بدأت وزارة التعليم العالي بالتعاون مع المركز الوطني للقياس والتقويم "قياس"، بتطبيق الاختبار الأولي لنواتج البرامج الجامعية (التخصصات الهندسية) على الطلاب المتوقع تخرجهم هذا العام وذلك بصورة تجريبية، تمهيداً للتطبيق الفعلي بدءاً من الفصل المقبل من العام الدراسي 1434 – 1435 ه. وتعليقاً على هذا الاختبار أكدت وزارة التعليم العالي ل"الرياض" أن هذا الاختبار يأتي ضمن منظومة مشروع وطني متكامل يستهدف قياس نواتج التعليم، موضحةً أن الهدف من الاختبار التجريبي الحالي هو قياس مدى صدق وثبات الأسئلة ووضوحها، ومدى إمكانية اعتماد طريقتها للاختبارات المقبلة. وأوضح طلاب في مرحلة البكالوريوس في التخصصات الهندسية استطلعت "الرياض" آراءهم حول هذه الاختبارات، أن مثل هذه الاختبارات لا تشكل أي هاجس لدى الطلاب الذين يثقون في إمكاناتهم وقدراتهم العلمية والمهنية، مشيرين إلى أن نتائج هذه الاختبارات قد تكون عاملاً محفزاً لهم في الحصول على الفرص الوظيفية التي يطمحون لها. وفي هذا السياق، أوضح رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين المهندس حمد الشقاوي أن هيئة المهندسين بصدد تفعيل اتفاقية مبرمة بينها وبين المركز الوطني للقياس والتقويم، وقال "هذه الاتفاقية تنص على قياس مخرجات الهندسة وتصنيف المقاولين، مما يجعل هنالك نظاماً لمزاولة المهنة". وأشار المهندس الشقاوي إلى أن هذا النظام في حال تطبيقه سينظم العمل في القطاع الهندسي السعودي، ويزيد من مستوى كفاءة العاملين به، مشيراً إلى أن نظام مزاولة المهنة سيطبق على الوافدين أسوة بالمواطنين. د. حمد المحرج من جانبه أكد سمو رئيس المركز الوطني للقياس والتقويم الأمير الدكتور فيصل بن عبدالله المشاري آل سعود في حديثه عن مشروع قياس نواتج التعلم في التعليم العالي بالمملكة أنه ضمن اهتمامات وزارة التعليم العالي في ضبط جودة مخرجات التعليم العالي بالجامعات، بادرت الوزارة منذ أكثر من عامين بمشروع قياس نواتج التعليم العالي في التخصصات المختلفة، مشيراً أن المرحلة الأولى بدأت بسبع تخصصات هندسية هي: الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والهندسة الصناعية والهندسة المدنية والهندسة الكيميائية والهندسة المعمارية وهندسة الحاسب الآلي، حيث تم تعميد المركز الوطني للقياس والتقويم بتنفيذ هذه المبادرة. وبين سموه أن المركز الوطني للقياس والتقويم يقوم من خلال هذا المشروع، باعتماد إطار عام لمخرجات هذه التخصصات مستصحبا الإطار العام للمؤهلات المعتمد من الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، ومن ثم إعداد نواتج التعلم من مهارات عامة تشمل جميع التخصصات ومن نواتج مشتركة بين التخصصات الهندسية ونواتج خاصة بكل تخصص، مؤكداً أن المركز قام باستعراض اشتراطات الاعتماد العالمية لهذه التخصصات وكذلك التجارب المختلفة في وصف نواتج التعلم لخريجي هذه التخصصات وكذلك برامج العديد من الجامعات العريقة، ليخرج بصيغة شاملة ضمن الإطار العام لهذه النواتج. م. حمد الشقاوي وأوضح أن المركز عمل على إعداد مقاييس لقياس هذه النواتج لدى الطلبة الخريجين أو من هم على وشك التخرج من الجامعات السعودية، حيث تم إعداد جدول مواصفات يربط نواتج التعلم بالأسئلة المطلوبة ومدى تمثيلها للمستويات المعرفية المختلفة، ومن ثم تأليف أسئلة تغطي هذه المخرجات والخصائص. من جهة أخرى، قال الدكتور حمد المحرج مستشار وزارة التعليم العالي: "اختبارات قياس لنواتج البرامج الجامعية هو مشروع وطني متكامل، يتم العمل حالياً على 7 تخصصات هندسية يتم اختبار مخرجاتها، كما أن العمل سيكون مقبلاً لعمل هذا الاختبار على 10 تخصصات أخرى من ضمنها الكيمياء والفيزياء وغيرها". وأوضح الدكتور المحرج أن تطبيق اختبار التخصصات الهندسية بشكل تجريبي خلال الفترة الحالية يأتي تمهيداً لتطبيقه الفعلي بدءاً من الفصل الدراسي المقبل، مضيفاً "الاختبار التجريبي الحالي هو قياس مدى صدق وثبات الأسئلة ووضوحها، ومدى إمكانية اعتماد طريقتها للاختبارات المقبلة".