قال المهندس لؤي هشام ناظر رئيس مجموعة ناظر ورئيس مجلس إدارة شركة بوبا العربية أن رجل الأعمال ينبغي ألا يأمن "مكر" السوق وتحولاته وتقلباته ولو ليوم واحد، ولا يركن إلى الثقة عند تحقيق مكاسب بل يجب أن يظل متيقظاً لما يمكن أن تحمله السوق من مفاجآت، مؤكدا ثقته في قدرات الشباب السعودي وأنها لا تقل عن الأجنبي إذا ما أتيحت للسعودي الفرصة وبيئة المنافسة السليمة والحوافز التي تكشف قدراته الحقيقية. جاء ذلك خلال لقاء ناظر مع شباب الأعمال الذي نظمته غرفة الرياض ممثلة في لجنة شباب الأعمال أمس الأول وأداره علي بن صالح العثيم عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة شباب الأعمال بالغرفة، وبحضور حسين بن عبدالرحمن العذل الأمين العام للغرفة. واعترف ضيف اللقاء أن خسائر مشروع المقاولات الكهربائية والميكانيكية كادت أن تخرجه من السوق وتضرب أسهمه كرجل أعمال، وتضيع كل ما صنعه في عالم الأعمال، وما سبق له من إعداد وتأهيل علمي وعملي، لكنه أكد أن العزيمة التي تحلى بها لمواجهة فشل المشروع دفعته للتشبث بالنجاح، وأنه بالرغم من أنه أدار شركة المقاولات بطريقة مؤسسية لكنها "فشلت فشلاً ذريعاً"، وكادت خسائرها أن تضيع كل ما صنعه في عالم الأعمال، لكن شركة تسويق المعدات الطبية كانت حائط الصد الذي عوضه الخسائر وغطى الديون، مؤكداً أن فشل تجربة شركة المقاولات كانت منجم الدروس للنجاح في سبع شركات أخرى. وتحدث عن رؤيته في تجربة السعودة فأكد أن العنصر السعودي قادر على النجاح ولا تقل قدراته وكفاءته عن العنصر الأجنبي إذا توفرت للسعودي البيئة والحوافز التي تكشف قدراته الحقيقية، وقال إن ستة سعوديين ذوي كفاءة عالية يديرون بنجاح ستاً من شركات المجموعة، والشركة السابعة هي فقط من يديرها أجنبي، وقال إن نسبة السعودة في جميع شركات المجموعة لا تقل عن 29% وبعضها يتجاوز نسبة 55% مثل شركة بوبا للتأمين الطبي، وأكد أنه يخطط لرفع نسبة السعودة في كل شركات المجموعة السبعة بما لا يقل عن 50%. وفي حواره مع شباب الأعمال قدم ناظر مجموعة من النصائح التي يمكن أن تقود لنجاح المشروع، وعرض وجهة نظره بشأن العوامل التي تحدد اختيار النشاط الأنسب للاستثمار، فقال إنه يفضل أن يبدأ المشروع برأسمال صغير ثم يأخذ في النمو تدريجياً، مشددا على ضرورة مراعاة نقطة التعادل المالي في المشروع وتغطية التكاليف، وتجنب استنزاف الخسائر لمدة يجب ألا تطول عن سنتين، وإلا فيصبح الخروج من الأزمة صعباً واحتمال الفشل عالياً فلن تتحمل خسائر لأكثر من ذلك، مؤكدا أهمية مبادئ المساواة والوضوح والشفافية والطموح والمعرفة الدقيقة بالسوق وتقلباته وتوقعات التحولات المستقبلية والتخطيط السليم. غير أنه رأى أن النجاح ليس وصفة جاهزة للتطبيق في كل المشاريع، فالنجاح يختلف من شخص لآخر، وقال إن السمات الشخصية ومهارة القيادة لدى القيادي هي أهم من المؤهلات التي يحملها، وإن كانت الدراسة والبيئة التي تخرّج منها تمثل بعداً مساعداً على النجاح، مشيراً إلى أهمية الابتعاث والدراسة بالخارج في بيئة علمية ومجتمع متقدم، وقال إنه استفاد من ابتعاثه في أمريكا، وعن طريقة إدارته لشركات المجموعة أوضح أنه يترك المدير التنفيذي لكل شركة حرية العمل والتصرف، وأنه لا يتدخل في العمل الإداري اليومي والبرامج التي تؤديها الشركة. ومن جانبه قال حسين العذل على حصيلة حوار المهندس لؤي ناظر بأنه خرج بانطباع مهم يتمثل في أن الشباب السعودي هو الرأسمال الحقيقي وليس المال، مؤكداً ثقته في أن الشباب السعودي الذي يمثل 75% من السكان هم الذخيرة الحقيقية للتطور الذي تنتظره المملكة، لكنهم يحتاجون للتشجيع ومواصلة برامج التأهيل والمنافسة في بيئة سليمة.