أعلن الإسكتلندي ألكساندر تشابمان فيرغسون اعتزاله مهنة التدريب رسمياً نهاية الموسم الجاري مع فريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي الذي قضى معه 27 عاماً محققاً خلالها 13 لقباً في بطولة الدوري الإنكليزي وخمسة ألقاب في كأس الاتحاد الإنكليزي إلى جانب أربعة كؤوس لرابطة الأندية المحترفة ولقبي دوري أبطال أوروبا، بالإضافة لكأس العالم للأندية مرة واحدة. وأعلن يونايتد أن فيرغسون سيعتزل نهاية الموسم الجاري، وقال فيرغسون لموقع مانشستر يونايتد على الإنترنت: "قرار الاعتزال جاء بعد تفكير عميق، فهو ليس من القرارات التي يمكن أن يتخذها الإنسان بسهولة، أعتقد أنه الوقت المناسب". فيرغسون المولود في 31 ديسمبر من عام 1941 بمدينة غلاسكو الإسكتلندية بدأ مشواره التدريبي في مسقط رأسه ودرّب إيست ستريلنغشاير وهم لم يتجاوز 32 سنة ولم يستمر طويلاً مع الفريق؛ فقد عرض عليه سانت ميرين عقداً لتدريبه، ووافق فيرغسون وحقق بعض النجاحات هناك، إلا أن قوة شخصيته وعناده وعصبيته أبعدته عن الإدارة الفنية، ولم يمض الكثير من الوقت حتى درب فيرغسون أبردين عام 78م ومكث وقتاً طويلاً محققاً إنجازاً عظيماً "كأس الكؤوس الأوروبية"، وفي منتصف الثمانينات قدم فيرغسون لإنكلترا لتدريب يونايتد وهنالك شهدت كرة القدم ميلاداً جديداً. لم تراود فكرة الاعتزال الرجل العجوز إلا في عام 2002 حين بدأ يشعر بالتعب والإرهاق وتحدث مع مسؤولي النادي بأن وقت التقاعد قد حان، وشعر اللاعبون بالقرار ما جعلهم يرفضون الفكرة ويصرّون على بقاء المدرب بينما قامت الجماهير برفع اللافتات المعارضة لرحيل مدربها الكبير، وقامت الإدارة بدورها إذ تعاقدت مع أغلى مدافع ريو فيرديناند ب30 مليون جنيه استرليني وهو ما جعل المدرب يعدل عن قراره ويستمرّ. بعدها بأربع سنوات في 2006 قلّدت ملكة بريطانيا اليزابيث المدرب فيرغسون بلقب سير عرفاناً بما قدّمه للكرة الإنكليزية. وفي نوفمبر من العام 2012 توقع المراقبون رحيل المدرب الذي يعد من أفضل مدربي كرة القدم بعد أن كشف النادي عن تمثال فيرغسون أمام اولد ترافورد على الرغم من أن المدرب نفسه أكد أنه سيستمر لموسم ثان على أقل تقدير. وقبل أيام قلائل نشرت الصحافة الإنكليزية وعلى رأسها صحيفتي الديلي ميرور والتايمز بعض التلميحات لإمكانية اعتزال فيرغسون على الرغم أن يونايتد تعادل أمام أرسنال في لندن، وتعرض لهزيمة من تشيلسي في عقر داره ورغم ذلك لم تلح في الأفق بوادر رحيل المدرب العجوز ففي كل المؤتمرات الصحفية أكد فيرغسون مجدداً استمراره موسماً ثانياً مع الشياطين الحمر. إلا أن الخبر الرسمي للنادي برحيل المدرب جعل قلوب محبي النادي وكرة القدم في أنحاء العالم تصاب بصدمة. وقاد المدرب فيرغسون فريقه إلى تحقيق لقب الدوري الإنكليزي هذا الموسم إذ فاز به قبل نهاية الدوري بجولتين برصيد 85 نقطة تاركاً خلفه الجار اللدود مان سيتي، وسيتوّج الفريق باللقب رقم (20) يوم الأحد المقبل أمام سوانزي سيتي على اولد ترفورد بينما ستكون الجولة الأخيرة أمام ووست بروميتش ألبيون هي المباراة رقم 1500 في حقيبة فيرغسون. خبر اعتزال فيرغسون انتشر كالنار كالهشيم، إذ كتب العديد ممن ينتسبون إلى رياضة كرة القدم