كشفت الهيئة العامة للطيران المدني أن العمل على مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بدأ من الأحد الماضي بعد توقيع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس الإدارة العامة لهيئة الطيران المدني الأمير سلطان بن عبدالعزيز على عقدي المرحلة الأولى من مشروع تطوير المطار الذي سيرفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنويا. وأوضح المتحدث الرسمي للهيئة العامة للطيران المدني خالد الخيبري ل«شمس» أن المشروع يتكون من مرحلة واحدة وسيتم الانتهاء منه خلال ال 36 شهرا المقبلة، وأشار إلى أن جميع المشاريع التطويرية السابقة بمطار الملك عبدالعزيز قد أنجزت وكان آخرها توسيع مواقف السيارات الذي نفذته شركة بن لادن التي تولت المشروع الجديد لعملية التطوير بمبلغ وقدره 27.111 مليار ريال. وأضاف أن عملية التطوير ستتم في الموقع الحالي للمطار، على أن يتم التوسع راسيا وعموديا لاسيتعاب المشاريع الحديدة: «التطوير يشمل قبو صالات الركاب، نفق قطار المسافرين الآلي، نفق نظام مناولة الأمتعة ومحطة صيانة القطار، أعمال الخرسانة لمبنى صالات الركاب، الهيكل المعدني لمبنى صالات الركاب، تشطيبات مبنى صالات الركاب والمصاعد والسلالم والمفروشات، نظام قطار الركاب الآلي ومحطة الصيانة، جسور الركاب لدخول الطائرات، برج المراقبة الجوية وبرج الدعم الغربي للمراقبة مع نقل وتركيب أنظمة الراديو، المباني المساندة «مركز المعلومات ومركز الإطفاء ومركز إدارة الكوارث»، شبكات تقنية المعلومات والاتصال وشبكات البنى التحتية، نظام سيور الأمتعة مراكز توفير خدمة التكيف والتبريد للمطار ومدينة المطار الشبكة الرئيسية لتمديدات خطوط مرافق خدمات المطار، ممرات وساحات الطائرات، شبكة الطرق ومواقف السيارات الأرضية وأعمال التشجير، مواقف السيارات المتعددة الطوابق ومركز نقل الركاب المباني المساندة «مسجد، محطة صيانة المعدات الأرضية وهناجر صيانة طائرات الطيران الخاص»، خزانات الوقود والمشتل الزراعي». التطوير هو الحل من جانب آخر، استحسن نائب رئيس مجلس الغرفة التجارية بجدة المهندس مازن بترجي، فكرة تطوير مطار جدة كونه يعاني حاليا أزمة حقيقية، وقال: «هذا أقل ما يمكن تقديمه لأهالي جدة، والقادمين إليها من الخارج»، وأكد بترجي أن مطار جدة يعاني قلة الإمكانات وكثرة المسافرين، فبناء مطار جديد بمواصفات عالية وطاقة استيعابية تصل إلى 30 مليون مسافر سنويا أمر يوحي بالتفاؤل، وينبئ عن بناء مطار يفي يجميع حاجات المسافرين». وشدد بترجي على ضرورة الاهتمام بالمطار الحالي وتطوير مرافقه وتحسين خدماته إلى حين الانتهاء من عملية التطوير الشامل، وأضاف: «الهيئة المدنية للطيران بدأت في تحسين هذه الخدمات، كما تم بناء قاعة جديدة، إضافة إلى تطوير القاعة الشمالية، لو استمروا في التطوير الحالي فإنهم سيحلون جزءا كبيرا من هذه الإشكالات، وبالتالي ستحل جميع الإشكالات بعد الانتهاء من التطوير الجديد للمطار». مطار ذكي وأشار المهندس وليد باحمدان إلى أن هذا المطار «الذكي»، كما يسميه، هو المشروع الأضخم الذي ينتظره سكان مدينة جدة منذ زمن بعيد: استبشرنا خيرا عندما سمعنا تصريح ولي العهد وتوقيعه عقدي المرحلة الأولى من مشروع المطار». وأضاف: «المطار سيكون حيويا وسيحرك الكثير من اقتصاديات مدينة جدة من ناحية، ومن ناحية أخرى سيسهم في زيادة كفاءة الأعمال، وكما هو معروف عن مدينة جدة أنها بوابة الحرمين الشريفين، فهي أيضا مركز تجاري مهم منذ القدم». وأكد باحمدان أن فكرة تطوير المطار جاءت في فترة مهمة وهي فترة الحيوية الاقتصادية، وقال: «سيساهم هذا المطار