لم يكن للجدار الجليدي المصطنع الذي وقف طويلاً حائلاً بين المرأة السعودية وإبراز عطائها وتفوقها المشهود في خدمة مجتمعها ووطنها، إلاَّ أن يهدمه معول حازم، واثق، مُتفهم، تحمله يدٌ دأبها العطاء وهمها المواطن.. هذه اليد الخضراء التي هَدمت الجدار الجليدي، ووضعت مكانه ساحة عطاءٍ غنَّاء، هي بلا منازع يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله-، فلقد خَطَت المرأة في عهده الميمون خطوات واسعة، وقفزت قفزات عملاقة؛ ليصبح ما كان حتى وقت قريب ممنوعاً ومرفوضاً لأسبابٍ ما أنزل الله بها من سلطان، مقبولاً ومتعارفاً ومُؤسساً؛ بفضل شجاعةٍ نادرةٍ لرجلٍّ لا تأخذه في الحق لومة لائم. عضوية الشورى و خلال فترة قصيرة انتشرت بصمات المواطنة السعودية في كل قطاع، ودلَّلت بما لا يدع مجالاً للشك، على أنَّ القادم أفضل، وعلى أنَّها كانت أهلاً للثقة التي منحها لها "الملك عبدالله"، وهاهي اليوم تقف بثبات في مجلس الشورى، تُنافح بكل قواها لتحفر اسماً نسائياً بارزاً عَرف معنى المُواطَنَة وَقَدَّر ل"المليك" حُسن الصنيع.. ثلاثون امرأةً دفعةً واحدةً كُلهنَ من صاحبات التاريخ العلمي المُشرِّف، جميعهنَ يحملنَ هموم الوطن في قلوبهنَ، يعرفنَ حاجاته، ويملكنَ أحلاماً وتصميماً وإرادة ليكون الغد أجمل، يعرفنَ واجبهنَّ، ويُقدِّرنَ المسؤولية التي يحملنها حالياً ولاحقاً حين يسجل التاريخ ريادتهن.. يَعرفنَ ل"أبي متعب" حُسن صنيعه، ويُؤكِّدنَ على أنَّ الريادة قرار، والقرار لم يكن عبثياً من ملك امتلك زمام الحق، ووقف في وجه التهميش، وقال نعم لحق المرأة الذي كفله لها دينٌ عظيمٌ نُدينُ به، ونظام ملك لا يُفرِّقُ بين أبناء الوطن، نسائه كرجاله في الحقوق والواجبات. روح وثّابة وحين كان خادم الحرمين الشريفين يكرّم المُبرزات من المواطنات بأرفع الأوسمة؛ كانت العزيمة تتصاعد داخلها لتنفض بقايا الجليد، والتكلُّس، والتجميد الإجباري، عن روحها الوثَّابة، وحين أصبح الابتعاث حقاً يتساوى فيه الرجل مع المرأة؛ أثبتت مُبتعثاتنا أنَّهنَ على قدر المسؤولية، وجاءتنا الأخبار تترى تشدُّ على يد كل مستبشرٍ، وتمسحُ باليقينِ على قلبِ كلّ متردِّد، ناجحات، مُبدعات، مُبتكرات، مُكرَّمات، تحتفي بهنَّ الدوائر العالمية، وتسعى للإفادة من علمهن مراكز البحوث في الخارج كما الداخل. شقيقة الرجل المرأة في عهد عبدالله بن عبدالعزيز لا تعرف المستحيل، فقد فتح لها "أبو متعب" نافذةً من أمل، فلم تقصر أن جعلتها فرجةً من فرح وانجازات، شقيقة الرجال وربيبة الوطن، كرَّمها دينها وعلت بها أخلاقها، وحين فتحت قرارات المليك الجسورة الأبواب أمامها؛ خرجت كماردٍ يعرف طريقه واثقةَ الخُطى، ثابتة الجِنان، في يدها وردة، وفي قلبها إرادة، وفي عقلها عِلمٌ وتدبير.. رفعتها قرارات خادم الحرمين لتتبوأ أعلى مناصب الوظيفة، في وقتٍ كانت القيادة، والإدارة، والقرار رجلا، فأصبحت نائبة وزير، ووكيل وزارة، بل ودبلوماسية تُمثِّل بلادها في الخارج، وتُعطي صورةً حقيقيةً مُبهرة عن المرأة السعودية، والتي طالما تَعمَّد الخارج تشويهها وطمس ملامحها، وأصبحت مديرة مستشفيات حكومية وخاصة، ومسؤولة إدارات تنفيذية كبيرة، لم تكن حتى الأمس القريب تجرؤ على التفكير بإدارتها، ورأينا سيدات الأعمال حين أُزيحت العقبات من أمامهنَ كيف انطلق تفكيرهنَ، ليُعلن عن نفسه في مشروعات عملاقة تفترش مساحات الوطن بطوله وعرضه. عمل شريف لقد خرجت المرأة السعودية لتُمارس دورها في الأسواق بائعةً للمستلزمات النسائية لتأخذ موقعاً كان لها من البداية، غير أنَّه كان بحاجةٍ ليدٍ تُحطِّم أقفال الانغلاق، والرفض المُتعنِّت، وحين صارت هناك أثبتت أنَّه كان قراراً صحيحاً وفَّرَ فُرص عملٍ جديدةٍ، وفتح باباً للتكسُّب من حلال، وهي أيضاً صاحبة مشروعات تُسهم في خلق فرص العمل لبنات جنسها وتُحسِّن إدارة مشروعاتها، فلا تسمح لظلامٍ أن يدهمها من جديد، ولا خوف أن يوقفها ويمنع انتشارها؛ طالما عملت بما يوافق شرع الله، وتحت نظام قائدٍ أبىّ إلاّ أن يُضيء ثُريَّات الفرح في سماء الوطن؛ مُمَهِّداً لغدٍ أكثر عطاءً وإشراقاً، واثقاً في مواطناته اللواتي رفعنَ رؤوسهنَ عالياً في الداخل والخارج مسلماتٍ، عربيَّاتٍ، قادراتٍ على لمس سماء المستقبل دون إخلالٍ ودون ابتذال. بُعد نظر الانطلاق الحُرّ المنضبط للمرأة السعودية شَهِدَ به القاصي والداني، وصفَّق له الغريب والقريب، وأثبت فيه خادم الحرمين الشريفين بُعدَ نظره، وثبات كلمته، وصدق توقعه ورؤيته، وأثبتت فيه المرأة السعودية أنَّها حين تُعطى المسؤولية تكون على قدرها، وحين تُمنح الثقة تكون أهلاً لها، وحين يُفتح الباب تعرف حقاً وعدلاً طريقها. خادم الحرمين داعم لحضور المرأة في القطاع الصحي الملك فتح باب العمل الشريف للمرأة فتاة تقف في جناح لوزارة العمل للتعريف بعمل المرأة بأحد المعارض المتخصصة المُبتعثات السعوديات أثبتن أنَّهن على قدر المسؤولية «برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي» حقَّق نقلةً نوعيةً على مستوى التعليم العالي