تأجلت الى يوم غد الجمعة الجلسة التشريعية النيابية التي وصفت ب"المفصليّة"، والتي دعا اليها الرئيس نبيه برّي للبحث في قانون الانتخاب اللبناني واضعاً بنداً واحداً هو "القانون الأرثوذكسي"، والتي فككها توافق الربع الساعة الأخير بين قوى 14 آذار حول قانون انتخابي مختلط مما أفقد جلسة أمس النصاب القانوني فحشر فريق 8 آذار المكوّن من "التيار الوطني الحرّ" و"حزب الله" وحركة "أمل" في الزاوية. و"الخلطة" الانتخابية الجديدة قوامها 54 في المئة ينتخبون بحسب النظام الأكثري و46 في المئة بحسب النظام النسبي. ويبدو بأن سيناريو تأجيل الانتخابات هو الأوفر حظّا، لأنّ القانون المختلط سيعيد خلط الأوراق، ما يعيد الحياة الى قانون1960 الذي عدّل في الدّوحة عام 2008، والذي يلقى شعبية لدى "تيار المستقبل" و"الحزب التقدّمي الاشتراكي"، علما بأن تعليق العمل به ينتهي في 19 الجاري، وحينها يمكن للمرشحين تقديم ترشيحاتهم على أساسه بدءا من 20 الجاري ولغاية 9 حزيران (يونيو) المقبل. وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس تأجيل الجلسة التشريعية العامّة بعد ان افتتحها ورفعها "حرصا على التوافق العام". وأعلن بري عن احياء لجنة التواصل النيابية التي سيرأسها هو شخصيا حيث بدأت اجتماعاتها منذ أمس وستستمر بشكل متواصل حتى يوم غد الجمعة، حيث ستكون جلسة تشريعية عامة مساء. وكان برّي فرض طرح بند واحد على جدول أعمال الجلسة التشريعية ردّا على صيغة "الثلاث ثمانيات" الحكومية التي قبل بها وليد جنبلاط والتي تحظى بمباركة رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلّف تمّام سلام. وأمس قال عضو "كتلة المستقبل" النيابية أحمد فتفت أن "القانون المختلط هو أفضل للمسيحيين من ناحية التمثيل، وهو أفضل من قانون "اللقاء الارثوذكسي" و نحن نقدم مخرجا وطنيا للجميع". مشيرا: "نحن تجاوبنا مع ما طلبته بكركي، فالمطران بولس مطر هو الذي شجعنا بكلامه عن أن قانون الستين هو قانون صدامي وان "الأرثوذكسي"أيضا صدامي، وبالتالي فإن في المشروع المختلط الروحية التي تتوخاها بكركي". من جهته، أعلن النائب عن "القوات اللبنانية" جورج عدوان في مؤتمر صحافي تحدث فيه باسم النواب المؤيدين للقانون الجديد شارحا معلنا "ان الصيغة التوافقية هي 46 في المئة نسبي مقابل 54 في المئة اكثري، 26 دائرة اكثرية و6 دوائر نسبية"، لافتا الى ان الاقتراح يؤمّن 54 نائبا ينتخبهم المسيحيون". ولفت عدوان بقوله: "نحن حريصون على المكوّن الشيعي حرصنا على المكوّن السني والدرزي في أيّ قانون، ولا نريد تحدّي أي طرف، وكنّا نطلع "التيار الوطني الحرّ" على التفاصيل كافّة". من جهته، شنّ العماد ميشال عون هجوما عنيفا على قوى 14 آذار عقب تأجيل برّي للجلسة التشريعيّة، وقال عون: "تمّ اليوم نقض ميثاق العيش المشترك، وللأسف أتى النقض بقبول بعض المسيحيين. قسم مهم من المؤيدين تركوا المشروع "الارثوذكسي" ونكثوا بالوعود المقطوعة وأسقطوا اهم قانون بالنسبة للمسيحيين". ولفت عون "كان لدينا أمل بالفريق الآخر، انه في لحظة تأمل يعرف ان الوطن لا يقوم الا على العدالة والمساواة". مشيرا: "همّهم كسب المقاعد واستمرار لغة الاستيلاء المستدام على السلطة". للتذكير بأن القانون الأرثوذكسي يقوم على انتخاب كل مواطن لنائب من طائفته، بحسب النظام النسبي.