كلما مررت بمطار جدة يُولد في ذهني علامات استفهام وتعجب على وضع هذا المطار الذي لا يليق بما وصلت إليه المملكة من تطور في كافة المجالات. اليوم أجد من يشاركني هذا الهم فأقرأ للاستاذ عابد خزندار في «الرياض» مقالة عن هذا المطار بعنوان «تطوير أم إضافة» نُشر يوم الاثنين 5 جمادى الآخرة 1426ه. مشكلة هذا المطار أن مشكلته معروفة منذ سنوات ولكن التطوير المنتظر لم يتحقق حتى الآن لا في صالاته، ولا خدماته، ولا حتى في السلوك الإداري للعاملين فيه. في هذا المطار الحيوي يتواجد المسافرون في صالات ضيقة، تفتقد إلى الخدمات الجيدة، وتسير حركة المسافرين ببطء نتيجة استخدام الحافلات. الأستاذ عابد خزندار أشار في مقالته المشار إليها آنفاً إلى نقطة مهمة في هذا الموضوع وهي أن المشروع المطروح الآن هو مشروع لتطوير مرافق المطار الحالية مما يعني عدم وجود خطة لإنشاء مطار جديد. السؤال الآن: هل هناك حاجة إلى مطار جديد؟ يجيب الأستاذ خزندار على ذلك بأن المرافق الموجودة قد استنفدت صلاحيتها، ولا يمكن تطويرها أو حتى الإضافة إليها، وينبغي علينا - حسب رأي الأستاذ خزندار - إذا أردنا أن نشيّد مطاراً جديداً أن نحيله إلى التقاعد أو نهدمه فهو لم يعد يصلح لأي شيء حتى كمستودعات ونبني مطاراً حديثاً وفقاً للمعايير الحديثة. تبدأ معاناة المسافرين مع هذا المطار مع مواقف السيارات غير الكافية، ثم تكتمل بالزحام داخل الصالات يؤثر على تقديم الخدمات، وينعكس سلبياً على نفسية الموظف والمسافر. الوضع في مطار جدة لا يحتاج إلى تطوير ولا إضافة وإنما إلى إنشاء مطار جديد للحاضر والمستقبل. هل مطار جدة بحاجة إلى تطوير أم إضافة؟ وما الفرق بين الاثنين؟ أريد أن أجيب على هذا السؤال بفكرة قد تكون بدهية أو ساذجة وهي أن نتجول في مطارات العالم الدولية وهي كثيرة ومتميزة في مواقع مختلفة من العالم. دعونا نختر أحد المطارات التي تتميز بحركة المسافرين المكثفة، ولكنها رغم هذه الكثافة تستطيع استيعاب هذه الحركة، وتقدم خدماتها للمسافرين بطريقة عملية مريحة للمسافر والموظف. مثل هذا المطار موجود، ومهيأ بكل المستلزمات التي ترضي المسافر، مثل مواقف السيارات، والحافلات المنظمة التي تسير وفق جدول محدد وتنقل المسافرين بين صالات المطار، ومواقف سيارات الفنادق، وسيارات الأجرة. يضاف إلى ذلك الصالات الفسيحة والمطاعم، والأسواق، وعربات لنقل المسافرين ذوي الاحتياجات الخاصة. نريد أن نقف على تصميم هذا المطار وكيفية إدارته، وتنظيم خدماته، ثم ننقل التجربة كما هي كوضع جديد وبديل للتطوير والإضافة .. إن المطار هو إحدى الواجهات التي تعبر عن البلد، فكل محتوياته صغيرة أم كبيرة، وكل خدمة مهما كان نوعها، وكل جهاز، وأي نوع من السلوك، هو عنوان ومدخل للبلد. وهذا مبرر قوي لتوفير الدعم المالي للمطارات من حيث إنشائها وخدماتها، وصيانتها، ونظافتها، وكيفية إدارتها. إن مطار جدة لا يضاهيه مطار آخر في العالم من حيث الأهمية ولكن العناية به تحتاج إلى أن ترقى إلى مستوى هذه الأهمية. [email protected]