الخط الحديدي يختلف في طبيعة إنشائه عن بقية الطرق البرية من حيث لزوم استواء الأرضية التي يمد عليها بقدر كبير لضمان سلامة واتزان القطارات أثناء عبورها فوقه حيث يعتبر ذلك أحد أهم المواصفات والمعايير الدولية المعتمدة لتشغيل الخطوط الحديدية. لهذا الغرض قامت الشركة في مشروع قطار الشمال بإزاحة كميات هائلة من الرمال وصل ارتفاع بعضها إلى 60 متراً وتم ردم مناطق أخرى شاسعة بسبب الانخفاض. ويعد هذا الموضوع أحد المعالم التي ميزت هذا المشروع وشكلت بطريقة أو بأخرى أسلوب تنفيذه والتعامل معه. كما شمل المشروع بناء عدد كبير من الجسور عند التقاطعات مع الطرق العامة ومعابر للجمال وكذلك عبارات للمياه وعدد من الجسور فوق الأودية إضافة إلى بعض التقنيات الإنشائية الخاصة أثنا التقاطع مع أنابيب المياه التابعة للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة وأنابيب البترول التابعة لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية. وقد بلغ إجمالي الأعمال الأرضية التي تم تنفيذها في هذا المشروع حتى الآن أكثر من 509 ملايين متر. وباعتبار هذا الكم الهائل من الأعمال والمدة المستهدفة لإنجازه كان لزاماً على الشركة مضاعفة الجهود مع مقاوليها حيث تضاعفت ساعات العمل في عدد كبير من المواقع وتواجد عدد ضخم من المعدات والآليات. مما يستحق الذكر أن المشروع شهد أحد أكبر تجمع لآليات شركة كاتر بيلر العالمية في موقع واحد الأمر الذي دعا عدداً من مسؤولي الشركة في اوروبا وأمريكا لزيارة موقع العمل والاطلاع على المشروع الذي جندت له الآليات. تلا هذه الأعمال الإنشائية الضخمة مد الخط الحديدي لقطار الشمال التي استكملت الشركة فيها ما يجاوز عن 80% حيث لم يتبق سوى جزئيتين. الأولى بطول يبلغ حوالي 150 كم متمتد من مفرق خط المعادن بين القصيم وحائل بالخط الممتد داخل منطقة القصيم باتجاه الرياض. والأخرى بطول حوالي 50 كم على مشارف مدينة الرياض باتجاه المحطة التي يتم إنشاؤها فيها.