أبدى عدد من البنوك العالمية تخوفها من تمويل المشاريع النفطية والغاز في المياه العميقة في ظل ارتفاع نسبة المخاطر وتراجع أسعار النفط في الآونة الأخيرة ما يعرض هذه المشاريع إلى الخسارة سيما وأن مثل هذه المشاريع تتطلب مبالغ طائلة تصل إلى مئات المليارات من الدولارات وسط ضبابية في حجم الطلب على النفط والغاز في المستقبل القريب.وأشارت نشرة "إنرجي بروجكتس" المتخصصة في رصد مسار المشاريع الطاقوية والصناعية في العالم إلى أن كثيراً من البنوك ومراكز التمويل العالمية احجمت بصورة ملحوظة عن قبول تمويل مشاريع تعتزم الشركات النفطية تنفيذها في مياه المحيطات البعيدة، حيث توجد احتياطيات نفطية أضحت في مستويات تجارية بعد ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 110 دولارات للبرميل خلال السنوات القليلة الماضية، بيد أن هبوط النفط نتيجة إلى تقهقر نمو الاقتصاد العالمي أذكى المخاوف لدى هذه الجهات التمويلية من احتمال إلا تكون هذه المشاريع مربحة بالصورة التي تحقق الفائدة من ركوب مخاطر التمويل المستقبلي.وارجع محللون ماليون هذا التردد لدى جهات التمويل إلى وجود فرصة مماثلة في مشاريع نفطية لدى عدد من الدول التي تقل نسبة المخاطرة فيها كما ان استخراج النفط في هذه الدول لا تزيد تكاليفه على 10 دولارات للبرميل على سبيل المثال، ويؤكد المحللون أن الاستثمار في المياه العميقة يتطلب أن تبقى أسعار النفط فوق 70 دولاراً للبرميل وهو أمر لا يمكن ضمانه في ظل تذبذب معدلات نمو الاقتصاد العالمي. وكانت عدد من الشركات النفطية قد توجهت خلال بداية العام الحالي إلى الاستثمار في مياه المحيطات بحثا عن النفط الخام والغاز الطبيعي بعد أن حلقت أسعار النفط إلى ما فوق 120 دولاراً للبرميل وبروز بعض التوقعات التي تشير إلى احتمال وصولها إلى 150 دولاراً للبرميل بحسب ما اوردته "انريجي كابتل" نهاية العام الماضي، حيث توقع مراقبون أن تتعدى أسعار النفط 150 دولاراً للبرميل خلال عام 2013م، وهو ما لم يتحقق، ما دفع شركات النفط العملاقة إلى إعداد خطط إلى توسيع الاستكشافات في مياه تعتبر عذراء وواعدة بالثروات النفطية الكبيرة، غير أنها تتطلب إنفاق مبالغ مالية ضخمة.إلى ذلك واصلت أسعار النفط مسارها الهابط ليوم أمس الجمعة حيث تراجع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي دون مستوى 103 دولار للبرميل وسط عدم تفاؤل للنمو في الولاياتالمتحدة والصين اللتين تعدان أكبر مستهلكين للنفط في العالم ويشكل اقتصادهما ثقلاً للاقتصاديات العالمية. كما انخفضت عقود الخام الامريكي الخفيف 50 سنتا إلي 93.26 دولاراً للبرميل.