شهدت الجنادرية البارحة ندوتين حول «الغرب والإسلام فوبيا»، إحداهما رؤية المفكرين والأخرى رؤية السياسية في افتتاح النشاط الثقافي للمهرجان. وجاءت رؤية المفكرين رشيد الخيون (العراق)، الدكتور سعيد اللاوندي (مصر)، الدكتور مفرح القوسي (المملكة)، الدكتور أنور صديقي (باكستان)، والدكتور سيد مهاجراني (إيران)، أن الخوف من الإسلام ظاهرة جديدة تأثرت بالأحداث الإقليمية والدولية التي شهدتها المنطقة، مؤكدين أنها النظرة الأوروبية والغربية إلى المسلمين، مشيرين إلى أن لأحداث سبتمبر تأثيرات في التهم التي ألصقت بالمسلمين, وأوضحوا أن الهيئات والمؤسسات والمراكز البحثية بذلت جهودا للتصدي لهذه الظاهرة، داعين إلى ضرورة توضيح الصورة الحقيقية للإسلام ونشر تعاليم الدين الصحيح في الإعلام الغربي وفي الندوة الثانية، يدعو السياسيون الدول الإسلامية إلى احترام القيم وتطبيق المبادئ الإسلامية على أرض الواقع، بإزالة الظواهر الاقتصادية والاجتماعية التي تحول دول تطبيقها فعليا. وأكد كل من وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار عبيد مدني، ووزيرة الشؤون الخارجية والتعاون سابقا في موريتانيا الناها بنت حمدي ولد مكناس، ووزير الإعلام اللبناني الدكتور طارق متري، أن على الخطاب الإسلامي الفكري والإعلامي التأني في إطلاق الأوصاف، مطالبين بشكل جاد ومكثف بتصحيح صورة الإسلام عند الآخرين، ولا يتم ذلك إلا بتقديم الإسلام في صورته الناصعة والخالصة عن طريق الحوار والتفاعل الإيجابي مع المؤسسات الثقافية والفكرية في الغرب، وإزالة الجهل حاليا في أقطارنا الإسلامية حول تاريخ الغرب وتطور مؤسساته، من خلال برامج التعليم والمناهج الدراسية، وعن طريق الدارسين والمهتمين والمفكرين بدراسة التاريخ، وإنشاء المعاهد ومراكز الأبحاث والدراسات والترجمة، وتعزيز التواجد الإسلامي الفعال في المنتديات الدولية, وأوضحوا أن فشل بعض المسلمين في الاندماج في المجتمعات الغربية شكل عامل نفور من الإسلام والمسلمين، وجعل من عدم احترام بعض المهاجرين العرب والمسلمين لنظم وضوابط الحياة في الغرب حجة ينافح بها الداعون للكراهية والعداء للإسلام، مقترحين دعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين الأديان، من أجل التوصل إلى مدونة تعايش سلمي وتعاون وطيد بما يحول دون تنامي الإسلامفوبيا، وإنشاء معهد للعالم الإسلامي يكون مقره عاصمة إحدى الدول الغربية، واعتماد سياسة إعلامية إسلامية لتعريف الغرب بحقيقة وقيم الإسلام، وتثقيف الجاليات المسلمة حول ضرورة احترام قوانين الهجرة والإقامة وسبل الاندماج في الدول الغربية.