تزف محافظة الطائف وضواحيها خلال هذا الصيف أكثر من 2000 شاب وفتاة خلال ليالي صيف هذا العام، ويتنوع مكان اقامتها ما بين قصور وقاعات الأفراح والاستراحات و(الصيوان) الذي ينصب لهذا الشأن وهو عبارة عن مجموعة من الخيام يتم نصبها في مكان منبسط وفرشها بقطع من الزل خاصة في القرى التي لا يوجد فيها قاعات واستراحات للأفراح، وأظهرت جولة سريعة قامت بها «الرياض» على عدد من قاعات الأفراح في محافظة الطائف ان نسبة اشغال معظمها يصل إلى نسبة 100٪ خلال أيام الصيف وهذا مؤشر على كثرة الزيجات التي ستقام خلال أيام وليالي الصيف، وأهم ما يميزها الزيجات الجماعية والتي انتشرت في المحافظة كدليل على التعاون بين المتزوجين وبالتالي تخفيف أعباء الزواج على المتزوجين ومنها أسعار الاستراحات وقصور الأفراح أما أشهر زواج فكان ل30 شاباً وفتاة من أهالي قرية الدار الحمراء ببلاد بني سعد جنوبي الطائف وأقيم بدون عرضة شعبية أو أعيرة نارية. وقال عدد من المواطنين ان الأفراح ستكون هذا العام بصور جديدة على غير النمط المعروف، فمحافظة الطائف منذ القدم عرفت أفراحها بالقلطة والعرضة الشعبية وممارسة العديد من هذه الألعاب الشعبية والتي أدى ازدهارها واقبال المواطنين عليها إلى ظهور مكاتب متخصصة لحجز الشعراء ومتابعة الاحتفال وتأمين مستلزماته مقابل مبلغ مادي باهظ الثمن بالطبع، والذي غالباً ما يثقل كاهل المتزوجين ويحملهم ما لا يستطيعون ولكن نتيجة للوعي والادراك من قبل بعضهم وتفهمهم لسلبية مثل هذه الظواهر التي تؤثر على المتزوجين ظهرت الزيجات الجماعية والعائلية والتي تقام بدون عرضة شعبية وحجز للشعراء خاصة ان حجز بعض الشعراء يصل إلى 10000 ريال لليلة الواحدة ويتم حجز شاعرين أو ثلاثة أو أكثر من ذلك، وأضافوا انه ومنذ سنوات وهم يلحظون خلو الاحتفالات من استخدام الأعيرة النارية والتي نجم عنها مقتل عدد من حضور الفرح نتيجة الخطأ أو سوء الاستعمال والتي كثيراً ما حولت الأفراح إلى مأتم وأتراح، والعزوف أيضاً عن حجز الشعراء الذين يطلبون مبلغاً مالياً لحضورهم أو الذين يتم حجزهم عن طريق مكاتب الحجز والاكتفاء ببعض الأهازيج والألعاب الشعبية والتي يقيمها الحضور بعفوية تامة دون أن يترتب التزام مالي على العريس وهذا الأمر أسهم بدون شك في تخفيف تكاليف الزواج واقبال الشباب عليه مؤكدين ان شيوخ القبائل كان لهم دور كبير في تحجيم مثل هذه الظواهر التي تثقل كواهلهم والتأثير من قبل بعضهم على البعض الآخر والاقتداء به. وقال عدد من المهتمين بالعرضة ان رحيل كبار الشعراء عن الساحة الشعبية كان له أكبر الأثر في ضعف الاقبال وانصراف الناس عنها في الأفراح سيما وانه لم يتبق في الساحة سوى المهاترات التي باتت تهوي بمستوى الشعر الشعبي وقلما تجد من يقدرذلك ويهتم بمستوى العرضة ويعمل على تطويرها والنهوض بها فالكل أصبح يبحث عن المادة في ظل تنافس مكاتب حجز وتأجير الشعراء وبحث الشعراء عن الحفلة الأكثر مردوداً مادياً الأمر الذي أدى إلى تحول بعض مناسبات العرضة إلى مهاترات شعرية من قبل بعض الشعراء الذين اساءوا إلى هذا الموروث الشعبي الجميل بأسلوب يستهجنه الكثير من محبي هذا الفن الجميل حيث استغل بعض أولئك تواجد المئات من محبي هذا الفن في بث روح الفرقة وقول ما لا يليق.