بعد مرور شهر على اعتذارات (إسرائيل) لتركيا ينتظر وصول وفد اسرائيلي اليوم الاثنين الى انقرة للبحث في التعويضات الواجب دفعها لعائلات الضحايا الاتراك الذين سقطوا في العدوان الاسرائيلي الهمجي على سفينة مافي مرمرة التي كانت متوجهة الى قطاع غزة في 2010. فبعد ثلاث سنوات من الخلاف بين الجانبين تشكل هذه الزيارة أول بادرة لعودة الحرارة الى علاقاتهما. لكن المحادثات تبدو صعبة لان عائلات الشهداء الاتراك التسعة وكذلك العديد من الجرحى أثناء العدوان الاسرائيلي على اسطول المساعدات الانسانية الذي كان متوجها الى قطاع غزة، تطالب بتعويضات كبيرة وايضا برفع الحصار عن قطاع غزة. واكد المحامي رمضان اريترك الذي يدافع من جهته عن 430 من أصل 450 من أقرباء الضحايا الاتراك الذين ادعوا بالحق المدني لوكالة فرانس برس، "ان هذه العائلات تجعل من رفع الحظر والحصار المفروضين على غزة أولويتها". وأضاف "انها تريد حتى التأكد من ذلك بنفسها، على الأرض، بتوجهها الى غزة". واستطرد موسى كوغاز أحد الناشطين المؤيدين للفلسطينيين الذي شارك في مهمة مافي مرمرة قائلا "لن نقتنع الا عندما سنتمكن من رؤية سكان غزة يصطادون في هذا البحر". ويبدو المطلب الأول الأسهل تسويته، أقله من حيث المبدأ. فمن جهة قيمة التعويضات تبدو أسر الضحايا مصممة على المطالبة بأكبر مبلغ ممكن. وذكر عبدالله ديميرال أحد محامي الضحايا الأتراك "لن نشارك في المحادثات بين الحكومتين التركية والاسرائيلية"، مضيفا "ان موكلي قال لي ان كانت قيمة (التعويضات) اقل مما ينتظره، سيرفع شكوى امام محكمة اخرى وان دعت الضرورة امام القضاء الدولي". ولم يذكر زميله رمضان اريترك اي رقم لكنه اكد ان طلب موكليه قد يكون اكبر من القيمة التي دفعتها ليبيا لضحايا اعتداء لوكربي في 1988. وكانت طرابلس وقعت مع عائلات 261 شخصاً قتلوا في ذلك الاعتداء شيكا اجماليا بقيمة 2,7 مليار دولار. وإضافة الى قيمة التعويضات، فان المسألة سياسية جداً تتعلق بمستقبل الحصار على غزة الذي يركز عليه اصحاب الشكوى. وقال نجل احد الضحايا اسماعيل بيلغن "ان التعويضات هي آخر همي"، مضيفا "نريد ان نجعل من هذه القضية سابقة تمنع اسرائيل من تكرار عمل من هذا النوع". في غزة، نددت حركة "حماس" أمس بمساعي الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإلغاء زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان المقررة الشهر المقبل إلى قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن "زيارة عباس إلى تركيا لممارسة ضغوط لوقف زيارة أردوغان إلى غزة مستهجنة ". وأضاف أن "زيارة أردوغان إلى غزة تستهدف إنهاء الحصار المفروض على القطاع وبالتالي فإن الضغوط التي يمارسها عباس مدانة وتسهم في تكريس الانقسام الداخلي وليس إنهاءه ". وكان عباس وصل أول من أمس إلى تركيا حيث التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري وعدداً من المسؤولين الأتراك.