بطريقة مباشرة في زيادة العجلة الاقتصادية، إضافة إلى خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين، كما أنه سيخدم السياحة الداخلية وسيفعل دور التجارة، إضافة إلى خدمة المسافرين الذي يعانون أحيانا ضعف الإمكانات في المطار»، مضيفا: «إن المطار الذكي سيقدم خدمة جديدة للمسافرين وسيكون بيئة صديقة لهم». واعتبر باحمدان أن مطار جدة بشكله الحالي لا يعتبر صديقا للمسافر إنما منفرا له، كونه يعاني قلة الإمكانات وضعف الخدمات التي يحتاج إليها المسافر، وقال: «مطار جدة «الذكي» سيوفر عدة خدمات للمسافرين تتناسب وحاجاتهم، كونه يقدم لهم خدمة «الواير لس»، فإذا تأخرت الرحلة، لا قدر الله، فإن المسافر سيجد كل ما يحتاج إليه من إنهاء أعماله مثلا». وحول طرق الاستثمار في المطار الجديد، أوضح باحمدان أن أصحاب المشاريع سيلتفتون إلى هذا المطار كونه سيخلق بيئة عمل اقتصادية داخله تجعلهم يتوجهون له والاستثمار فيه، ويقول: «إذا نظر المستثمرون في المطار سيجدون أنه يلبي حاجاتهم بشكل رائع، كما أن المطار سيتحول إلى «مول تجاري» إضافة إلى كونه المطار، وهذا بالطبع سيفتح أمام المسافرين فرصة شراء حوائجهم ونواقصهم التي يريدون شراءها». مشيرا إلى أن العديد من الخدمات التي يحتاج إليها المسافرون وتناسب أذواقهم سيجدونها متوافرة، كما أنه سيخلق فرص عمل كثيرة جدا للعاطلين. التذاكر.. هم وبين المواطن عبدالعزيز الزهراني أن التوسعة مهمة جدا في هذا التوقيت، وجدة تحتاج إلى مطار نموذجي كونها جاذبة للملايين سنويا وبوابة رئيسية للحرمين الشريفين، وأضاف: «التطوير مهم جدا وسيخدمنا، كما نأمل حل بعض المشكلات التي نعانيها والمتعلقة بارتفاع أسعار التذاكر ومشكلة الحجوزات سواء في الرحلات الداخلية أو الخارجية». واعتبر الشمراني أن تطوير مطار جدة بشرى خير لكل ساكنيها ومواطني المملكة وقاصديها: «وضع المطار الحالي غير مشجع إطلاقا على السفر، ما نأمله هو عملية التغيير الشامل والاهتمام بالمسافرين والعمل على راحتهم، نتمنى أن تصبح الشركات هي التي تبحث عن المسافرين لا العكس». وعبر بندر البلادي عن سروره لحظة علمه بخبر تطوير المطار لأن له إخوة يدرسون خارج المملكة ويعانون الحجوزات ومواعيد الطيران، ويذكر أنه حصلت وفاة لقريب لهم تطلب الأمر حضور أشقائه الذين يدرسون بالخارج وحاولنا إيجاد حجز لهم لكن دون فائدة، أما الآن ومع توسعة المطار فأعتقد أن بإمكانهم وبسهولة إيجاد حجز في أي وقت. وتمنى أن يكون مع تطوير المطار حل لمشكلة عمال وعاملات المنازل الذين يتأخر وصولهم إلى مدة تتجاوز الأربعة أشهر بسبب عدم وجود حجوزات خاصة في المواسم. واجهة حقيقية أما عبدالله الشمراني فهو من عشاق السفر خارج المملكة ويقول: «لقد كدت أطير من الفرح عندما سمعت بخبر توسعة المطار وأنها سترفع طاقة المطار إلى 30 مليون مسافر سنويا، فأنا وزملائي نعاني سنويا من الحجوزات وتواضع مستوى الخدمة في المطار»، ويشير إلى أنه عاد من المطار أكثر من مرة لتأكيد حجزه وذلك بسبب فوات الرحلات عليه: «لو تأخرت خمس دقائق فإن حجزك سيلغى لوجود قائمة طويلة من المسجلين على قوائم الانتظار يفوقون أعداد المسافرين». وتمنى أن يشمل التطوير أسعار التذاكر فهي باهظة جدا، ويتساءل هل أتى الوقت الذي نرى فيه مطار الملك عبدالعزيز صرحا شامخا من صروح الوطن، ونتباهى به عندما نسافر خارج الوطن؟» ويجيب في الوقت ذاته: «أعتقد أن ذلك أصبح ممكنا». وذكر حمود علي معاناته مع ضياع الأمتعة: «لقد فقدت أمتعتي أكثر من مرة وأعرف بعض الأصدقاء فقدوا أمتعتهم أيضا وكل ذلك بسبب الزحمة وسوء التنظيم، فالمطار يعج بالمسافرين والأمتعة».