دول الخليج لا تتدخل في شؤون الربيع العربي إلا ما يخص الجانب الإنساني عقد المثقفون والمفكرون والإعلاميون جلسات حوارية وورش عمل متواصلة على مدى يومين من منتدى الإعلام العربي في دورته الثانية عشرة التي افتتحها سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بحضور 250 إعلامياً من 25 دولة ، شارك في جلسات الحوار الدكتور عبد اللطيف راشد الزياني الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ادار الندوة الإعلامي الزميل تركي الدخيل وتضمنت عدة محاور تهم المواطن الخليجي والعربي وما قدمته الامانة العامة للمواطن الخليجي بعد مضي ثلاثين عاماً من تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وكذلك آلية تطبيق مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحويل مجلس التعاون الى اتحاد، وقال الزياني في هذا الموضوع.. إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين هي فكرة عظيمة وقوية وناجحة رحب فيها المجلس الاعلى لدول الخليج وهي تنسجم مع النظام الاساسي للفقرة الرابعة في نظام المجلس والذي وضع آليته المجلس الأعلى لدول الخليج العربي وهي تعنى بالتنسيق والترابط والتشاور ما بين أعضاء المجلس وصولا الى وحدتهم في كيانهم الواحد، والمبادرة أتت لتعزز هذا النهج لجعل مجلس التعاون ينتقل الى الاتحاد في كيان واحد، وأصحاب الجلالة والمعالي أوكلوا الى لجان متخصصة لتطبيق وتنفيذ هذا المقترح، وهذه الفكرة انا متفائل انها سوف ترى النور قريباً وهي تسير في خطى حثيثة ودقيقة لتتبلور وتتنفذ وهو مطلب قادة مجلس التعاون الخليجي ورغبة شعوبنا الخليجية لتذليل وتسهيل كل القرارات المتعلقة بشأن وحدة هذا الكيان، علماً بأنه نفذت 92% من قرارات المجلس التعاون الخليجي الذي اتخذت من انطلاقه الى الآن، وحول الوضع في سورية أو ما يسمى بالربيع العربي قال الزياني دول الخليج لديها ثوابت وسياسة موحدة في ما يهم القرار الخارجي ونحن لا نتدخل في اي دولة وهو شأن يهم الشعوب وحدها التي تجري فيها الاضطرابات ونحن نتدخل في الجانب الانساني وهذا واجب دينى وأخلاقي مثل مساعدة اللاجئين وإيوائهم والمحافظة على حياتهم، وحول مبادرة الخليج التي تخص اليمن قال ان المبادرة نجحت الى حد ما في حقن الدماء اليمنية ولسنا منحازين لطرف ضد طرف آخر، وكانت رغبة القيادة اليمنية والمعارضة في اليمن قبول المبادرة الخليجية ولو وجد مثل هذا القبول في دولة عربية لطبقت لحقن الدماء وإيقاف الضرر، ورداً على سؤال "الرياض" حول آلية تطبيق منظومة المظلة الاجتماعية "نظام التقاعد" لدول الخليج وكيف ان هناك دولاً نفذتها ودول لم تأخذ بها قال الأمين العام.. نحن نتشاور وننسق مع الدول وصحيح ان القرارات لازالت تسير ببطء ولكن لكل دولة انظمتها وخصوصيتها، ونعترف اننا لازال نحتاج الى تطوير ما يخص مستقبل وأمن ومعيشة المواطن الخليجي الذي دائماً يطلب منا المزيد ودائماً يلومنا بأننا لم نقدم شيئا، وقال ل"الرياض" لم تصلنا شكوى من مواطنين سعوديين تم فصلهم او تم الاستغناء عنهم بدون ما يشملهم نظام التقاعد في دولة خليجية. جانب من جلسة الإعلام الإلكتروني.. سلطة من دون مسؤولية "إعلام المراحل الانتقالية.. متطلبات التطوير" وفي جلسة حوارية أخرى أقيمت ندوة بعنوان "إعلام المراحل الانتقالية.. متطلبات