استهوت الإبل ومستلزمات وطرق ركوبها أطفال وزوار أرض المهرجان الوطني للتراث والثقافة في الجنادرية، وبات مناخ الإبل في مقر منطقة القصيم مقصداً للزوار، ومحطة للوقوف والمشاهدة، ومناسبة لتجربة ركوب الإبل من قبل العديد من الأسر الزائرة. ففي إحدى جنبات مقر القصيم تم تجهيز "مناخ الإبل" الذي يقوم على تفعيله وتجهيز مناشطه عدد من ملاك ومربي الإبل بالقصيم، ليستعرضوا أمام الزوار طرائق الركوب للإبل، وكيف كانت هي الوسيلة الرئيسة للسفر والترحال، وأحد أهم الملازمات للمزارع والتاجر، وكيف أصبحت الإبل مصدراً رئيساً لتسيير الكثير من الأعمال والحاجيات، حتى وصلت أهميتها إلى أن باتت مظهراً من مظاهر الزينة والترف في الوقت الحاضر. مشاهد الركوب، وتجسيد مظاهر استخدام الإبل، وكيفية تربيتها وإطعامها، وإعجاز خلقها وعظمته، أغرت الأطفال ليتسمروا حولها، يرقبونها بنظرات تفصح عن تخوف وتعجب ممزوج بدافعية المغامرة البريئة نحو خوض غمار التجربة، واستكشاف ما يحمله الجلوس على "الشداد" الذي فوق ظهرها، حينها لم يجد الآباء والأمهات بداً من أن يقوموا بدور "المخرج" الذي قام بتنسيق وإعداد كافة متطلبات تلك التجربة. الأطفال في البداية كانت دافعيتهم من باب إشباع رغبة التجريب واللهو واللعب، إلا أن معظمهم وما أن يركب على ظهر البعير حتى تأتي الحقيقة محملة بالبكاء والعويل ليعلنوا استسلامهم للمجهول ويتراجعوا عن استكشافه والتعرف عليه، لتتعالى من خلفهم أصوات التشجيع والترغيب من قبل الأمهات، وأصوات الضحك من جهة المتابعين، وما إن يبدأ الجمل بخطواته الأولى تنقلب الصورة شيئاً فشيئاً، حتى ترتسم تقاسيم الفرح والسرور على أوجه الأطفال، وتظهر "عنترياتهم" الطفولية بالضحك وتحية أهاليهم من فوق ظهور الجمال، حينها يسمح الوالدان لكاميراتهم المحمولة بالإبصار من عين عدساتها، لترصد وتسجل هذه التجربة الجديدة على عالم الطفولة. رئيس لجنة البرامج والفعاليات بجناح القصيم عبدالرحمن السعيد أكد أن فعالية "مناخ الإبل" في مقر المنطقة، والمعدة لتجسيد واقع الإبل ومعيشتها، أصبحت مطلباً للكثير من الأسر التي ترغب في تجربة الركوب والسير بالإبل، وهو أمر استدعى أن يصاحب ذلك الأمر شرح مبسط من قبل القائمين على الفعالية لتعريف الزوار بالإبل ومظاهر استخدامها، وكيف كانت قيمتها ومكانتها للآباء والأجداد في الزمن الماضي.