منذ القدم والشعر يأخذ حيزاً كبيراً بين أوساط المجتمع، والشعراء منذ القدم أيضاً يبثون من خلال قصائدهم معاناتهم وآهاتهم المختلفة، الأمر الذي جعلهم يصفون تلك المعاناة بأوصاف منها ما هو حزين ومنها ما هو فرح وسعادة. ويأتي المكان ذا ارتباط كبير بالشاعر أولاً ثم بالشعر الذي يصور ذلك المكان، إذ إنه بمثابة الذكرى والذاكره للشاعر بالدرجة الأولى، ولذلك ومن خلال ما نقرأه عن الشعراء خصوصاً القدامى وجدنا اهتمامهم بالأمكنة التي عاشوا فيها وكانت لهم فيها أجمل ذكرياتهم وذكراهم. وعندما يجسد الشعر تلك الذكرى من خلال الأمكنه، فإن ذلك دليلاً على أهمية المكان الذي يعكس ما حدث فيه وكثيراً من الشعراء بل الغالبية العظمى منهم جعلوا المكان في مقدمة اهتماماتهم عند كتابة قصائدهم، بل جعلوا الارتباط وثيقاً بين المكان وذكرياتهم سواء في أفراحهم وعشقهم أو في مناسباتهم الاجتماعية المختلفة وكذلك في أحزانهم وعلاقاتهم الشخصية المتعددة. في الحب والهيام كان للمكان أهميته فند أغلب الشعراء الذين يصفون قصص عشقهم وكثيراً ما قرأنا تلك القصص في قصائد ممزوجة برقة المشاعر وروعة المفردات، وهناك من الشعراء القدامى من أبدع في هذا الجانب الذي جمع فيه إبداع الصياغة الشعرية وروعة الذكرى مهما كان نوعها. وعلى أننا دائماً نبحث عن جماليات القصيدة ومضمونها الرقيق في المعنى، نلمس مدى ما يتمتع به أولئك الشعراء من إبداع يجسدونه من خلال ما نقل إلينا عبر دواوين الشعر المتعددة، التي هي بمثابة كنز ثمين نتلذذ بقراءته في كل وقت. يبقى المكان يشكل عاملا هاما في الشعر الذي يحكي ويصور الذكرى والذاكرة للشاعر الذي يريد الوصول الينا بإحساسه ومشاعره بكل رقة وعذوبة. أخيراً: شاب ليلي وانحنى شيخٍ نحيل مات حلمه وانزرع همٍ يجور انتهيت ولا بقى غير الجميل اذكريني كنت لك حرف وشعور