التطوير" ناقشت الندوة الوضع الاعلامي الراهن في ظل المتغيرات الحديثة والتى طرأت جراء ظاهرة "الربيع العربي" التى طالت العديد من الدول وشهدت على اثرها حالة إعلامية وصفت بأنها حالة فوضوية. أدار الجلسة توفيق مجيد، موجهاً السؤال إلى الدكتور خالد الفرم، استاذ الاعلام السياسي بجامعة الإمام بالمملكة العربية السعودية، الذي بدأ بتقرير الواقع قائلا ان سقوط الأنظمة السياسية العربية أفضى الى سقوط الانظمة الإعلامية بشكلها الكلاسيكي، وان هناك وسائل ومنتجات جديدة برزت على الساحة تعبر عن هموم المواطنين والثورة الحديثة في شبكات التواصل الاجتماعي اتاحت فرصة كبيرة لكل هؤلاء ان يمارسوا العمل الاعلامي والتواصل المباشر. ولفت الفرم الى ان الشرق الأوسط عول كثيرا على استخدام الاعلام البديل، خاصة اذا علمنا ان في السعودية وحدها حوالي 70 مليون تغريدة شهريا، وقريب منها مشاهدة قنوات اليوتيوب. التأكيد على ثوابت هوية الأمة .. وفعالية الإعلام في معالجة الأزمات ونقل توفيق مجيد الكلمة بعد ذلك راكان المجالي وزير الدولة لشؤون الاتصال والاعلام الأسبق بالأردن الاعلام في الوقت الراهن بأنه بين أمرين هما القائم والحصيد، وتناول العديد من البنود المهمة، واشار إلى انه اي الاعلام العربي يعاني الانفجار في التعاطي مع التقنيات الحديثة. وطالب المجالي الاعلاميين العرب بمراجعة النفس للوقوف امام الذات المهنية أولا حيث تعرض الاعلام لتحد كبير دون ان يقوى على مواجهة المتغيرات. "الإعلام الالكتروني.. سلطة من دون مسؤولية" كما شهدت جلسة بعنوان "الإعلام الالكتروني.. سلطة من دون مسؤولية" - وأقيمت بالتعاون مع قناة العربية الإخبارية، جدلاً واسعاً حول فرض الرقابة والمسؤولية القانونية على هذا النوع من الإعلام، حيث تباينت الآراء ما بين مؤيد ومعارض لفكرة أنه وسيلة إعلامية تعتبر بديلاً مناسباً للإعلام التقليدي. وقالت منتهى الرمحي المذيعة بقناة العربية ومديرة الجلسة ان هناك اسئلة كثيرة تطرح نفسها حول هذا الموضوع، إلا أن الأمر في النهاية يؤكد أن النمط الإعلامي الجديد ساهم في تطور المجتمع، لتنقل السؤال إلى الكاتب والإعلامي الكويتي محمد الرميحي، الذي أكد على ان هناك إشكالية في الإعلام الجديد، الذي خلق لنا مجتمعا جديدا على غرار المجتمعات الأخرى كالاقتصادي والاستثماري وغيره وهو المجتمع الذي سمّاه "النتيّ" نسبة إلى شبكة الإنترنت. من جهته، استعرض محمد ناصر الغانم، المدير العام لهيئة تنظيم الاتصالات بدولة الإمارات، اختلاف الأشكال القانونية في الإمارات والعالم لمواجهة القرصنة ومخالفات الانترنت سواء كانت سباً وقذفا أو كانت مخالفات فكرية وحتى مالية بالمشاركة مع العديد من الجهات المحلية كالمجلس الوطني للإعلام. رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط اللندنية عادل الطريفي أجاب عن سؤال لمنتهى الرمحي حول جريدته وتأثرها بهذا النوع الجديد من الاعلام قائلا نحن لنا قراؤنا وأصبحنا عادة للقارئ الذي ما إن ينتهي من كل ما يقوم به حتى يعود إلى الجريدة مجددا. وأكد الطريفي على اهتمام صحيفته بهذا النوع الإعلامي ومتابعته وان هيئة التحرير تتلقى العديد من الموضوعات والمقالات الممتازة عبره، إيماناً منها بان كلاً من أشكال الإعلام يكمل الآخر. بدورها، لفتت نجيبة الحمروني، نقيب