اهتماماتي بالرياضة أقل من واحد بالمئة.. والصرف عليها لابد أن يكون مقنناً! الرياضة أصبحت حاضراً صناعة، لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا بالوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد، وضيفنا اليوم هو وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري: * كيف تقيّم دور المكاتب الدعوية في التعامل مع اللاعبين غير المسلمين بعد أن أشهر عدد منهم إسلامه بسبب رسائلهم وطرقهم الذكية في التواصل معهم؟ - لمراكز الدعوة والإرشاد والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات التي يتجاوز عددها ال350 مركزاً ومكتباً في مختلف أنحاء السعودية التي تشرف عليها هذه الوزارة، جهود تذكر فتشكر في مجال الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فأسلم بفضل الله ثم بجهود العاملين في هذه المراكز والمكاتب الآلاف من مختلف الجنسيات والثقافات، كما تأثر بجهودهم الكثير ممن كان لديهم شبه وانحرافات عقدية أو سلوكية، والوزارة تسعى دائماً إلى تطوير أداء هذه المراكز والمكاتب واستثمار أحدث التقنيات والوسائل في مجال الاتصال البشري وتسخيره في الدعوة إلى الله. * هل تؤمن بجدوى الرسائل التوعوية التي يستطيع الرياضيون إيصالها في مشاركاتهم الرياضية داخلياً وخارجياً؟ - بكل تأكيد إن كل أصحاب تخصص لهم دور في الدعوة إلى الله في مجال تخصصهم، والرياضيون يستطيعون التوعية بشكل مباشر وغير مباشر لما للرياضة من انتشار واسع على مستوى العالم وبالذات في أوساط الناشئة والشباب، وقد رأينا نماذج رياضية رائعة كانت قدوة ومثال يحتذى للرياضيين في هذا المجال. * المساجد داخل مقرات الأندية والمنشآت الرياضية؛ هل تمنحها وزارة الشؤون الإسلامية ذات الاهتمام أسوةً بالأماكن الأخرى؟. - المساجد أينما كانت هي بيوت الله وأحب البقاع إليه، ونتشرف في الوزارة أن نكون في خدمتها. * لماذا لا نشاهد المحاضرات التوعوية والإرشادية الموجهة للشباب من خلال مقرات الأندية؟ - هذا موجود وإن كان ليس على المستوى المطلوب، فهو يعتمد على إدارات الأندية ومدى اهتمامها، ونحن نضع أيدينا بأيدي مسؤولي الأندية لمزيد من الجهد المنظم في هذا المجال، ونرحب بأي مبادرة من أي ناد. * بعد انتهاء الموسم الرياضي تغلق الأندية؛ وتزيد مساحة الفراغ لدى الشباب؛ لماذا لا يفعّل الدور التوعوي عبر تلك المقرات بالتنسيق مع الجهات المسؤولة؟ - أحيلك إلى الإجابة على السؤال السابق. الإساءة للنجوم من كبائر الذنوب.. وإجبار الأبناء على الميول يتنافى والتربية السليمة * عملت سابقاً مديراً عاماً لإدارة التطوير الإداري بوزارة المالية؛ هل توافقني وأنت الخبير بأهمية إعادة النظر في طريقة الصرف على الرياضة لدينا أو على الأقل تقنينها؟ - الصرف على أي قطاع لا بد أن يكون مقنناً ومتوازياً مع الأداء والنتائج المستهدفة لهذا القطاع. * لماذا لا تدرسون تعاوناً بينكم والأندية ليقوم مشاهير الرياضة بإيصال الرسائل التي تريدون إيصالها للشباب؟ - هناك جهد في هذا المجال من قبل الوزارة ومراكز ومكاتب الدعوة ومن قبل بعض الرياضيين مشكورين، ويحتاج الأمر إلى مزيد من الاهتمام والتواصل. * بوصلة التشجيع للأولاد. هل يتحكم فيها الآباء .. وما رأيك في من يعسف أبناؤه على الميول والتعصب؟ - قد يتأثر الأبناء بالآباء، أما عسف الأبناء لحملهم على ميول معينة فأمر غير مقبول وينافي التربية السليمة، كما أن التعصب ممقوت سواء صدر من الكبار أو الصغار. * ميزانية نادٍ محلي تفوق ميزانية كل مراكز البحث العلمي في جامعتنا.. تعليقك؟ - ليس لدي احصائيات دقيقة حول ذلك لأتمكن من الحكم، ولكني أقول بصفة عامة إن الاهتمام بالبحث العلمي في عالمنا العربي والإسلامي متدنٍ جداً. * مقاطع الفيديو الوهمية المركبة سلبياً على بعض النجوم من مشاهير الرياضة من الظواهر الاجتماعية التي قدمتها التقنية الحديثة؛ كيف يمكن التصدي لها ومحاسبة من يقف خلفها؟ - يتم التصدي لها بالتوعية والدعوة إلى الاستخدام الصحيح والمنضبط بضوابط الشرع لهذه التقنية، فيغيب عن بال الكثير من الناس وهو يستخدم التقنية أنه ربما يمارس سلوكيات تعتبر من كبائر الذنوب كالبهتان والغيبة والنميمة وإشاعة السلوكيات الخاطئة في المجتمع، كما يغيب عن بعض الأذهان أن من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. * بين عقد الثمانينات الميلادية وعصرنا الحالي تقلصت مساحة النظرة القاصرة للرياضة إلى حد كبير.. في نظرك هل يوجد سبب لذلك أم هي سنة الحياة؟ - زيادة الوعي له دور كبير في ذلك. * بعض المواقع الالكترونية "وحل" تقيم نتائجه حسب مرتاديه وأفكارهم، فغالباًً ما تنسج القصص الكاذبة على أحد الرياضيين، تلك الظاهرة من وجهة نظرك كيف يمكن معالجتها اجتماعياً؟ - بالتوعية وربط الناس بقيم الإسلام وإحياء جذوة الإيمان في قلوبهم. * السلوكيات والممارسات الغريبة على مجتمعنا والتي تظهر بين الفينة والأخرى من بعض اللاعبين الأجانب هل يحتم الأمر محاربتها؟ وكيف يتم التعامل معها؟ - تقدر الأمور بقدرها، وتعالج كل حالة بما يناسبها. * وكيف نساهم في حل مشكلات الشباب من خلال الرياضة؟ - الرياضة وسيلة مهمة وفاعلة في حل كثير من مشكلات الشباب واستثمار أوقاتهم فيما يعود بالنفع على أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم إذا وجهت التوجيه الصحيح وأديرت بكفاءة وفاعلية. * وماذا عن التقليعات الغريبة التي نراها من بعض اللاعبين الشباب؟ - شيء متوقع حدوث ذلك ولكن المهم أن لا يكون ظاهرة تتجذر في المجتمع، وقد رأينا عبر العقود الماضية تقليعات كثيرة ما لبثت أن تلاشت ويعود الفضل في ذلك لله أولاً ثم للتأسيس الإيماني القوي لأبناء هذا الوطن. * الاحتراف الرياضي غيّر الأحوال المعيشية للاعبي كرة القدم من حال إلى حال وجعلهم من أصحاب الملايين وبالتالي ظهر من يقارنهم بكم معشر الأكاديميين وضعف مردود وظائفكم رغم طبيعة عملكم ومعاناتكم الطويلة في الوطن أو خارجه حتى الحصول على الشهادات العليا.. ما تعليقك؟ - الله يرزق من يشاء بغير حساب، وفضل الله يؤتيه من يشاء. * هل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ - لا شك أن الرياضة وجه من وجوه الثقافة في أي مجتمع، وهي تعكس صورة هذا المجتمع وثقافته ووعيه، ويمكن الاستفادة من الرياضة في تأصيل وترسيخ القيم الحضارية والوعي الاجتماعي. * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ - أقل من واحد بالمئة مع الأسف. * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ - كل ألوان الطيف أراها في منزلي. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ - الملعب الرياضي في مدرستي الثانوية. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ - أشهرها في وجه كل فاسد ومفسد يرتدي رداء الاصلاح والنزاهة. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ - أوجهها لمن يبدأ في تقديم التنازلات عن مبادئه. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ - لمن يملك قلباً كبيراً وأفقاً واسعاً وإيماناً بدور الرياضة الحضاري والثقافي. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - لست متمرساً في لغة كرة القدم، ولكن من المفهوم العام لسؤالك أقول: كل البشر خطاء، وخير الخطائين التوابون، ومن لا يعمل لا يخطئ.