عقدت الجمعية السعودية للدراسات الأثرية يوم أمس الأول، برنامج "اللقاء العلمي الرابع" الذي تقيمه الجمعية على التوالي للعام الرابع، حيث عقد الملتقى في فندق مداريم بالرياض، بحضور نحبة من الآثاريين والجغرافيين والجيولوجيين من المملكة وعدد من الأكاديميين والباحثين من عدة دول عربية. وقد عقدت جلسات اللقاء على فترتين صباحية ومسائية، ضمت أربع جلسات، اشتمل كل منها على عدة أوراق بحثية، حيث انطلقت الجلسة الأولى بكلمة افتتاحية لعضو مجلس الشورى الدكتور أحمد الزيلعي، الذي استعرض في كلمته أهداف اللقاء السنوي للجمعية، وما يؤمل عليه من إضافات بحثية ومعرفية في المجالات البحثية التاريخي منها والآثاري، إضافة إلى ما يمثله اللقاء من تلاقح أفكار الباحثين في مجال البحث العلمي. كما شهدت الجلسة الأولى جملة من العناوين التي قدمها المشاركون، التي تضمنت ورقة بعنوان "الخصائص الجغرافية" وأخرى جاءت عن التسلسل الطبقي، وثالثة عن "الفخار" تلاها دراسة عن "العمارة" ختاما لأوراق الجلسة الأولى التي رأسها الدكتور طلال الشعبان.. تلتها الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور سالم بن أحمد طيران، حيث شهدت الجلسة تقديم أربع دراسات جاء أولها بعنوان " التماثيل الحجرية" وثانية عن " التحصينات الدفاعية لمدينة ظفار حمير" تلاها ورقة بعنوان "المجامر" ورابعة عن " الأواني والمصنوعات الحجرية" حيث أعقب الجلسة حلقة نقاش مفتوح، شهدت العديد من مداخلات الحضور والحاضرات من أكاديميين ومهتمين بالشأن التاريخي والآثاري. أما الجلسة الثالثة فقد شهدت جملة من العناوين التي قدمها الباحثون التي تضمنت ورقة عن "النقوش" وأخرى جاءت بعنوان " مسح جيوفيزيائي مبدئي لموقع جرش الأثري" وثالثة تناولت " القصر المكتشف بالمنطقة الثانية بموقع دادان" ودراسة حملت عنوان " نتائج الحفريات الأثرية في موقع جرش: الموسمان الثالث والرابع" حيث أعقب ذلك الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتورة فتحية بنت حسين عقاب، التي قدمت دراسة خلال الجلسة الثانية بعنوان " الجواء: بين الآثار والتاريخ" حيث شهدت الجلسة ورقة عن "التماثيل الفخارية" وأخرى بعنوان " معطيات تاريخية جديدة حول الأوضاع السياسية لمملكة حضرموت وعلاقتها بمملكة فتبان في ضوء نقش قتباني جديد"أعقبها العديد من مداخلات الحضور وأسئلتهم، التي تلاها كلمة ختامية للقاء الرابع للجمعية السعودية للدراسات الأثرية. وقد شهد اللقاء في دورته لهذا العام جملة من الأطروحات البحثية التي تميزت بالجدة وحسن العرض المرئي لما تطرق إليه المشاركون والمشاركات في أوراقهم، إلى جانب ما شهده اللقاء من تناغم الدراسات المقدمة بين جغرافية وأثرية وتاريخية تناغمت جميعها في استنطاق ذاكرة المكان، عبر النقوش تارة، والمسكوكات ومصوراتها تارة أخرى، إلى جانب الماديات الحضارية عبر العديد من المداخل البحثية التي تضمنتها أطروحات اللقاء، التي جاء ضمنها الفنون المعمارية، والتماثيل الفخارية، والمجامر، والأواني الحجرية ومصنوعاتها، والبناء الحربي الذي تمثل فيما تضمنته الأوراق عن التحصينات الدفاعية. وقد زاوج عدة أوراق مقدمة بالجمع بين البعد التاريخي والبعد الأثري، مما زاد من تكاملية الرؤية البحثية من جانب، وشمولية العرض العلمي الممنهج من جانب آخر، حيث أشاد الحاضرون في هذا السياق بعدد من الأوراق التي جاء في مقدمتها ورق الباحثة د. فتحية عقاب، التي تناولت "الجواء" بين بعدين متكاملين أولهما جاء عن تاريخها، بينما جاء الآخر عن آثارها، إلى جانب ما شهده عدد من الأوراق المقدمة من تباين الآراء حولها، وخاصة فيما يتصل بالأوراق الأثرية التي تناولت "الرسوم" التي شهدت آراء متايبنة حول علاقة الرسوم بالأبراج، والسياسية، والمذاهب، والمكان، إلى جانب ما مثله التعامل بالدراهم والدنانير المصورة في عهد صدر الإسلام، والعصر الأموي، التي اختفت في العصر العباسي، باستثناء ما ندر وجوده من سك عملات مصورة في هذا العصر، التي وصفت في إحدى الأوراق بالعملات التذكارية.