حذرت حكومة غزة أمس من أن تكرار اقتحام عصابات المستوطنين اليهود لباحات المسجد الأقصى "ينذر بحرب دينية " مع إسرائيل "لا يسلم منها أحد". وحمّل وزير الأوقاف والشؤون الدينية إسماعيل رضوان الحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن تداعيات هذه الاعتداءات على المنطقة برمتها، متهما إياها بمنح ضوء أخضر "لزيادة اعتداءات المستوطنين تحت حراب جنود الاحتلال وحمايتهم لهم". وأشار إلى قرار الحكومة الإسرائيلية تخصيص ستة ملايين دولار لتعزيز الاستيطان في مدينة القدس وإقرارها هدم مصلى للنساء في حي رأس العامود وانشاء قطار هوائي يمكن أكثر من 6 آلاف مستوطن من الوصول لمنطقة البراق. وطالب رضوان قادة الأمة العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية ب"التحرك والقيام بدورهم وواجباتهم تجاه حماية المسجد الأقصى من محاولات التهويد والتدنيس الكاملة المتزامنة مع ذكرى احتلاله ". وكان مئات المستوطنين دنّسوا المسجد الأقصى على مدار الأسبوع الماضي تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلية للاحتفاء بالذكرى رقم 46 لإعلان إسرائيل (توحيد القدس) بعد احتلالها الجزء الشرقي من المدينة عام 1967 ما أسفر عن مواجهات واسعة مع الفلسطينيين. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أكد أول من أمس انه "لا يمكن السكوت على الهجمات التي يتعرض لها المسجد الأقصى وأبناء شعبنا في الضفة الغربية من قبل الإسرائيليين، خاصة من قبل المستوطنين، والتي تزداد شراسة هذه الأيام". وقال في مستهل اجتماع للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بمقر الرئاسة في رام الله ان "مثل هذا العمل لا يمكن السكوت عليه ولا يمكن أن نقبل أن يستمر، وإذا كانت إسرائيل تحلم بأنها بمثل هذه الهجمات اليومية التي تهاجم فيها المسجد الأقصى المبارك يمكن أن تضع مواقع فعلية على الأرض فهي واهمة". وقال عباس: "القدسالشرقية عاصمة لنا، والأقصى هو لنا، وكنيسة القيامة لنا، ولن نسمح لهم بكل هذه العربدات التي يقومون بها". وأضاف: "نهيب بالدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي عامة أن يتحركوا لوقف هذه المآسي التي تقترف باسم الاحتلال الإسرائيلي".