الكثير من التغريدات في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وقال حارس اليونايتد السابق بيتر شمايكل: "اعتزال السير مخيّب للآمال، مصدوم، حزين، لم أتوقع أن ذلك اليوم سيكون اليوم". وكتب هداف اليونايتد السابق رود فان نيستلروي: "من عام 2001 وحتى 2006 لعبت 219 مباراة سجلت خلالها 150 هدفا، أنا فخور باللعب مع مدرب عظيم". ونشر أفضل لاعب في العالم عام 2008 البرتغالي كريستيانو رونالدو صورةً له مع فيرجسون وكتب عليها: "شكراً على كل شيء Boss". فيما وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأن انجازات فيرغسون استثنائية وتمنى أن يسهل اعتزاله الحياة على فريقه المفضل "استون فيلا". حتى رئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني بدا مذهولاً بقوله: "السير أليكس ساهم بشكل كبير في عالم كرة القدم، ليس فقط في اسكتلندا وإنكلترا بل في أوروبا وخارجها". السير اليكس فيرغسون ويفتخر لاعب اليونايتد سابقاً وفيورنتينا الإيطالي حالياً جيوسبي روسي أن تدريب فيرجسون له أمر يدعو للفخر، بينما قال قائد سيتي فينسينت كومباني: "السير أحد أفضل المدربين في التاريخ، بعد 26 عاماً من النجاح نحن جميعاً مدينون له". وقال الهداف الكولمبي رادميل فالكاو: "قف، ضع يدك بجانب بعض وامنح فيرغسون أكبر تحية، مبروك على المشوار الرائع". وأبدى المدرب روي هدسون حزنه وألمه الكبيرين على اعتزال فيرغسون ووصفه باليوم الحزين على الكرة في إنكلترا. واختتم المدير التنفيذي في اليونايتد ديفيد جيل الحديث حول اعتزال المدرب إذ قال: "لقد استمتعت بالعمل بقرب أليكس ل16 سنة لا تنسى، موسم الثلاثية والثنائية والكؤوس التي لا تحصى وتعاقدات اللاعبين، كنا نعلم أن هذا اليوم قادم وعملنا على أن تكون جودة اللاعبين في الفريق وهيكلة النادي بدرجة ممتازة". وبعد تأكد الجميع بعدم رؤية صاحب ال76 عاماً الموسم المقبل على مقعده الأثير ماضغاً علكته الشهيرة، بدأ الجميع رحلة البحث عن اسم المدرب الجديد، وتحدث الصحفي اللندني مارك كلينمان قائلاً: "مصادري في مانشستر يونايتد تقول بأن النادي في اتصالات منذ فترة مع خليفة السير؛ أستبعد تواجد ديفيد مويس أو خوزيه مورينهو؛ من المؤكد أن الإعلان عن خليفة سير في الأيام المقبلة ولكن يجب عليه أن يستقيل من منصبه أولاً". وطرحت الصحافة الأوروبية عديد من الأسماء الكبيرة في عالم التدريب وعلى رأسها مدرب ريال مدريد البرتغالي خوزيه مورينهو ومدرب إيفرتون ديفيد مويس إلى جانب مدرب بايرن ميونيخ يوب هاينكس وبروسيا دورتموند يورغن كلوب إلى جانب لاعب اليونايتد سابقاً النرويجي سولسيكاير. ونشرت صحيفة التايمز على موقعها الالكتروني أن الإعلان الرسمي عن خليفة فيرغسون سيكون خلال اليومين المقبلين مؤكدة أن المدرب القادم سيكون بين المدربين الإنكليزي ديفيد مويس والبرتغالي كارلوس كيروش مساعد فيرغسون السابق الذي قال: "لا أتذكر يوماً أن شخصاً آخر كان يصل إلى التدريبات قبل السير، وكان هو آخر من يغادر". وقالت إذاعة الBBC أن لاعبي مانشستر يعلمون من سيدربهم الموسم المقبل إذ تم إخبارهم بذلك في التدريبات الصباحية، فيما شددت إدارة مانشستر أن فيرغسون سيكون مديراً وسفيراً للنادي في آن واحد.