الغالبية العظمى ممن ناقش مخالصة إدارة محمد الفايز المفاجئة مع أسطورة نادي الاتحاد محمد نور اتفق على خطأ طريقة وتوقيت فك الارتباط بين نجم جماهيري كبير ونادِ قاده لإنجازات محلية وقارية لا تنسى؛ ينظر أصحاب هذا الرأي لأهمية تقدير عطاءات النجوم، وأن يكون توقيت الاستغناء عنهم والبيانات المصاحبة للإعلان عن ذلك مصحوبة بعبارات وفاء تشبع نهم جماهيرهم الذين يدركون حقيقة ما قدموا أكثر من غيرهم؛ غير أن حاجة هذا النادي الكبير للتجديد بانتهاج سياسة الإحلال ومنح الفرصة للعناصر الشابة الموهوبة كان أمرا مطلوبا وإن تقدم ضحاياه نور والمنتشري وإبراهيم هزازي ومبروك زايد، يذكر التاريخ أن فرقا ومنتخبات عدة على مستوى العالم مارست هذه السياسة بالتدرج؛ ولا يتحقق النجاح إلا مع دعم المواهب الموجودة بجهاز فني كفؤ، وجهاز إداري قوي مستقر، وأربعة لاعبين أجانب على مستوى عالٍ، والحفاظ على ما تبقى من نجوم خبرة؛ إضافة إلى الصبر على الفريق الجديد من الإدارة أولا إذا قُدّر لها الاستمرار ومن جماهير اعتادت رؤية فريقها منافسا على كل البطولات، وأكثر الأندية المحلية قدرة على مجابهة فرق القارة في دوري أبطال آسيا. لعب الاتحاد بعد قرار الاستغناء عن النجوم بقيادة نور مباراتين جميلتين كسب الأولى أمام نجران 2 صفر بتوقيع الشابين عبدالفتاح عسيري وفهد المولد، ولم يوفق في الحفاظ على تقدمه الخميس الماضي على الشباب الذي عاد من مكة بالنقاط الثلاث، كان الفوز الاتحادي فيما لو تحقق هاما جدا لرفع معنويات الفريق الجديد، ولتخفيف الضغط على إدارة تبحث عن مسكنات لتهدئة الأمور، بعد أن ظهرت على السطح أنباء توجهها لبيع عقود عدد من اللاعبين في مقدمتهم المدافع الدولي أسامة المولد الذي عُرض بيع عقده على الهلال. الاتحاد هذا النادي الكبير يعيش اليوم حالة خاصة لم نرها عليه من قبل، لا أدري كيف ستصمد إدارة الفايز في وجه تبعات قرارات متلاحقة يغلفها العاطفة مرة، ويشوبها الرغبة في توفير سيولة مادية عبر بيع عقود النجوم مرة وهي وضعية لم يعتد عليها الاتحاديون منذ أن عرفت الكرة السعودية معنى الاحتراف، فهم من كانوا دوما باحثين عن التعزيز، واستقطاب أي نجم دولي متاح؛ لا الدخول في نفق التفريط بالنجوم على طريقة الأندية الصغيرة. إدارات عدة مرت على نادي الاتحاد، منهم من حقق نجاحات مهمة، وكثيرون ربما لا يتذكر بعض الاتحاديين أسماءهم لتركهم مناصبهم بعد أشهر؛ غير أن المتواجدين اليوم لن ينساهم التاريخ الرياضي السعودي؛ فإما أن ينجحوا في مجابهة التيارات المضادة، والاستمرار حتى نهاية مدتهم الرسمية بتقديم عمل احترافي مغاير للصورة التي تعاملوا مها هذا الموسم؛ خصوصا على صعيد اختيار الأجانب والأجهزة الفنية والإدارية وتأخر مرتبات المحترفين؛ وإما تكرار أخطاء سيقودها للاستسلام باكرا أمام جماهير وإعلام لا يرضى بأن يكون الاتحاد خارج المنافسة. فاصلة أتمنى نجاح نور مع النصر، كما آمل تجاوز الاتحاد عاصفته قريبا.