سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نطمح إلى تصميم بحوث أدبية.. تتخذ من رمزية «الاستثناء» فضاء فكرياً لمنجزاتها المعرفية خلال حديثه عن «كرسي غازي القصيبي» للدراسات الثقافية.. د. الزهراني:
عُقد ظهر أمس المؤتمر الصحفي لإنشاء " كرسي الدكتور غازي القصيبي للدراسات الثقافية" بحضور المشرف على الجامعة الأستاذ خالد الخضير ومدير الجامعة الدكتور حسين الفريحي وعميد كلية الدراسات الإنسانية والمشرف على الكرسي الدكتور معجب الزهراني وعدد من المثقفين والمهتمين بالدراسات البحثية. وقد دشنت الجامعة برعاية رئيس مجلس أمناء الجامعة أولى خطوات الكرسي الذي يهدف إلى إضافة بنية معرفية جادة إلى المنظومات القائمة حالياً بالجامعة وتطويرها والمساهمة في إثراء الحقل الوطني والخليجي بالأعمال والأنشطة الثقافية والإبداعية المتخصصة التي تساهم في خدمة المجتمع وثقافته، من خلال إعداد بحوث معمقة ومتميزة في مختلف المجالات الأدبية والفكرية وتنظيم فعاليات أكاديمية وثقافية تستقطب أبرز الكفاءات الوطنية والعربية. كما شهد المؤتمر كلمة ألقها رئيس أمناء الجامعة أوضح فيها أهمية الدراسات الثقافية في تعزيز الوعي بكافة أشكاله، إلى جانب إنشاء مجتمع يخدم التنمية في الوطن المنتمي إليه، مع القيام بدور إيجابي في ميدان البحث العلمي عن طريق إجراء البحوث والدراسات وتشجيعها.. مشيرا إلى أن فكرة كرسي القصيبي للدراسات الثقافية كان متزامناً مع إنشاء كلية الدراسات الإنسانية التي من المتوقع افتتاحها قريباً بعد الانتهاء من الإجراءات النهائية، حيث بدأت الجامعة بإنشاء الكرسي يهتم بما تركه القصيبي من أدبٍ وفكر وإدارة يُعد سبباً جوهرياً في تكوين هذا الكرسي واستمراره الفعّال والمعطاء. ثم ألقى المشرف الأكاديمي على الكرسي كلمة أشار فيها إلى أن هناك أناساً نتحدث عنهم بلغة الشعر فتجد أن اللغة الإبداعية تطاوعك وتزهو به، وحين تتحدث عنهم بلغة المعرفة تتذكر أنها اللغة التي ألفّو وبها عرفوا، وحين تتحدث عنهم بلغة العمل والإنجاز تدرك أنها لغة مطابقة للمقام والحال.. وأردف د.الرهراني قائلا: إنه الرجل الاستثناء، الرجل الذي أبدعته الشاعرة أشجان هندي في مرثيتها الشهيرة يبدو وصفاً واقعياً تماماً، لأنه يقول حقيقة عازي القصيبي-رحمه الله- كما عرفناه وعايشناه على مدى نصف قرن تقريباً، فهو استثناء لأنه تحمل المسؤوليات الكبيرة واحدة بعد الأخرى من العام1971 حتى سنه وفاته 2010 ومع ذلك اتصلت انتاجاته الشعرية والسردية والثقافية فيما يزيد على ستين مؤلفاً، حتى لكأنه يظل يعمل طوال النهار ليكتب طوال الليل. وقال د. الزهراني: إن هناك كثيرين ممن نجحوا في تمثل شخصية الإداري الناجح أو شخصية الأكاديمي المتألق أو شخصية المثقف اللامع أو شخصية المبدع الخلاق، أو شخصية الإنسان المحب للخير قولاً وعملاً، لكن القصيبي نجح أيما نجاح في الجمع بين هذه الصفات والتحلي بكل هذه السمات وهذا وهو المعنى الأوضح والأوسع لمفهوم الاستثناء.. فحين تدشن جامعة اليمامة مرسى للبحث العلمي الأول باسم هذا المبدع المتميز في أدبه وفكره وعلاقاته فتلك هي البداية الموفقة فيما نحسب، وذلك لما يتضمنه المشروع من دلالات رمزية تتصل بالشخص العَلم ولما يترجمه من طموحات تتصل بالمؤسسة الأكاديمية للكرسي العلمي.. مستعرضا في كلمته بما يمكن أن يقدم لهذا المشروع الثقافي على المستوى النظري والفكري والقيم المعرفية الجمالية والحاجات الإبداعية والتي تحتاج إلى تلبية، وتفتح أفقاً واسعاً أمام المزيد من الأمل الذي لا معنى له دون تخطيط وعمل. وعن الدراسات الثقافية أوضح المشرف على الكرسي، أنها تيار جديد نسبياً في مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن الذين يدعون إلى الدراسات الثقافية باتوا يدركون أن هذا النوع من الدراسات يعني تمام الوعي أن العلوم الإنسانية تجاوزت النزعة الوضعية والتجريبية التي هيمنت على الباحثين منذ القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن الماضي، وخاصة القضايا التي تتعلق"بالإنسان" بوصفها موضوعات متداخلة ومتشابكة لا تقبل المنهج الواحد أو الهدف الواحد والمنتوجات الخاصة. وأضاف د. الزهراني أن الدراسات الثقافية تمنع الباحث من الانغلاق على الذات، لما يؤديه الانغلاق من أمية فكرية ناشئة عن الانشغال بمجال واحد وإهمال ما سواه، إلى جانب كونها تحرر الخطاب المعرفي في مجمله من الجمود.. مختتما كلمته بأن كرسي غازي القصيبي يطمح إلى تصميم وتنفيذ بحوث ودراسات أدبية ومعرفية وفكرية تضخ المزيد من المياه في حقل الثقافة العامة، وتسهم بشكل فعال في تعزيز الوعي الحضاري لدى مختلف المجالات كي تتابع سيرة -الرجل الاستثناء- في التنمية بوصفها قضية وطنية وحضارية تتطلب مشاركة جماعية فعالة في تحديد الأهداف وتحقيق الطموحات وصيانة المنجزات، كما هي حال الشعوب اليقظة والأمم الحية التي تصر على صناعة الحاضر المزدهر وعيونها مفتوحة على المستقبل المشرق لأبنائها وأحفادها.