لا تكاد تمر بشارع رئيسي في منطقة جازان في هذه الأيام إلا وتشاهد " بسطات " باعة المانجو الجيزاني الذي ينتشر مع بداية الصيف في كل عام، ويستمر لفترة تصل إلى ثلاثة أشهر، ومنذ سنوات أصبح هذا المنتج المعروف عند العرب ب " فاكهة الملوك " من أشهر الفواكه الاستوائية التي تنتج في مزارع جازان وتصل لمناطق المملكة الرئيسة، وأهم ما يميزها جودتها، وتعدد أنواعها، فقد تقبلت التربة "الجيزانية" معظم انواع محاصيل المانجو التي كانت ترد للسوق السعودي من الهند وباكستان ومصر والسودان واليمن ، وحتى من أمريكا. وتنوع ثمرة "المانجو" فتح لسوق جازان فرصة تسويقها خارج المنطقة، رغم صعوبة ذلك مع الفواكه سريعة التلف، وسبقها في ذلك سمعة جودتها، ولذة طعمها، ومما زاد من مزارع المانجو في المنطقة، وكانت معدودة قبل سنوات قصيرة، وتواجه مشكلة تسويقها في ظل منافسة المنتج الخارجي في فترة الصيف بالذات، ومع التركيز على جانب الجودة، وجدت لها حضوراً في أسواق المملكة وتفوقت على منافسها الخارجي، وبالتالي يجعل منطقة جازان الأبرز بين مناطق المملكة في الفواكه الاستوائية. الكثير من مزارعي المانجو يؤكدون تحسن سوق منتجهم في العامين الماضيين، في ظل وجود منافذ متعددة للتسويق، ومع معرفة الكثير من التجارة بجودة ثمرة المانجو الجيزانية، وبالرغم أن الفائدة الاقتصادية من هذا المحصول ليست مجدية بشكل كبير في ظل عدد من المعوقات التي تواجه زراعة المانجو بدون أي نوع من الدعم من الجهات الحكومية، فشجرة المانجو تحتاج رعاية مضاعفة، وهي تحتاج خمس سنوات حتى تبدأ الانتاج وقطف الثمرة، ومتوسط إنتاج الشجرة الواحدة في الموسم لا يتجاوز 400 كيلو، ومتوسط الموسم 90 يوماً فقط، وهي فترة قصيرة، في ظل الرعاية التي تحتاجها الشجرة على مدار العام وأيضاً هناك تكلفة في توفير المياه لشجرة المانجو، وتوفير الحماية للمزرعة من السرقة، خاصة في ظل وجود عمالة مجهولة بكثرة في منطقة جازان تتعدى احياناً على المحصول. ورغم هذه المعوقات فعوامل النجاح السنوي لإنتاج المانجو متوفرة، ويسهم المهرجان السنوي الذي يقام في المنطقة كل عام بالتعريف بالمنتج، وبالتالي يصل في كل عام الى أسواق جديدة في مناطق المملكة ، ويحقق اغلب المزارعين أرباحاً معقولة من المنتج اذا ما تحقق التسويق الجيد، وكان هناك توازن بين العرض والطلب. وتتعد مسميات المانجو في جازان، وهناك من يشير الى المسمى بحسب البلد الأصلي للبذرة ، فهناك بذرة سودانية وهندية وأمريكية وغيرها ، وهناك أسماء من أشهرها " "تومي" وسن شين " و " جلن " ، وتتراوح الأسعار من 35 ريالاً للكرتون الى 90 ريالًا، ومتوسط الكمية في الكرتون 8 كيلوجرامات .