهما تسميتهما - وجهاً لوجه من جديد في نهائي مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للمرة الثالثة في تاريخ البطولة التي انطلقت عام 2007م، وعلى ذات الملعب الذي استضاف النهائيين السابقين بين الفريقين وهو ملعب الملك فهد الدولي بالرياض الذي سبق له وأن استضاف ثلاثة نهائيات في البطولة كان الاتحاد طرفاً فيها جميعها. كعب الشباب عال على الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال إذ سبق أن التقيا في هذه البطولة مرتين وكانتا في مباراتين نهائيتين نجح الشباب في الفوز بهما، ففي النسخة الأولى استطاع الشباب الفوز بنتيجة 3-1 إذ سجل له ناصر الشمراني وعبدالله الشهيل والبرازيلي مارسيلو كماتشو، فيما سجل للاتحاد مهاجمه طلال المشعل، وفي النسخة الثانية تكرر ذات السيناريو والتقى الشباب والاتحاد وكرر الشباب انتصاره وتوج باللقب للمرة الثانية على حساب الاتحاد بعد أن حقق فوزاً كبيراً ومستحقاً 4 - صفر، وتناوب على تسجيل أهداف الشباب ناصر الشمراني وحسن معاذ وفيصل السلطان وصالح الصقري (في مرماه). بعد هذين النهائيين، غاب الشباب عن نهائيات البطولة إذ اكتفى بأول نسختين فيما واصل الاتحاد وصوله للنهائيات ووصل للمرة الثالثة على التوالي لكن الجديد هذه المرة أنه استطاع أن يتوج باللقب أول مرة في تاريخه وكأنه يقول إن "الثالثة ثابتة"، وفاز الاتحاد على الهلال بركلات الترجيح 5-4 عقب أن انتهت أشواط المباراة الأربعة بالتعادل السلبي، ولعل المفارقة التي تستحق الذكر أن المدرب الأرجنتيني أنزو هكتور الذي قاد الشباب لتحقيق لقب النسختين الأولى والثانية هو من قاد الاتحاد للتتويج بالنسخة الثالثة وكأن هذه البطولة من تخصصه. في عام 2010م كان الاتحاد على موعد مع الوصول إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال للمرة الرابعة على التوالي إذ واجه هذه المرة الأهلي المنتشي بوصوله أول مرة إلى النهائي واستطاع الأخير أن يحقق اللقب بركلات الترجيح 4-2 بعد مباراة امتدت للأشواط الإضافية وانتهت سلبية. وغاب الاتحاد عن نهائي البطولة أول مرة في عام 2011م عندما ودعها على يد الهلال في الدور ربع النهائي بعد أن تعادلا في جدة 2-2 وفي الرياض 1-1. هذا الموسم شهد عودة الشباب والاتحاد مجدداً للعب نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال وهذا الوصول هو الثالث للشباب والخامس للاتحاد الذي يعد أكثر فريق سعودي وصل إلى المباراة النهائية، فيما يتقاسم الشباب والأهلي عدد الفوز بالبطولة وذلك بلقبين لكل منهما. الاتحاديون يرون وصولهم إلى نهائي النسخة الحالية أشبه بالمعجزة قياساً على المعطيات، فأكثر الاتحاديين تفاؤلاً لم يكن يتوقع أن يصل فريقه إلى المباراة النهائية على حساب بطل كأس ولي العهد الهلال، وعلى حساب الفائز بلقب دوري "زين" السعودي للمحترفين الفتح، ليس تقليلاً من الاتحاد بل لأن الإدارة اتخذت قرارات عدة غيرت من خلالها جلد الفريق بالكامل بإستبعادها عدد من الأسماء الكبيرة أمثال مبروك زايد ورضا تكر وحمد المنتشري ومشعل السعيد ومحمد نور، واعتمادها على الأسماء الشابة التي تلعب مع الفريق أول مرة، وهي المؤشرات التي جعلت الجميع يؤكد أن مشاركة "العميد" في هذه البطولة شرفية. بدأ الاتحاد مشواره في البطولة عندما أوقعته القرعة مع الهلال في الدور ربع النهائي، ولعب معه مباراة الذهاب في مكةالمكرمة واستطاع التغلب عليه 3-2، وسجل له في تلك