لكل جوازٍ رسالته التي يحويها، مثلاً في الجواز السعودي كتب بداخله هذه الرسالة الجميلة:" "باسم ملك المملكة العربية السعودية أطلب من موظفي المملكة المدنيين والعسكريين وممثليها في الخارج ومن كل سلطة أخرى تعمل باسمها ومن السلطات المختصة في الدول الصديقة أن يسمحوا لحامل هذا الجواز بحرية المرور وأن يقدموا له المساعدة والرعاية"، تعني هذه الرسالة أن الفرد السعودي يجب أن يحمى من قبل السفارات الموجودة بالخارج بل هي بيته حين تضيق به السبل أو يغدر به الدهر، وقد سمعنا قديماً وحديثاً عن قصص لسفراء لهم أدوارهم الكبيرة في الحفاظ على الإنسان السعودي ومساعدته والوقوف معه، وأبو متعب الملك الصالح قالها قبل سنوات "على السفراء أن يفتحوا السفارات للسعوديين". كان التصريح الذي أدلى به الأمير خالد بن سعود بن خالد آل سعود مساعد وزير الخارجية لافتاً حين تحدث عن المملكة لا تقبل بأي حال من الأحوال أن يتعرض أي واحد من رعاياها للإساءة أو الاضطهاد. قال هذه الكلمات أثناء لقائه برئيس لجنة المعتقلين السعوديين في الخارج المحامي عبدالرحمن الجريس. لفتت نظري جملة قالها الأمير وفيها:"إن ملف المعتقلين السعوديين من أولوياتنا واهتماماتنا، وأن رأي السجين يهمنا ومقدم على أي رأي فيما يراه مفيداً لمصلحته وسنجتهد في تذليل أي عقبة تواجه معتقلينا". المعتقل السعودي بالخارج يجب أن يكون محل اهتمام وبخاصةٍ في القضايا التي فيها أمور مالية وليس فيها جنايات إجرامية بحتة. يمكن للدولة أن تتدخل لإنقاذ الفرد السعودي من مآزقه، لا أدري كم عدد المعتقلين في السجون الخارجية لكن هذه التصريحات تدل على أن الموضوع يتنامى. أخص بالتأكيد حين يكون المعتقل مبتعثاً سواء بسبب بطاقة ائتمان أو حادث سيارة أو عدم سداد دين، حينها يكون التدخل واجباً كما هو حال الدول الخليجية والعربية الأخرى التي تتدخل بسرعة وبشكلٍ فوري من أجل إنقاذ أحد أبنائها من ورطة مالية أو كارثة مرورية. بآخر السطر، فإن المعتقلين في الخارج أنواع، وحين يكون السبب صغيراً أو له سبب مالي فلا معنى لبقائه بالسجن. والسفير هو ممثل الملك والسفارة هي سفارة "خادم الحرمين الشريفين" فليت هذه السفارات تكون أكثر قرباً من الناس واهتماماً بشؤونهم وآلامهم وأن تفزع حين يجدّ الجد وتأتي كارثة من الكوارث.