انشغلت الأوساط السياسية والشعبية في الأردن بالكشف عن زيارة "سرية" لاسرائيل قام بها النائب محمد عشا الدوايمة التقى خلالها عددا من المسؤولين الاسرائيلييين وشارك في احتفال ما يسمى "بعيد الاستقلال". أولى ردود الفعل تمثلت بفصل حزب الوسط الاسلامي للنائب الدوايمة من عضوية الحزب والكتلة النيابية، فالحزب المذكور تشدد في ادبياته ضد "التطبيع مع اسرائيل"، باعتباره طرح نفسه كبديل للتيارات الاسلامية على الساحة الأردنية ،وحصد ما يقارب (17 مقعدا) في الانتخابات النيابية الأخيرة في الثالث والعشرين من يناير الماضي،ولديه كتلة تضم (15 نائبا) بعد فصل الدوايمة وانسحاب النائبة مريم اللوزي من الكتلة. وسارع الحزب بتشكيل لجنة تحقيق مع النائب الدوايمة، ورغم المطالب الشعبية بحل البرلمان واسقاط حكومة الدكتور عبد الله النسور، إلا أن البرلمان لا يبتعد في أفكاره المعادية لاسرائيل عن غالبية الشعب الأردني الذي يرفض التطبيع مع "اسرائيل"، وهو ما دفع جميع أعضاء البرلمان إلى "التصفيق بشكل حار فور إعلان حزب الوسط الإسلامي فصل الدوايمة من عضوية الحزب"خلال جلسة مناقشة بيان الثقة لحكومة النسور. فرحة النواب بفصل الدوايمة من كتلته الحزبية تبعها المطالبة بصوت عال خلال الجلسة النيابية "بطرده من المجلس وفصله احتجاجا على عمله المشين"، ووصف النائب محمد القطاطشة النائب الدوايمة "بعميل صهيوني ويجب فصله من البرلمان وعدم السماح له بحضور اي جلسة". وارتفعت الأصوات النيابية المطالبة بإسقاط عضوية النائب الدوايمة من مجلس النواب، وبدأ أعضاء بالتوقيع على مذكرة تطالب بفصل الدوايمة، على خلفية ما أثير حول زيارته إسرائيل. ومن المرتقب أن ترفع المذكرة إلى رئيس مجلس النواب، بعد انتهاء جمع التواقيع عليها. يأتي ذلك في وقت استنكرت لجنة مقاومة التطبيع النقابية زيارة النائب الدوايمة للكيان الإسرائيلي، محذرة "من مغبة تمادي بعض المسؤولين بزيارة الكيان الإسرائيلي"، مؤكدة "أن قيام النائب بزيارة القدس بفيزا "إسرائيلية" وهي قابعة تحت الاحتلال يعتبر "ممارسة تطبيعية" مرفوضة من قبل الشعب. الحملة التي شنت على الدوايمة لم تكن شخصية وفق لجنة التحقيق معه، إن أحد أعضاء اللجنة قال:" إن الدوايمة أدلى باعترافات مفادها حضور حفل "الاستقلال" لدولة الكيان الصهيوني بدعوة رسمية من الخارجية الاسرائيلي". وأضاف العضو الذي رفض ذكر اسمه ان :"النائب عشا الدوايمة اخبر الكتلة ان زيارته جاءت بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية بشكل رسمي، وتم استقباله استقبال كبار الضيوف ورؤوساء الدول من المنطقة الحدودية الى وزارة الخارجية".وأشار الى ان "الدوايمة تربطه شراكة تجارية مع رجل أعمال يهودي يحمل الجنسية الاسبانية ومتخصصة في مجال الطاقة، ولهذه الشركة استثمارات في "إسرائيل" وعدة دول". الخارجية الاردنية نأت بنفسها عن الدخول في المعترك ،نافية أن يكون الدوايمة :"قد تلقى دعوة من قبلها لحضور الحفل، حيث إن ترتيبات الدعوة جاءت من قبل السفارة الاسرائيلية في عمان" . وفي المقابل نفى الدوايمة أن :"يكون صافح الرئيس الاسرائيلي شيمون بيرس خلال حفل استقبال باحتفال اقامه الأخير بمناسبة ما يسمى ب "عيد الاستقلال"، كما انه نفى ان يكون قد حضر الحفل"، مشددا على انه مستهدف وتطاله حملة اعلامية.