المباراة مهاجمه مختار فلاته (هدفين)، وعبدالرحمن الغامدي، وأعلن الاتحاد وصوله للدور نصف النهائي من ملعب الملك فهد الدولي بالرياض الذي سيستضيف مباراة الليلة عندما تعادل مع الهلال 1-1، وسجل له مهاجمه الشاب عبدالرحمن الغامدي. في الدور نصف نهائي اصطدم الاتحاد ببطل دوري "زين" الفتح، واستطاع أن يخرج من أمامه في مباراة الذهاب بنتيجة إيجابية إذ فاز 2-صفر، وسجل له مختار فلاته ومحمد قاسم، ولم يجد الاتحاد صعوبة في حسم تأهله للمباراة النهائية إذ حقق فوزاً سهلاً في مباراة الإياب 4-صفر، وتناوب أحمد الفريدي وفهد المولد ومحمد أبو سبعان ونايف هزازي على تسجيل الأهداف الاتحادية في تلك المباراة. على الطرف الآخر لم يكن وصول الشباب للمباراة النهائية سهلاً، ففي الدور ربع النهائي أوقعته القرعة في مواجهة الرائد الذي كانت له مواقف سابقة مع الشبابيين خصوصاً في هذا الموسم عندما أخرج فريقهم من مسابقة كأس ولي العهد، الشباب حسم تأهله للدور نصف النهائي باكراً وبالتحديد من مباراة الذهاب عندما فاز في بريدة 2-صفر بهدفي المهاجم مهند عسيري، وفي مباراة الإياب كرر الشباب انتصاره 3-1 وجاءت الأهداف عن طريق سعيد الدوسري وناصر الشمراني ومهند عسيري. الدور نصف النهائي شهد مواجهتين مثيرتين بين الشباب والأهلي، الأولى انتهت في مكةالمكرمة بفوز الأهلي 1-صفر، أما مباراة الإياب فاستطاع المهاجم مهند عسيري أن يقود الشباب للمباراة النهائية عندما سجل هدفين في المباراة التي انتهت بفوز شبابي مستحق 2-صفر. الفريقان يمتلكان عدداً من اللاعبين المميزين الذين يستطيعوا أن يقلبوا الموازين في أي لحظة من لحظات المباراة، ففي الشباب يبرز من اللاعبين المحليين الحارس وليد عبدالله، والمدافعان حسن معاذ، وعبدالله الأسطا، ولاعبو الوسط أحمد عطيف، وعمر الغامدي، وعبدالملك الخيبري، والمهاجمان ناصر الشمراني، ومهند عسيري، وبالنسبة للرباعي الأجنبي فالشباب يمتلك أجانب على طراز عال، فدفاعه يقوده المدافع الدولي الكوري الجنوبي كواك، بينما ينظم وسطه البرازيليان فرناندو وكماتشو، وفي الهجوم يتواجد هداف دوري "زين" الأرجنتيني تيجالي. بينما يبرز في الاتحاد من اللاعبين المحليين الحارس الشاب فواز القرني والمدافعان الشابان منصور شراحيلي، ومحمد قاسم، ولاعبو الوسط سعود كريري، وأحمد الفريدي، وعبدالفتاح عسيري، فيما يهدد المرمى الشبابي المهاجمان الشابان فهد فلاته وعبدالرحمن الغامدي، وعلى صعيد اللاعبين الأجانب فإن الاتحاد لا يقارن بالشباب لكونه لا يمتلك سوى لاعب أجنبي واحد مميز هو لاعب الوسط الكاميروني أمبابي. كفة الفريقان متساوية في مباراة الليلة، فالشباب سيلعب بأسماء محلية وأجنبية مميزة وخبيرة استطاعت أن تقوده للمركز الثالث في دوري "زين" وللتأهل إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا ولنهائي البطولة الحالية، فيما سيعتمد الاتحاد على روح لاعبيه الشبان وإصرارهم ورغبتهم في تسجيل إنجاز جديد لناديهم خصوصاً أن الإدارة استطاعت أن تبعد عنهم الضغوطات من خلال تصريحاتها في وسائل الإعلام التي تؤكد أنهم لا يطالبوا الأسماء الحالية بتحقيق الذهب. ويبقى السؤال الذي سنعرف إجابته الليلة، هل سيتكرر سيناريو أول نسختين للبطولة ويتوج "شيخ الأندية" باللقب على حساب الاتحاد للمرة الثالثة في تاريخه، أم سيكون ل "عميد الأندية" كلمة توقف الشبابيين عند هذا الحد وتكون "الثالثة ثابتة" بالنسبة للاتحاديين.