أبرز منتدى الغد البيئات الصحية للمبتكرين المؤدية لإيجاد فكرة جديدة لا مثيل لها ووضعها موضع التطبيق، عبر أوراق عمل طرحها المنتدى مؤخرا. وسلط المنتدى الضوء على كيفيات صناعة البيئات العملية للابتكار واستخدام فكرة وأسلوب جديد، واستحداث نظريات تسهم في إنتاج ثقافة الابتكار. وحث المنتدى عبر عدة أطروحات تشجيع الأفراد على البحث والإجابة عن الكثير من التساؤلات التي تخرج عن المألوف أو التي لم يتم بحثها من قبل، مما ينتج منه نوع من المحاكاة والتفكير متميز عن التفكير والمحاكاة التقليديين. وشرحت محاور الجلسة المتصلة بالابتكار والبيئة العلمية أوجه الابتكار وأشكاله العلمية، مظهرة بعض القيم المحفزة لإعادة إنتاج المعلومات واستخدامها بطريقة تساعد في خلق ابتكارات جديدة. وربط المنتدى عدة بيئات تساعد في تنمية الابتكار أبرزها تشمل البيئة التنظيمية للمؤسسة والبيئة الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية. ونوه المنتدى بالبيئة التنظيمية التي تحتضن الابتكار وتهيئ له الشروط المناسبة التي تتمتع في الغالب ببعض الخصائص التي تشجع الإبداع وتعززه مثل تبني قيم ومبادئ تنظيمية تنمي السلوك الابتكاري وتغذيه، وتشجع على قبول التغيير بدلاً من مقاومته، وتجريب الأفكار الجديدة وإتاحة الفرصة أمامها، وتبدي الرغبة في توفير إمكانات نجاحها، وتحمل نتائج إخفاقها. وأكدت ورقة العمل المطروحة في هذا الإطار أن البيئة التنظيمية تميل نحو اللامركزية وتتجنب الأسلوب الفردي في الإدارة، وتنمي أسلوب المشاركة في الآراء ومناقشتها، وتضع أهدافاً محددة ومتنوعة وتدعم وسائل تحقيقها باستخدام مهارات في الاتصال ونقل المعلومات. وتناول المنتدى البيئة الثقافية وأثرها الأكبر في حفز الأفراد ودفعهم نحو الابتكار والإبداع سواء عن طريق وسائل التعليم والبرامج المدروسة المخصصة للكشف عن المواهب الفردية والجماعية وتعزيزها، أو عن طريق وسائل الإعلام على اختلاف هيئاتها وأجهزتها لدعم التوجيه والتوعية والتأكيد على الحوافز الخلاقة. ومضى في الحديث عن البيئة السياسية واهمية استقرارها لدعم نشاط الابتكار وتشجيع الطاقات على مستوى الأفراد والمؤسسات وجعله أحد الأهداف المطلوبة في خطط التنمية وذلك بإنشاء مؤسسات البحث والدراسة والتطوير وتزويدها بالاحتياجات المادية والبشرية والحوافز المادية والمعنوية الضرورية وفق الإمكانات المتاحة. وعرج المنتدى على البيئة الاجتماعية والاقتصادية وأهميتها في تهيئة الشروط المناسبة لتربية الفرد وتنشئته نشأة واعية وتنمية إمكاناته وقدراته الذاتية وتشجيع المواهب ورعايتها، وتكفل له الدخل الملائم والحياة السهلة التي تخفف من مشاكله وهمومه اليومية والوقت الذي قد يهدره لتوفير متطلبات العيش الضرورية، موضحا أن الفرد الذي يتحمل المعاناة اليومية ويعيش في أوضاع مادية غير مريحة لايمكن أن يكون فرداً خلاقاً مبتكراً حتى لو توافرت لديه الموهبة والإمكانات، لأن عدم الراحة النفسية والمادية كفيل بأن يقتل كل رغبة لدى هذا الفرد في الإبداع والعطاء، منوها أن المجتمع الذي يحترم العالم والمبدع والمفكر ويقدر جهوده ويكافئه عليها يخطو خطوة إيجابية نحو بناء تقدم البلاد العلمي والحضاري ويمنع هجرة القدرات والكفايات البشرية إلى حيث تجد الاحترام والتقدير.