الصحفيين في تونس إلى أن الإعلام التقليدي مازال يناضل حتى الآن ليكون سلطة، فما بالنا بالإعلام الجديد الذي يكتنفه الفوضى ويحتاج إلي قدر كبير من التنظيم. وقالت لا يمكننا ان نقارن جريدة بموقع الالكتروني ومنتديات كلها عبارة عن دردشات ومقاهي تتسع لعدد من الاشخاص، الا انها استدركت وأكدت انه اذا سمحنا للسلطات بسنّ قوانين فإن ذلك يُعدّ ضربة للحريات. وأكدت نجيبة الحروني اننا لسنا بحاجة إلي سن قوانين لاحترام حقوق الإنسان، في حين ذكر الطريفي ان القوانين والتشريعات تختلف بين دولة ودولة فما هو مُجرّم في الاتحاد الأوروبي غير مُجرّم في الولاياتالمتحدةالأمريكية. خبراء عرب يطالبون بدور إعلامي فاعل في معالجة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" طالب مثقفون وأكاديميون وسائل الإعلام العربية والإسلامية المختلفة بضرورة لعب دور فاعل في معالجة ظاهرة "عُقدة التخوّف من الإسلام" أو ما يعرف ب "الإسلاموفوبيا" المتنامية في الغرب، وتصحيح الصورة الغير حقيقية عن الإسلام التي تروج لها الآلة الإعلامية الغربية. وأكد المشاركون في الجلسة التي عقدت تحت عنوان "صناعة الإسلاموفوبيا: هل يُصحح الإعلام إدراك العرب والغرب؟" على أهمية أن يتوازى ذلك مع فهم الظاهرة بأبعادها المختلفة لمعالجتها بالعقل والحكمة والوصول إلى الحلول الصحيحة لها، لأنها ظاهرة متشابكة تساهم في صنعها السلوكيات الفردية الخاطئة لبعض الأفراد والتي تخالف التقاليد الإسلامية والتي ترسخ الصورة السلبية للمسلمين عند الغرب. شارك في الجلسة التي أدارها الإعلامي عبدالله المديفر، من قناة روتانا خليجية، المدير العام لشركة أصيلا للإنتاج الإعلامي السعودي، كل من عبد العزيز التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، ورشيد الخيون، الباحث المتخصص في التراث والفلسفة الإسلامية، وسعيد اللاوندي، الكاتب والخبير في العلاقات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، وناثان لين، رئيس تحرير “أسلان ميديا"، الباحث في جامعة جورج تاون، الولاياتالمتحدةالأمريكية. واعتبر عبدالعزيز التويجري أن ظاهرة الإسلاموفوبيا والتي تعد أحد أهم موضوعات الساعة، ليست بجديدة على المشهد بل بالعودة للتاريخ نجد أن الحث على كراهية الإسلام والتخويف منه ظاهرة قديمة في الفكر الغربي منذ الإمبراطورية الرومانية التي أوجست خيفة من الدين الإسلامي الذي يستهوي العقول والقلوب مما استدعى تكوين جبهة تخوف منه. وأوضح أن الإسلاموفوبيا ربما تكون حديثة في المعنى لكنها قديمة في المضمون، لافتا إلى أن هذا المصطلح الذي ظهر في عام 1987 بات يشكل تحديا كبيراً، لأنه روّج لخوف يترتب عليه خلق الكراهية تجاه معظم أو كل المسلمين. وأشار التوجري إلى عدة اعتبارات يجب النظر إليها في الحديث عن الظاهرة أبرزها قيام المروجون لها باستدعاء رواسب الماضي لتقويض الانتشار الواسع للإسلام واحباط التقدم والتنمية التي تشهدها الدول الإسلامية، مؤكدا أن هذا الوضع ليس من تداعيات أحداث 11 سبتمبر كما يدّعى البعض، لكنها البركان الذي يحرك الكوامن في النفوس، مشيرا الى أن كراهية المسلمين قديمة، رسختها ملحمة " رونالد" التي تدرس في الجماعات والتي تعتبر من اهم مرتكزات الغرب لتكوين هذه الرؤية عن الإسلام والمسلمين ويبنى عليها الغربيون تصوراتهم