تعيش مملكتنا الغالية في هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في واحة من الأمن والرخاء والاستقرار، وتأتي مقولته المشهورة - حفظه الله - (لا شيء يغلى على الصحة) خير دليل على أن مقامه السامي الكريم يولي صحة المواطن جل اهتمامه ورعايته ويضعها على رأس أولياته، وأنه يبذل الغالي والنفيس في سبيلها، حيث تحظى الخدمات الصحية في المملكة باهتمام بالغ ودعم سخي من الدولة - أعزها الله - لتوفير أسباب الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين في شتى بقاع مملكتنا الحبيبة، ما كان له بالغ الأثر في الارتقاء بمستوى أداء المرافق الصحية وأسهم ولله الحمد في تقديم خدمات صحية متميزة تتمشى مع آمال وطموحات القيادة الحكيمة وتلبي احتياجات المواطنين الصحية. ومن هذا المنطلق وحرصاً من وزارة الصحة على إرساء العمل المؤسسي المنهجي المبني على الخطط العلمية ووضع برامج متعددة ترسي مفهوم الرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، فقد تم في الآونة الأخيرة تدشين ووضع الحجر الأساس لعدد من المشاريع الصحية، كما تم تجهيز وافتتاح مشاريع أخرى في مختلف مناطق ومحافظات المملكة. وها نحن نحتفل اليوم بتدشين مستشفى حفر الباطن المركزي ومستشفى النساء والولادة بسعة 200 سرير لكل منهما حيث تم تجهيزهما بأحدث ما توصلت إليه التقنية وتوفير عدد من الأسرّة وأسرّة العناية المركزة وأسرّة الطوارئ بما يتناسب مع المعايير العالمية التي تتبناها وزارة الصحة، تحقيقاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وحرصاً على أمن وسلامة المريض وكسب رضاه. وأود هنا التأكيد أن هذين المستشفيين اللذين تم تدشينهما ما هما إلا حلقة ضمن منظومة متكاملة من الخدمات الصحية، وهناك مشاريع صحية جديدة سترى النور قريباً على مستوى المملكة عموماً والمنطقة الشرقية بصفة خاصة، حيث تعمل الوزارة وفق معايير وطنية لضمان تناسب عدد الأسرّة مع عدد المواطنين ومع النمو السكاني المتزايد. كما أن مسيرة العطاء لن تتوقف عند الإنجازات التي تحققت أو تلك المشروعات التي تم وضع الحجر الأساس لها، حيث تقوم وزارة الصحة حالياً بإنشاء العديد من المشاريع الصحية التي تغطي كافة مناطق ومحافظات المملكة، وفقاً للمشروع الوطني للرعاية الصحية المتكاملة والشاملة، الذي يراعي مبادئ العدالة والشمولية في توزيع الخدمات الصحية وسهولة الوصول إليها والحصول عليها. إضافة إلى برامج التدريب والابتعاث التي تعنى بتوطين وتطوير الكوادر الصحية وتطبيق برامج الجودة في كافة المرافق الصحية. وختاماً أسأل المولى العلي القدير أن يوفقنا جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجعل عملنا كله خالصاً لوجهه الكريم إنه سميع مجيب. * وزير الصحة