نشرت دارة الملك عبدالعزيز كتاباً جديداً تحت عنوا ( المجامر القديمة في تيماء .. دراسة آثارية مقارنة ). وجاء الكتاب الذي يحمل الرقم 229 في هذه السلسلة العلمية للدارة في أربعة فصول وخاتمة ، حيث تطرق الباحث محمد بن معاضة بن معيوف في الفصل الأول إلى الإطارين الجغرافي والتاريخي لتيماء مشتملين المناخ والمدونات التاريخية عن الموقع والمآثر الفكرية للمنطقة ونتائج الأعمال والتنقيبات الأثرية التي بدأتها الوكالة العامة للآثار والمتاحف عام 1397ه إلا أن الباحث تطرق إلى معثورات حملات التنقيب في مواسم 1405ه و 1408ه و 1411ه وما خرجت به من المعثورات في جانب المجامر وأدوات البخور المستخدمة حيث بلغت المباخر المكتشفة 36 مبخرة فخارية و10 مباخر حجرية تعود لفترة الألف الأول قبل الميلاد.وفي الفصل الثاني استطلع الباحث المعاني الدينية والاجتماعية للبخور وأنواعها واستعمالاتها لارتباطها بالمجامر وقيمتها الثقافية والاقتصادية والطبية ، وطرق القوافل القديمة التي كانت تسير بها بضائع البخور إلى شمال الجزيرة العربية ، إلا أن الباحث أوضح في تمهيده للرسالة بأن المجامر في أغلبها والتي وجدتها حملات التنقيب الحديثة ومحل دراسته صنعت محلياً ، وفي الجزء الأخير من الفصل تطرق إلى تصنيف المجامر الفخارية في تيماء إلى نمطين اثنين وقدم لهما وصفاً فنياً من حيث الزخارف والألوان وأشكالها من حيث قواعدها وسعة فوهاتها ، والعجينة المستخدمة وطريقة شواء الفخار ودرجة صلابتها وطرق صناعتها المختلفة ، وتطرق بالمثل إلى المجامر الحجرية التي جاءت على نمطين أيضاً. وفي الفصل الرابع قدم الباحث تحليلاً عميقاً وقراءة فنية وأثرية للمباخر من الجوانب الشكلية والخامات المستخدمة في صناعتها والزخارف والنقوش المرسومة ودلالاتها ومقارنتها ببعض وبالمجامر خارج الجزيرة العربية بعد تقديم مواصفات المجامر خارج منطقة تيماء ونقاط التشابه والاختلاف بينهما، وأورد الباحث صوراً للمجامر المدروسة ورسومات لها وخرائط طبوغرافية لتيماء وخرائط كنتورية لبعض المواقع مثل قصر الحمراء التاريخي. وأوصى الباحث بضرورة الانتباه إلى اندثار الآثار في منطقة البحث التاريخية التي تقع في صناعية تيماء بفعل التعديات الصناعية والعمرانية عليها دون مراعاة للقيمة الآثارية للمنطقة كما أوصى بالاهتمام السياحي والعلمي بها واستثمارها ومواصلة البعثات التنقيبية فيها لكشف مزيد من الدلالات و العلمية في تيماء.