كشف مدرب نادي الشعلة التونسي أحمد العجلاني انه حضر للشعلة بمكالمة ولم يوقع عقداً معهم نظراً للعلاقة القوية بينه وبين أبناء الطفيل الذين سبق وان عملوا معه، موضحا ان المدربين التوانسة في السعودية يلقون نجاحاً كبيراً مع الأندية هنا ومنهم فتحي الجبال، مؤكدا انه احد المتابعين للدوري حتى وهو خارج السعودية لقوته وإثارته، ولكنه انتقد جدولة الدوري التي اضرت بالكرة السعودية، متألماً لاوضاع القادسية الحالية. العاطفة والمزاجية قتلتا المواهب.. والجدولة السيئة أضرت بالدوري السعودي *بداية نبارك لكم البقاء في دوري المحترفين وكيف استطعت استعادة مستوى الفريق المتردي في فترة وجيزة ؟ - الحمدلله على توفيقه فالنجاح لا يحسب لي وحدي فمعي جهاز تدريبي وتعاون الإدارة من قبل واللاعبين الذين تجاوبوا مع كل التعليمات والتدريبات فكل هذا يحسب للجميع وانا واحد منهم، فالتعاون والتفاهم كانا طريقاً لتقديم نتائج ايجابية وحققنا ماكنا نهدف الية وهو البقاء.. الشعلاويون أعادوني من دون عقد.. واللاعب لديكم لايطبق الاحتراف *حضرت ومن أول لقاء أمام نجران حققت ثلاث نقاط مهمة في نجران هل كنت متابعاً للفريق من قبل وكيف كان حضورك بهذه السرعة للشعلة؟ - انا متابع للدوري السعودي بكل تفاصيله سواء حضرت للشعلة أو غيرها حتى وانا في دوري الإمارات احرص على متابعة جميع المباريات فهو يشد الانتباه بإثارته وقوته على الرغم من كل مايحصل فيه وهذا احد أهم أسباب نجاحي مع الشعلة، وأحب ان أبوح للجميع بسر لا أحد يعرف تفاصيله فأنا حضرت من دون عقد ولم أوقع معهم على شيء وإنما بكلمة رجل، ورجال الشعلة تربطني بهم علاقة قوية وخصوصا سليمان الطفيل الذي عمل معي في وقت سابق مساعدا قبل 13 عاما وتواصلنا في فترات سابقة ووجدت منهم معنى الإخوة والصداقة وأردت من خلال هذا الموضوع خدمتهم سواء سليمان أو فهد الطفيل اللذين أكن لهما كل تقدير واحترام. المدرب التونسي خلال حديثه للزميل محمد الحطيم *برأيك لماذا يعمل غالبية المدربين التونسيين في السعودية وهل هذا يعني مؤشر نجاح أم فشل للمدرب التونسي أو الكرة التونسية بشكل عام؟ - كمدرب تونسي استطيع القول: انه يشرفنا العمل في السعودية ويشرفنا أكثر ماحققه المدربون من قبل وآخرهم فتحي الجبال الذي حقق الدوري السعودي مع الفتح فانا سعيد جداً بما تحقق لابن بلدي فهو انجاز كبير ولمصلحة المدرب والرياضة التونسية، أما بالنسبة لمشاركة المدرب التونسي فلغة الأرقام تثبت نجاح المدرب التونسي في دوري "زين" يتواجد عدد لابأس به في دوري المحترفين ودوري "ركاء" أكثر من ذلك فهذا دليل نجاح المدرب، ولكن ليس هناك مدرب ناجح أو سيئ بشكل مستمر فالظروف هي التي تحكم فكما تهيأت للجبال جميع السبل حقق الدوري وبعض المدربين مميزون ولكن لا تتاح لهم الفرصة الكاملة فيكون الفشل مصيرهم. السالم * تعد أنت أكثر المدربين تنقلاً في السعودية هل هذا يعتبر تميزاً لك أم بحث عن لقمة العيش فقط؟ - انا مدرب أثق في قدراتي ولو كان للقمة العيش فقط لبقيت في تونس فعملي اطمح من خلاله الى النجاح وليس لدي حدود معينة، وثق دائماً متى ماتحقق للمدرب عوامل النجاح من إدارة واعية وجهاز فني ولاعبين يستطيع المدرب صياغة كل هذا وترجمته الى تحقيق الانتصارات فهذه أضلاع النجاح التي تحقق التفوق للجميع. * كيف تحول تدريب الهلال وهو النادي الجماهيري الأشهر في الخليج من نعمة عليك إلى نقمة؟ - تدريب نادي مثل الهلال طموح وشرف لأي مدرب وانا عندما طلب مني تدريب الهلال تشرفت بدخول هذا الصرح الكبير، ولكن في كل مرحلة يتطلب ان يكون هناك عوامل نجاح وانا حضرت ووضع الفريق وظروفه كانت في أزمة صعبة جداً والمدة القصيرة ولم أتمكن من النجاح لهذا السبب فقبولي فرصة ربما تكون مفتاحاً للوصول لما هو أفضل واعلى في حياتي التدريبية وكان عندي حماس كبير لهذه المهمة، ولكن قدر الله ان تنتهي بهذه الطريقة بعدما حضر مدرب قبلي هو اديموس ولم يحقق أي شيء فالوضع كان على الجميع وليس على العجلاني فقط، التجربة مفيدة لي ومفيدة للهلال الذي عدل كثيراً من أوضاعه وصحح الأخطاء فحقق البطولات في العام التالي، ومنها اختيار محترفين أكفاء وإدخال العناصر الشابة للفريق من دون الاعتماد على لاعبي الخبرة فقط وهذا هو الأهم في السعودية وبكل أسف كثير من الأندية لم تنتبه لها وظلت كما هي تكرر الأخطاء في كل مرة واقرب مثال الاتحاد حالياً والمنتخب السعودي في فترة من الفترات. الجبال نجح في تحقيق بطولة الدوري مع الفتح *في ظل نجاح مساعدك السابق فتحي الجبال مع الفتح وتقديمك أنت لمستويات جيدة في الدوري السعودي هل ستنطبق عليكما في يوم من الأيام مسيرة المدربين البرازيليين الشهيرين زاجالو وكارلوس البرتو بيريرا اللذين تبادلا الأدوار في النهاية؟ - انا ارفض ان تطلق على الجبال مساعد فهو مدرب كبير ولا أريد ان يسلب انجازه بسبب انه كان مساعداً لي فهو أفضل مدرب في الدوري السعودي حالياً لأنه حقق بطولة الدوري بين أفضل المدربين وهذه بشهادة الجميع ويستحق فتحي كل هذا وانا أول من يهنئه بهذا الانجاز وعن تبادلانا الأدوار في التدريب أتمنى ذلك إذا كان يصب في مصلحة الطرفين ومصلحة الكرة التونسية والعربية. * برأيك ماهي أسباب تدني مستويات المنتخبين التونسي والسعودي والكرة العربية بشكل عام؟ تنهد طويلاً.. وقال: " الكرة الآن أصبحت علماً يدرس ونحن في الوطن العربي بشكل عام لدينا المواهب ولدينا المزاجية بحيث يحضر اللاعب اليوم ويغيب غداً ويعتذر بعد غدٍ أضف إلى ذلك إننا عاطفيون جداً فالانتصار يرفعنا عالياً والخسارة تنزلنا الى الأسفل ويبدأ عمل جديد بمدرب ولاعبين جدد ولو ان هناك لاعباً معاقباً يأتي اللاعبون ويطلبون رفع العقوبة بسبب انتصار وهذه العاطفة تقتل العمل الجاد والنظامي، ففي أوروبا لايوجد مثل ذلك بل تؤدي التدريب مثل المباراة وتؤدي واجباتك على أكمل وجه وان حصل مثل مايؤديه اللاعب العربي يكون العقاب رادعاً وربما ينتهي بسبب عدم الانضباط فلو اخذنا جانب المدربين فالارسنال لديه مدرب من 20 عاما و"المان يونايتد" أكثر من ذلك اضرب مثالاً بسيطاً في الفتح الذي استمر معهم مدربهم الجبال خمسة أعوام من الدرجة الأولى الى دوري "زين" الى تحقيق لقب الدوري وهذا يعود للاستقرار الفني والإداري وللعلم الجبال كان مدرب نجران وصعد بهم للدوري الممتاز، ولكن بخسارتهم من الاتحاد بنتيجة ثقيلة أقالوه وهنا تكمن العلة عدم تطبيق اللاعب لنظام الاحتراف وعدم صبر الاندية على المدربين واللاعبين. * بحسب متابعتك للدوري السعودي اعواماً عديدة كيف ترى تأثيرها على اللاعبين والأندية؟ - للأسف البرمجة في الدوري سيئة والتوقفات كثيرة حتى لو ان المتابع سيبرمج جدوله الأسبوعي على متابعة المباريات سيكون ذلك صعباً عليه فأحيانا تجد مباراة السبت وأحياناً أخرى الثلاثاء والجمعة والاثنين كيف لشخص ان يرتب جدوله على هذا التخبط؟ وهذه احد أسباب ضعف الحضور الجماهيري وافتقاد المتعة في متابعة المباريات أضف الى ذلك تأثيرها في العمل التدريبي للاعبين فأحيانا مباراتان في الأسبوع وأحيانا مباراة واحدة في أسبوعين وهذا أمر سيء جدا على استجابة العضلات للمجهود المتوازن فلا يوجد مباريات كثيرة تزيد من تحمل اللاعب ولا العكس وبذلك كيف يطلب من اللاعب تقديم مالدية. * دربت القادسية أعواماً كثيرة قدمت لاعبين لهم بصمة في الكرة السعودية أمثال ياسر القحطاني سعود كريري يوسف السالم عبدالملك الخيبري وغيرهم الكثير، ولكن مازلنا نرى القادسية في دوري الأولى رغم مايوجد فيه من مواهب قادرة على صناعة تاريخ جديد للنادي مالذي يحصل للقادسية من وجهة نظرك؟ - مايحدث للقادسية الآن يحز كثيراً في نفسي وأتألم لأوضاعه فهذا النادي يستطيع تمويل الكرة السعودية بالكثير من المواهب ولكن عدم وجود شخص يهتم بمستقبل القادسية يؤثر كثيراً عليه ومن وجهة نظري أرى أنهم خسروا شخصية كبيراً جداً وهو احمد الزامل فهو داعم ومحب للنادي واعتبر ابتعاده هو اكبر خسارة في تاريخ القادسية وأتمنى عودته وليس لي صالح في ذلك ولكن الرجل الناجح والمحب تتمنى عودته لمواصلة طريق النجاح. * دربت قائد المنتخب السعودي السابق سامي الجابر إبان استلامك لتدريب الهلال والآن سامي اتخذ منحى آخر وهو التدريب رأيك في الخطوة التي أقدم عليها؟ - في الكرة السعودية كانوا يسمون سامي "الذيب" وفي التدريب كذلك وممكن ينجح لأن الخطوات التي اتخذها ذكية جداً فقد اخذ دورة المدربين من انجلترا وضحى بأشياء كثيرة من اجل التدريب اشتغل مساعد مدرب في اوكسير الفرنسي فهو يحمل فكراً نظيفاً وقادراً على ترجمة هذه الدراسة الى تطبيق على ارض الواقع، ولكن هناك امراً ربما يختلف معي الآخرون فيه، عادة اللاعبون الكبار والمميزون لا ينجحون في التدريب أمثال مارادونا وبلاتيني وغيرهم وربما ينجحوا في مناصب اخرى. * برأيك ومع خبرتك الطويلة في الملاعب السعودية من هو النجم السعودي الأبرز والذي لن يتكرر ومن تراه قادراً على إعادة الكرة السعودية كمدرب؟ - الكرة السعودية لديها الكثير من النجوم القادرين ولكن يظل يوسف الثنيان ابرز اللاعبين والذي لن يتكرر كفكر كروي فالثنيان لا يعتمد على طريقة مدرب او أسلوب معين فهو مثل الفنان الذي لا تعلم كيف يرسم اللوحة ولكن في النهاية يحقق النجاح والإبهار بلمسة واحدة. *هل ترى خللاً يؤثر على عطاء اللاعب السعودي وأين تراه يكمن وفق نظرتك الخبيرة؟ للأسف كما ذكرت لك سابقاً العاطفة تحكمنا فعدم التقيد بالأنظمة والقوانين في كرة القدم تؤثر على الرياضة ومنها يتأثر النادي وعطاء اللاعب وأقربها عقوبة حارس التعاون والعودة مرة أخرى بالسماح له فالجميع لا يعلم هل اخطأ أم لم يخطئ أضف الى ذلك المواظبة على التدريبات والتقيد بالواجبات التي فرضت على اللاعب وهي احد عوامل النجاح ولكن الغياب وطلب السماح والإجبار على قبول الأعذار أضف الى ذلك مزاجية اللاعب التي متى ما رغب في اللعب قدم ماعنده وإذا كان العكس فلا فائدة منه وغياب الأنظمة أساس في الكرة السعودية كل هذا مرض يفتك باللاعب السعودي وهنا يكمن الخلل الذي تجب معالجته في الكرة السعودية.