بالرغم من تعثر عمليات إنتاج عدة مصانع بتروكيماوية بالجبيل الصناعية لأكثر من شهر في الربع الأول من العام الجاري 2013 بسبب أعمال صيانة مجدولة وغير مجدولة تمثلت في مشاكل تقنية وأعطال طارئة وما صاحبها من تراجع في حجم الطاقات الإنتاجية والمبيعات، إلا أن ارتفاع أسعار عدة منتجات بتروكيماوية خلال الفترة ذاتها ساهم في دعم موقف الشركات المتضررة وانتشالها من مغبة الخسائر الوشيكة إلى جني الأرباح التي نالت استحسان المحللين الذين ذهبوا في تحليلاتهم قبل إعلان نتائج الفترة إلى خسائر مؤكدة. ويأتي في مقدمة المصانع البتروكيماوية التي لم يؤثر توقف إنتاج مصانعها لأكثر من شهر بسبب صيانة مجدولة أو اعطال مشاريع شركة شيفرون المتحالفة مع المجموعة السعودية للاستثمار الصناعي حيث على الرغم من تعثر إنتاج الستايرين بطاقة 2000 طن يومياً في مشروع شركة الجبيل شيفرون فيليبس في النصف الثاني من شهر يناير نظراً لبزوغ مشكلة فنية طارئة في وحدة الستايرين اضطرت الشركة على اثرها لوقف تشغيل الوحدة بشكل كامل، وتوقع الشركة بظهور أثر مالي لتلك المشكلة في نتائج الربع الأول للمجموعة، إلا أن النتائج أتت على غير التوقعات حيث حصدت صافي ربح بمبلغ 60 مليون ريال، مقابل صافي ربح قدره 21 مليون ريال للربع السابق، وبارتفاع نسبته 186 %. وإضافة إلى الدعم الناتج من ارتفاع أسعار المنتجات البتروكيماوية في تحسين النتائج المالية للمجموعة السعودية للربع الأول مقارنة بالربع السابق رغم توقف إنتاج شركتين تابعتين للمجموعة في مشروعي شركة شيفرون فيليبس السعودية، وشركة الجبيل شيفرون فيليبس، وجدت المجموعة السعودية دعماً آخر من خلال انخفاض حصة الشركة في الخسائر المتحققة في الشركة الوطنية للبتروكيماويات (بتروكيم) من مبلغ (203) ملايين ريال في الربع الرابع من العام الماضي، إلى (670) ألف ريال في الربع الأول من العام الحالي، الأمر الذي حول النتائج من خسائر محققة إلى أرباح، وان كانت لا تقارن بصافي أرباح الربع المماثل من العام الماضي التي بلغت 201 مليون ريال. وتوقف مشروع هام مثل الستايرين، بسبب الخلل الفني، الذي يشكل أهم عوائد الشركة نظراً لثبات ارتفاع أسعاره على المستوى العالمي مع قلة إمداداته سواء في السعودية أو خارجها كان من المؤكد أن يلقي بظلاله المعتم على أرباح الشركة في الوقت الذي تزامن مع توقف لكافة مشاريع شركة الجبيل شيفرون فيليبس لصيانة مجدولة لفترة 33 يوماً ابتداء من تاريخ 18/2/2013م، وطاقاتها 900 مليون طن وتشمل الستايرين بطاقة 750 ألف طن سنوياً، والبروبلين بطاقة 150 ألف طن سنوياً، في وقت يعتمد المشروع على الصادرات الخارجية الموزعة نسبتها لأسواق أسيا بنسبة 85% ولأسواق أوروبا بنسبة 13% مع تسويق نسبة ضئيلة داخل السعودية بنسبة 2%. كما أن النتائج أتت إيجابية للمجموعة رغم أيضاً توقف مشروعها الآخر شركة شيفرون فيليبس السعودية لفترة 32 يوما، بدءاً من تاريخ 31/1/2013م وطاقاتها تبلغ 1.9 مليون طن تشمل وقود المحركات الجازولين بطاقة 780 ألف طن سنوياً، بنزين بطاقة 835 طن سنوياً، وسيكلوهكسين بطاقة 290 ألف طن سنويا. وقد تقلص أثر التوقف على الأداء المالي نتيجة وجود مخزونات كافية دعمت موقع الشركة في التزاماتها وتعهداتها لعملائها دون وجود شح في الإمدادات.