المتأمل للمنجز الشعري الذي خلفته أعمال الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ومواقفه ومآثره كثيرة، فقد احتفى به الشعر منذ فتح الرياض إذ جاءت القصائد محليا وعربيا متوجة بالكثير من آثاره الوطنية والعربية والإسلامية، التي شكلت جمهرة شعرية من القصائد التي نظمها الشعراء لتصبح مسرحاً للدارسين. وقد كان من أبرز من جمعوا هذا الشعر واخرجوه إلى أيدي القراء عبر الدراسات الأدبية عبدالقدوس الأنصاري، وعبدالله بن إدريس، و حسن الهويمل، وخالد الخنين.. ليأتي على إثرهم متعب عوض الغامدي، الذي درس جزءاً من هذه النصوص المتعلقة برثاء الملك عبدالعزيز من قبل الشعراء السعوديين دراسة موضوعية فنية وإخراجها في كتاب بعنوان "رثاء الملك عبدالعزيز في الشعر السعودي: دراسة موضوعية فنية" الذي أصدرته مؤخرا دارة الملك عبدالعزيز بالرياض ضمن سلسلة الرسائل الجامعية التي تعنى بنشرها الدارة. يقول الغامدي: لما كانت شخصية الملك عبدالعزيز وانجازاته مؤثرة في حركة التاريخ المعاصر، استجاب الشعراء لمكنوناتها وأحاسيسهم التي أحالوها لفقده شعراً يجسد مرارة الألم، وعظيم الحزن ويزيد ذلك حينما يعددون مناقبه ومآثره الخالدة ولذلك كان رثاؤه – يرحمه الله – استجابة طبيعية لمأساة تتفجر في قلب الشاعر تملأ أحاسيسه ومشاعره ألماً وحسرة. وقد حمل الكتاب دراسة لقصائد جمهرة من الشعراء، جاء منهم: أحمد الغزاوي، أحمد قنديل، محمد هاشم رشيد، محمد العقيلي، عبدالله بن إدريس، محمد حسن فقي، حسين سرحان، حسين عرب، محمد حسن عواد، عبدالله بن خميس، محمد السنوسي، طاهر زمخشري، محمود عارف، فؤاد شاكر، ابن بليهد..حيث تناولت دراسة المؤلف التي جاءت في بابين مصادر الشعر الذي رصده من الصحف والمجلات القديمة ثم من دواوين الشعراء، كما تناول شخصية الملك عبدالعزيز وعبقريته وشجاعته.. مستعرضا دور المراثي في إبراز منجزات الملك المؤسس، إلى جانب ما تناولته الدراسة فنيا للمعجم الشعري لما تضمنه الإصدار من قصائد.