توجه الباكستانيون بأعداد كبيرة أمس إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تمثل أول انتقال على الاطلاق بين حكومتين مدنيتين، إلا أن يوم الانتخابات شابته أعمال عنف قتل خلالها 11 شخصا على الأقل وأصيب نحو 44 آخرين. وقال مسؤول بالشرطة، يدعى شابير حسين، إن قنبلة زرعت في عربة "ريكشو" (توك توك) واستهدفت مقرا لحزب رابطة "عوامي" الوطني العلماني في مدينة كراتشي الساحلية. وذكر سيمي جمالي مدير مستشفى "جنة" بالمدينة "قتل 11 شخصا من بينهم طفل وأصيب 36 آخرون". وفي بيشاور شمال غرب البلاد انفجرت قنبلة زرعت على دراجة بخارية قرب مركز اقتراع في منطقة خزانة، طبقا للشرطة. وقال إقبال أفريدي مدير مستشفى "ليدي ريدينج" إن ثمانية أشخاص مصابين نقلوا إلى المستشفى. وذكر وزير الإعلام عريف نظامي:"لسوء الحظ كان ذلك متوقعا" مدينا العنف. وقتل أكثر من 120 شخصا في الشهر الماضي وحده في إطلاق نار وتفجيرات بينما خطف نجل رئيس الوزراء السابق سيد يوسف رضا جيلاني والمرشح عن حزب "الشعب الباكستاني". وكان حزب الشعب الباكستاني وحليفاه السابقان "حزب عوامي الوطني" وحزب "الحركة القومية المتحدة" الهدف الرئيسي للمتمردين قبل الانتخابات. وبينما لم يعلن أحد المسؤولية عن هجمات الأمس حذرت حركة "طالبان" الباكستانية من وقوع أعمال عنف. وذكر المتمردون أنهم وراء معظم الهجمات التي وقعت في وقت سابق مؤكدين أن الديمقراطية مناهضة للإسلام. وتم نشر أكثر من 600 ألف عنصر من قوات الشرطة والجيش لتعزيز الإجراءات الأمنية من أجل الانتخابات البرلمانية. ويحق لأكثر من 86 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في تلك الانتخابات. وتشهد الانتخابات التنافس على 272 مقعدا في الجمعية الوطنية و577 مقعدا في أربعة مجالس تشريعية إقليمية، ولكن تم إلغاء الانتخابات في اثنتين على الأقل من الدوائر على الصعيد الوطني وثلاث دوائر إقليمية لأسباب أمنية. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية -جناح نواز،يليه حزب تحريك وإنصاف باكستان بزعامة أسطورة الكريكيت الذي تحول للسياسة عمران خان.