لا شك ان مفردة «موهبة» وهي كلمة رنانة، لها معان ومدلولات كثيرة، ويبقى معناها الأقرب إلى الواقع يتمحور في كلمة «هبة»، ولكنها تنفرد عن الهبة المادية التي يحصل عليها الإنسان في هذه الدنيا، وتتميز منها لأنها هبة من الله سبحانه لبعض الأفراد، ذكراً كان أو من بنات حواء، وهي عدة مواهب، وكثيرة ليس لي مجال لذكرها جميعاً. ولكن الذي يهمني في هذه الصفحة العزيزة «خزامى الصحارى» وهي صاحبة الاختصاص في مجال الشعر والموروث الشعبي، التي لا يمكن ان ينظم الشاعر الأبيات والقصائد، إذا ما وهب الله له «قريحة» تحرك وتترجم ما بداخله من مشاعر، فيعبر عنها في كلمات وعبارات ذات وزن وقافية على معان جميلة، تنسجم وشعورها في تلك اللحظة، فقد حز في نفسي، وأنا أتابع جريدتي المحبوبة «الرياض»، ولفت نظري ما عنونت به الجريدة دليل خدمات آخر الأسبوع، وهي إعلانات تتميز بها «الرياض» منذ فترة طويلة لخدمة قرائها اقتصادياً واجتماعياً. واللافت - كما أشرت سابقاً - بعض الإعلانات بين فترة وأخرى التي يعرض بها أصحابها استعدادهم لنظم أبيات وقصائد بأنواعها فرح، مدح، رثاء، وحتى غزل وغيره. المحزن هنا هل وصل الحال والحاجة لبيع المشاعر، وجعل القريحة تجارية بهذه السهولة، وهذا أمر يصعب القيام به على أصحاب المشاعر والقريحة الصادقة التي تحركها المعاناة والظروف المحيطة بالشاعر نفسه، حتى لو كان في شظف من العيش، وهنا سؤال يطرح نفسه هو هل من لديه المال والمكانة من الميسورين باستطاعته ان يكون شاعراً إذا أراد، ما دام أصحاب هذه الإعلانات ومن على شاكلتهم يروجون بضاعتهم الشعرية على هذه الطريقة. أيضاً لا نجردهم من أحاسيسهم ومواهبهم، فربما يكون بعضهم زيادة على نعمة المال والجاه التي رزقه الله، حباه الله موهبة الشعر. عموماً حسب رأي الضالعين في القصيد وفنونه فإنه لا يستثير القريحة ويهيجها الا المعناة سواء معاناة غرام أو شظف عيش أو قلة حيلة أو ظروف اجتماعية سعيدة أم حزينة. حسين محمد العساف