وسط تصاعد حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية، وصلت ثلاث سفن تابعة للبحرية الأمريكية إلى ميناء هونغ كونغ الصيني امس الاثنين. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن ضابط أمريكي قوله : "هذه زيارة روتينية، وكان مخططا لها منذ فترة طويلة". جاء ذلك في معرض رده على سؤال حول ما إذا كانت الزيارة لها علاقة باستفزازات كوريا الشمالية. ومن المقرر أن تبقى السفن الثلاثة بطواقمها التي تضم 2500 جندي أربعة أيام في ميناء هونغ كونغ. الى ذلك ابدت الولاياتالمتحدة الاثنين استعدادها للتفاوض مع كوريا الشمالية اذا قامت بخطوة في هذا الاتجاه فيما يخشى العالم احتمال اطلاق صاروخ كوري شمالي في ذكرى ولادة مؤسس النظام. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين في خطاب القاه في طوكيو حيث اختتم بعد ظهر الاثنين محطته الثالثة والاخيرة في جولته الاسيوية ان "الولاياتالمتحدة ما تزال منفتحة على اجراء محادثات نزيهة وذات صدقية حول نزع الاسلحة النووية لكن الكرة الآن في ملعب بيونغ يانغ". وكان كيري زار سابقا سيئول حيث اكد مجددا دعم واشنطن الكامل لحليفتها كوريا الجنوبية، وكذلك بكين قبل ان يصل الى اليابان التي تعرضت لتهديد مباشر من كوريا الشمالية "بضربة نووية". واكد وزير الخارجية الاميركي ان "شيئا واحدا هو أكيد: نحن موحدون. ليس هناك ادنى شك في هذه المسألة. خطر برنامج الصواريخ النووية لكوريا الشمالية لا يهدد فقط جيران كوريا الشمالية ولكن ايضا شعبها". وقد التقى كيري رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي الذي اعتبر من جهته تصرف بيونغ يانغ "بانه غير مقبول". ووصف كيري البرنامج النووي الكوري الشمالي بانه "خطير" داعيا بيونغ يانغ الى "القيام بخطوات مهمة لاثبات ان كوريا الشمالية ستحترم تعهداتها وستحترم القوانين والاعراف الدولية". وفي بيونغ يانغ زار الزعيم كيم جونغ اون الاثنين ضريح الزعيمين السابقين للبلاد والده كيم جونغ ايل، وجده مؤسس النظام كيم ايل سونغ الذي تحتفل كوريا الشمالية بعيد ميلاده ال 101. وسينظم عرض عسكري في العاصمة فيما يمكن ان يقوم النظام، كما فعل في السابق، باطلاق صاروخ في هذه المناسبة ما سيشكل "خطأ هائلا" بحسب كيري. وبحسب أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية، نشرت كوريا الشمالية على ساحلها الشرقي صاروخين من نوع موسودان الذي يبلغ مداه نظريا حوالى اربعة الاف كلم والقادر على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وجزيرة غوام الاميركية. واعلنت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية الاثنين ان اجراءات الحماية لن ترفع حتى وان لم تطلق كوريا الشمالية صاروخا في 15 ابريل. وقال الناطق باسم الوزارة كيم مين-سوك ان "هذا الوضع يمكن ان يستمر لبعض الوقت". وقد عرضت سيئول الحوار ايضا لكن بيونغ يانغ رفضت هذه البادرة معتبرة اياها "خالية من اي معنى". وردت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية الاثنين بالقول ان رد الفعل هذا "مؤسف ولا يمكن فهمه على الاطلاق". وحذّر وزير الخارجية الكوري الجنوبي يون بيونغ سي، امس النظام الكوري الشمالي من خطر الانهيار إن لم يغيّر سياساته، داعياً الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون إلى وقف تهديداته والمباشرة بالإصلاحات. وصرّح يون للصحافيين في مؤتمر صحافي في سيئول، قائلاً "علينا أن نضغط على كوريا الشمالية أنه من دون تغيير لن يكون هناك أمل بالنمو الاقتصادي، من دون تغيير، فإن بقاء النظام قد يكون موضع شك". ومن النادر أن يتحدث دبلوماسي كوري جنوبي عن مصير النظام الكوري الشمالي. وأضاف الوزير "حان الوقت لكسر الدائرة المفرغة التي تبدأ باستفزاز كوري شمالي يليه تنازل هش ثم استفزاز آخر"، معتبراً أن "أفضل طريقة لفعل ذلك هو أن تغيّر كوريا الشمالية نفسها. وإن لم تفعل، على المجتمع الدولي أن يدفع باتجاه التغيير من خلال الردع ومحاولات أقوى للإقناع". وأشار إلى أن البرامج النووية والصاروخية للشمال "تشكّل تحدّياً مهماً للمجتمع الدولي".