عن الإسلام. وتطّرق التويجري للحديث عن مرحلة الدراسات الاستشراقية التي ساهم بعضها في تشويه التاريخ الإسلامي وقلب الحقائق، رغم وجود عدد من المستشرقين المنصفون، لافتاً كذلك إلى أن الإسلاموفوبيا كظاهرة تخالف الميثاق الدولي والعهد الخاص بالحقوق المدينة والسياسية التي تحظر أي دعوة تحرض على التمييز والعداوة والعنف، لهذا تدخل الإسلاموفوبيا في هذا الاطار، مشيرا إلى أنها ظاهرة ضد حركة التاريخ والقانون الدولي وإرادة حكماء العالم، وتقوّض جهود الحوار بين الثقافات. وأكد التويجري أن هناك بعض العوامل الأخرى الداخلية في المجتمعات الإسلامية والسلوكيات التي لا تتفق مع تقاليد الإسلامي، التي تغذي هذه الظاهرة حيث يتلقى الطرف الأخرى أن الإسلام يتعارض مع الحضارات الأخرى. وقال إنه يمكن التعامل مع هذه الظاهرة بحكمة لتقديم تصور سليم العمل على تصحيح المواقف التي نراها في المجتمعات الغربية عن الإسلام والمسلمين، بمساعدة التجمعات المسلمة في هذه البلدان بتقديم الصورة الصحيحة عن الدين، مطالباً أن يعمل الإعلام في المجتمعات العربية وفي الغرب كذلك على نقل الحقائق وعدم اغفالها، مؤكدا أنه ليس من الصواب أن نحكم على الغرب أنه كله شر أو وضعه في سلة واحدة، مشددا على أهمية أن يكون الإعلام الغربي منصفاً، كما أن علينا أن نقبل النقد لأننا لا نخلو من العيوب. بدوره اتفق ناثان لين مع التويجري في الكراهية المسبقة عند بعض الغرب للمسلمين، مشيرا إلى أن هذه الكراهية التي تولدت عن الخوف تشكّل "صناعة" وليست ظاهرة وأنها منتج دام لسنوات يصنع ويباع من قبل الآلات الإعلامية في الغرب، مشيرا في هذا الإطار إلى أحدث عمليات تفجير شهدتها بوسطن في الولاياتالمتحدة وكيف ساهمت بعض وسائل الإعلام في الاشارة بأصبع الإتهامات لأشخاص من ملامح شرق أوسطية من خلال استقدام خبراء ومحللين يكررون الكلام ذاته، الأمر الذي يعكس رغبة هذه القنوات الاعلامية في تحقيق اعلى نسبة مشاهدة وتحقيق عائد اكبر من الاعلانات. وأكد لين أن معظم ما نراه في الغرب من شعور معاد للإسلام والكراهية التي يبدها البعض ربما لا يكون مغرضا في جوهرة بقدر ما هو نتاج جهل لحقيقة هذا الدين. من جهته أشار رشيد الخيون إلى الاستخدام السيكولوجي لمصطلح "الوفوبيا" أو "العقدة" وربطة بالإسلام اذ يرمز عند اطباء النفس إلى الخوف والرهاب والفزع، متسائلا هل الإسلاموفوبيا صناعة إعلامية أم لها أصل حقيقي؟ وقال يجب ألا نوجّه الشك فقط للطرف الآخر بدون أن نلتفت إلى أنفسنا وما لدينا، مشيرا إلى ضرورة صياغة العلاقة مع الغرب في إطار الذي نريد أن يراه الغرب فينا كما يفعل الغرب معنا. واوضح أن السلوكيات هي التي تصنع "الفوبيا" من الإسلام سواء كانت في الداخل والخارج، مشيرا إلى هذه الظاهرة يمكن معالجتها عبر الحوار بين الأديان وإبراز أن المسلم ذاته متضرر مما يحدث من عنف. إلى ذلك أكد سعيد اللاوندي، أن الإسلاموفوبيا هي ظاهرة حديثة فمن خلال إقامته في فرنسا على مدار 20 عاماً خلال الفترة من عام 1980 وحتى عام 2000، لم يلحظ تنامي هذه الظاهرة حيث لم يُسأل أبدا طوال هذه الفترة عن هويته وجنسيته وديانته، لكنه بعدما غادر فرنسا وعاد إليها في زيارة في السنوات الأخيرة تم سؤاله أكثر من مرة نتيجة تفشى ظاهرة الإسلاموفوبيا مؤخراً. جانب من المتحدثين في الندوة