أحد القراء أرسل إلي «صورة اليكترونية» تظهر الجانب المضيء للقمر وقد بدا عليه ما يشبه الأخدود أو الشق الطويل. وقال في معرض تعليقه على الصورة انها تثبت معجزة المصطفى صلى الله عليه وسلم في انشقاق القمر ثم التحامه مجدداً.. وبعد تأمل الصورة جيداً قررت اتخاذ موقف محايد تجاهها؛ فالأخدود الظاهر في الصورة بدا - بالنسبة لي على الأقل - جديداً وربما مركب ولكنني في المقابل أؤمن بمعجزة شق القمر كحالة خاصة ظهرت تأييداً لنبينا الكريم قبل هجرته للمدينة؛ فقد روى البخاري أن أهل مكة سألوا رسول الله أن يريهم آية فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما. وروى الامام احمد: انشق القمر على عهد رسول الله شقين حتى نظروا إليه فقال رسول الله «أشهدوا». وذكر البيهقي ان كفار قريش قالوا: هذا سحر سحركم به فاسألوا السُّفار فإن رأوا ما رأيتم فقد صدق وان لم يروا ما رأيتم فهو سحر.. قال: فسئل السفار (وكانوا يأتون إلى مكة من كل اتجاه) فقالوا: قد رأيناه!! - ورغم انني لم أعثر على شهادات من خارج الجزيرة العربية (عن هذه الحادثة بالتحديد)؛ الا أن البحث قادني إلى حوادث مشابهة وقعت في تواريخ ومناطق عالمية مختلفة.. فسجلات الكنيسة الانجليزية مثلاً تشير إلى أنه في مايو 1178 شاهد اساقفة كانتربري حادثة فلكية نادرة تتضمن انفجارات نارية كبيرة على سطح القمر ثم فجأة ظهر لهب هائل انشق القمر على اثره الى نصفين.. وقد حيرت هذه الرواية علماء الفلك طوال الألف عام الثانية وظلت لغزاً حتى عام 1978. ففي ذلك العام اعلنت الجمعية الفلكية البريطانية ان اللهب الطويل (الذي بدا القمر على اثره منشقاً لنصفين) كان نتيجة ارتطام جرم فضائي ضخم بالقمر. وتقول ان نيزكاً بهذا الحجم الهائل لا يضرب القمر الا مرة كل 15 مليون عام.. ويعتقد العلماء حالياً ان ما شاهده قساوسة كانتربري كان عاصفة نيزكية غيرعادية وان النيزك الضخم ترك خلفه احدث فوهة على القمر (وتدعى فوهة جيردينو برادو)!! ٭ ورغم ندرة هذه الحادثة الا أن عدد الفوهات الكبير على سطح القمر يشير إلى أنها تكررت كثيراً خلال عمره السحيق - وربما بشكل طولي متتال يشبه الخط الطويل.. اما على مستوى أصغر فهناك حوادث أقل تأثيراً شوهدت في مناطق مختلفة من العالم؛ ففي عام 1799 مثلاً كتب الفلكي التشيلي الكسندر هامبلت: «طوال اربع ساعات شاهد الناس في تشيلي ما يشبه الالعاب النارية تنفجر فوق القمر وألسنة لهب تشبه الاقماع الصغيرة». وفي نوفمبر 1833 شاهد الناس في الولاياتالمتحدة آلاف النيازك تضرب سطح القمر منذ الثانية ليلاً وحتى بزوغ الفجر - وفي كلا المرتين كان الوقت نهاراً في آسيا ومعظم اوروبا!! .. ايضاً في نوفمبر 1953 و1966 و1999 وردت شهادات عن رؤية عواصف نيزكية جعلت بعض اجزاء القمر تضيء بالشرر. ويعتقد العلماء ان العواصف النيزكية الصغيرة تضرب القمر بصفة دورية كل 33 عاماً (في نوفمبر بالذات) ولكن يندر مشاهدتها كونها تصادف وقت النهار في معظم القارات!! على أي حال؛ كلي ثقة بوجود شهادة ما (في بلد ما) تتحدث عن انفلاق فعلي للقمر حدث (في وقت ما) من القرن الخامس قبل الميلاد..