يحتفل السير أليكس فيرغسون بمرور 25 عاماً على تسلمه تدريب فريق مانشستر يونايتد الإنكليزي في السادس من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، وهو بطريقة أو بأخرى سيكون على الطريق الذي سار عليه قبله كل من فريد أفيريس وغي رو وويلي مالي وبيل ستروث الذين دربوا فرقهم لسنوات طويلة جداً. خلال 25 عاماً مرت على فيرغسون أسماء كبيرة من إنكلترا وخارجها لعل واحداً منهم هو قلب الدفاع العملاق غاري باليستر الذي دافع عن ألوان «الشياطين الحمر» خلال الفترة من 1989 إلى 1998. يقول باليستر: «لا أحد يتوقع أن يجلس مدرب على كرسي المدير الفني 25 عاماً، خصوصاً في ناد مثل مانشستر يونايتد، لكن هذا الرجل أظهر منذ بدايته في عالم التدريب أنه مختلف عن أي شخص آخر، فهو قلب مقاييس كرة القدم في اسكتلندا حين كسر ابردين هيمنة رينجرز وسلتيك عندها قام مانشستر يونايتد باستقدامه الى انكلترا لتسلم مهمة تدريبه». باليستر كان شاهداً على الكيفية التي عمل بها فيرغسون لايقاظ المارد النائم ليتحول الى انجح فريق في انكلترا. فيرغسون قاد ابردين للفوز بكأس الكؤوس الاوروبية على حساب ريال مدريد الاسباني وكسب لقب الدوري الاسكتلندي في 3 مناسبات، اذ كشف عن قدرات تدريبية وفلسفة عالية. حين وصل الى مانشستر يونايتد بعد اقالة رون اتكنسون عيّن فريق عمل قادراً على مواكبة العصر، ولم تكن تلك الخطوة صدمة في ثقافة النادي. لكن هناك قصة لا بد من التوقف عندها، إذ يؤكد الكثير من المقربين من النادي الإنكليزي العريق، أن رئيس النادي في ذلك الوقت مارتن ادواردز كان سيقيل فيرغسون لو خسر امام نوتنغهام فوريست في الدور الثالث لكأس انكلترا عام 1990 لكن النادي دائماً كان ينفي هذا الموضوع. لباليستر رأي في تلك القضية ويقول: «الكل كان يقول لو اننا خسرنا تلك المباراة لفقد فيرغسون عمله، لكننا كنا نعلم ماذا يفعل في النادي، اذ انكب فيرغسون على تأمين ارضية صلبة ولاعبين يعتمد عليهم في المستقبل، أي بمعنى اخر يبني فريقاً، فهو اهتم بالكشافين وفرق الشباب والتخلص من اللاعبين المنتهي الصلاحية». ويضيف: «الاخلاق هي اهم ما يميز المدرب عامة وفيرغسون كان قدوة بكل ما للكلمة من معنى، واذكر انه كان يأتي الى التدريب اول شخص ويكون اخر من يخرج، عمل مع فرق الشباب وصولاً الى الفريق الاول حتى عمال التنظيف وغيرهم كان يهتم بأمرهم، والان اعرف لماذا عرف فيرغسون النجاح الكبير». المدير الفني عزز النادي بلاعبي الفريق القدامى فمنحهم وظائف مثل براين ماكلير واولي غونار سولسكيار ومايك فيلان. لعب بوبي تشارلتون الذي عين في ادارة النادي عام 1984 بعد خروج مات بازبي دوراً مهماً في تعيين فيرغسون على رأس الجهاز الفني لمانشستر يونايتد، وحي سأله مارتن ادواردز: «انت الذي تدربت تحت قيادة مات بازبي والف رامسي كيف تقوم فيرغسون؟» أجاب تشارلتون: «أشاهد الكثير من الشبه بين عمل فيرغسون وعمل بازبي ورامسي». الصبر كان مفتاح الفرج بالنسبة الى ادارة «الشياطين الحمر» التي قامت بعملية تدعيم صفوف كبيرة عام 1989 حين انضم الى الفرق غاري باليستر وبول اينس وداني والاس ونيل ويب ومايك فيلان. ويواصل باليستر بقوله: «اذا علمت ما دفعه مانشستر يونايتد في ذلك العام تعتقد انها لاشيء الان لكن في ذلك الوقت كانت كأس انكلترا انهت سنوات الجفاف ورد بعض الجميل لرئيس النادي». اول لقب في الدوري تحت قيادة فيرغسون كان في موسم 1992-1993 مؤكداً قدرات الرجل خصوصاً مع قدوم الفرنسي اريك كانتونا من ليدز يونايتد عام 1992 اذ قاد الاخير الفريق مثل قائد الأوركسترا. لفيرغسون وقفات مهمة فبعد ان تحول كانتونا الى بطل في يونايتد حصلت معه حادثة كريستال بالاس فقرر انهاء مسيرته في الملاعب، ويقول باليستر: «فيرغسون سافر الى فرنسا وتحدث الى كانتونا فغير الاخير رأيه وعاد، أعتقد ان لولا رحلة فيرغسون لما عاد كانتونا، لا اعتقد ان المدرب قام بذلك مع كل اللاعبين لكن كانتونا كان مميزاً وهو احتضنه وتمكن كانتونا من اجتياز المحنة». ويعترف باليستر بقوله: «فيرغسون لم يتخل عن القدرات التدريبية القديمة ابداً لكنه كان يتماشى مع كل وقت فهو اول من اجبر اللاعبين على نظام التخسيس، وتعاقد مع معدين بدنيين ذات اختصاص وهؤلاء ساعدوا في الوصول للأفضل فقد كان يتخذ خطوات مفاجئة كانت برأيه لمصلحة الفريق واوصلتنا الى القمة مراراً وتكراراً». وعلى رغم اقتراب فيرغسون من عامه السبعين لكنه لم يظهر أي ليونة او تراجع والدليل التعاقدات التي قام بها قبل انطلاق الدوري هذا الموسم «انه يبني فريقاً مميزاً آخر وهو يستمتع بالتحدي الجديد من مانشستر سيتي على رغم السقوط المدوي (1-6) امامهم». ينهي باليستر الشاهد على عصر فيرغسون بالقول: «طالما هو بحالة صحية فهو يملك الرغبة في العمل والوصول الى منصات التتويج، واعتقد انه سيبقى على رأس عمله طويلاً فشرارة الرغبة لديه لا تزال مشتعلة».